أستاذ علوم سياسية: قانون إعدام الأسرى محاولة قديمة تخشى إسرائيل تبعاتها

في تطور خطير، أقرت لجنة الأمن القومي في الكنيست الإسرائيلي مشروع قانون يسمح بتنفيذ حكم الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين، وهو ما أثار ردود فعل فلسطينية غاضبة وسط استمرار حالة الغموض التي تكتنف مستقبل الهدنة في قطاع غزة.
وفي تعليقها على القرار، وصفت حركة حماس الخطوة بأنها "انتهاك للقانون الدولي واتفاقية جنيف الثالثة"، ودعت الأمم المتحدة إلى التدخل العاجل وتشكيل لجان دولية لزيارة المعتقلات الإسرائيلية والاطلاع على أوضاع الأسرى الفلسطينيين.
وفي مداخلة مع برنامج "الحياة اليوم"، المذاع على قناة الحياة، تقديم الإعلامية لبني عسل، حلل الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أبعاد هذا القرار وتوقيته. وأوضح د. الرقب أن "هذا القانون ليس جديدًا، فمنذ سبعينيات القرن الماضي هناك محاولات لإقراره، وبالعادة كانت الكنيست تؤجل ذلك خوفًا من ردات الفعل، ليس الدولية، ولكن من أن الأسير الفلسطيني عندما ينفذ عملية يكون لديه خيار أن يُعتقل، ولكن إذا كان الخيار هو الإعدام فقد تكون هناك عمليات أكثر إيلامًا للاحتلال."
وأرجع الرقب تمرير القانون في هذا التوقيت إلى "ابتزاز سياسي" من قبل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث كان إقرار القانون شرطًا لانضمامه للحكومة. وأضاف: "لا يحتاج هؤلاء القتلة لقانون ليبرروا عمليات القتل، فالعملية يوميًا تتم ضد أسرانا الأبطال"، مشيرًا إلى أن جثامين شهداء تم تسليمها مؤخرًا كان واضحًا أنها قُتلت داخل المعتقلات.
وفيما يتعلق بمستقبل الهدنة والمفاوضات، أشار الدكتور أيمن الرقب إلى التعقيدات التي تواجه الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، موضحًا أن "حركة حماس مبرراتها واضحة، أنها تحتاج لمزيد من الوقت والبحث والتمحيص، وعلى الإسرائيليين أن يتعاونوا في هذا الملف." كما تطرق إلى الخلافات حول "اليوم التالي" للحرب، حيث ترفض الدول العربية وعلى رأسها مصر أن تكون مرجعية أي قوة دولية في غزة غير مجلس الأمن والأمم المتحدة، بينما تصر الولايات المتحدة وإسرائيل على مرجعية أخرى.
وانتقد الرقب غياب الوحدة في الموقف الفلسطيني، قائلاً: "للأسف حتى هذه اللحظة، نحن غير جاهزين". وكشف عن "اجتماع قريب للفصائل الفلسطينية ستدعو له القاهرة"، معربًا عن أمله في ألا تغيب حركة فتح عن هذا الاجتماع للخروج برؤية فلسطينية موحدة لمرحلة ما بعد الحرب، قبل أن يُفرض عليهم واقع جديد من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل.

