الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : نعـم .. أوقظ الغفلى ، وأنبه المغيبين ، إنطلاقا من مآسى الإنتخابات .

الأحزاب والبرلمان على المحك هكذا أدرك كثر تناغما مع مقالى المنشور بالأمس بموقعى صوت الشعب نيوز الإخبارى ، وبوابة الدوله الإخباريه ، بعنوان " نعــم .. الإنتخابات بوضعها الحالى هى الأصلح لواقعنا المعاصر ولكن . " والذى كشفت فيه النقاب عن تلك الحاله من التردى وقلة الأدب التى طالت كل المجتمع على خلفية الإنتخابات البرلمانيه ، وماقبلها حيث أجواء الإعداد لها ، وكيف أنها أفرزت مرشحين لم تشهد أى إنتخابات برلمانيه مستواهم منذ عقود ، وكيف أن هذا المستوى للمرشحين ومعه تنامى قلة الأدب أفرز أحزاب الموالاه التى جعلت أحزاب المعارضه جزءا من منظومتها بالقائمه بعد منح أبرز قادتها مقاعد بالبرلمان شيوخ ونواب عبر القائمه ، فى تجربه حزبيه لم تحدث فى أى دوله بالعالم ، والتى تمخض عنها سحق التجربه الحزبيه فى مصر وتقضى عليها ، وتسقطها من أعين الشباب بعد يقينهم أنها أصبحت ديكور ، كما فرضت ٱليه جديده فى إختيار المرشحين كان يمكن أن تكون فاعله لو كان قد تم إختيار المرشحين طبقا لما يتمتعون به من شعبيه حقيقيه ، ووعى وفهم وإدراك ، وليس عبر تلك الآليات التى تنطلق من الملايين والتى إستهجنها حتى المنتمين إليهم من الحريصين على تعظيم المكون الشعبى ، لأنها تسببت فى موجه غير مسبوقه من الإحباط الشعبى .
الآن أيقن الجميع أن من أعظم إيجابيات الإنتخابات البرلمانيه أنها نبهتنا لتلك المساخر وخطورتها على المجتمع ، وكيف أنها أفرزت مابداخل المجتمع من مساخر ، ومهازل ، وترديات ، وكشفت النقاب عن مواطن الخداع ، ودفعت بالمنافقين دفعا للإعلان عن نهجهم اللعين ، ونبهتنا جميعا أيضا لما تشهده الساحه السياسيه ليس ببلدتى بسيون البندر ، والمركز ، والقرى ، والكفور ، والعزب ، وفقط بل فى كل ربوع الوطن ، مدركا وجود شرفاء كثر فى وطننا الغالى حتى وإن كانوا صامتين ، وأبهرنى إصرارهم ومطالبتهم لى بالكتابه عن مهزلة سوء الخلق الإنتخابى ، وتنامى المساخر فى المجتمع ، وتوضيح أبعاد الصراع ، يضاف إلى ذلك نبهتنا لضروة أن تتحرك الأجهزه المعنيه للتصدى لهذه الظاهره المريبه قبل أن تعصف بإرادة أبناء الوطن ، وتضر بالوطن أبلغ الضرر .
دائما وأبدا الشكر لرب العالمين سبحانه على أننى لست طرفا فى أى تناطحات تشهدها الساحه السياسيه ، أو الإنتخابيه ، ويتعايش معها شريحه من الناس ، ما بين باحثين عن دور ، ومواطنين بسطاء مدفوعين بالخداع لصالح آخرين ، وفئه ثالثه يحاولون تحقيق مكسب من خلال إنشاء صفحات على الفيس بوك للطبل لمن يدفع لهم من المرشحين ، وسب وتجريح من يرفض الدفع ، دون تدخل بالنصيحه أو الإصلاح أو حتى إفعال صحيح القانون حيال من يعظم هذا التوجه اللعين ، حتى إستقر اليقين أن هذا قد يكون توجه عام مؤداه إشغال الناس بأنفسهم وترك آلية التطهير لأنفسهم ، وهنا يحق لنا أن ننزعج على الوطن .
حوارات ممتده منذ غلق باب الترشح للإنتخابات البرلمانيه ، وإنزعاج شديد لإرتباط العمليه الإنتخابيه بتنامى قلة الأدب على الفيس ووصولها لمرحله متدنيه ، وعندما نبهت لذلك أخذ البعض من كرام الناس يبحثون عن تفسير لموقفى خاصة بعد اليقين برفضى ترشيح نفسى للبرلمان وأحمد الله على إدراكهم أن أمر الترشيح بالنسبه لى والقائم على الرفض ليس إستعلاءا والعياذ بالله بل لأننى لاأجيد السباحه فى المستنقعات ، خاصة وأن آلية الوصول للبرلمان لم تعد كما كانت الإراده الشعبيه الحقيقيه ، الأمر الذى بات من الطبيعى معه أن مجرد التفكير فى دخول البرلمان ، فى ظل هذا التغيير الرهيب الذى فرض نهج تعاطى النواب مع المسئولين غنطلاقا من نرجوكم لمن يريد إنهاء مشكله ، أو إقرار حق ، أجد أنه إمتهانا لتاريخى بعد أن كنت نائبا فى زمن الشموخ ، يضاف إلى ذلك أن مسئولياتى الصحفيه الكبيره كنائبا لرئيس تحرير جريدة قوميه يوميه ، وتخصصى الصحفى فى الشئون السياسيه والبرلمانيه والحزبيه كانت منطلقا لأكون محلل سياسى والذى يستلزم متابعة كافة الجوانب السياسيه مزيدا من الوقت ، أفضل بكثير من كونى نائبا إنطلاقا من إراده تبتعد كل البعد عن إرادة الشعب .
يبقى أنه رغم كل ذلك وتداعياته المجتمعيه الخطيره نجد الصامتين عن رد المتنطعين كثر ، وكذلك تنامى المنافقين للمرشحين المحظوظين الذين يلقون العنايه والرعايه بحثا عن مغنم أكثر ، ومعهم المنبطحين أعدادا لاحصر لها ، جعلت كثر يعطون البرلمان ظهورهم ، بل وجعلتنى لاأفكر ولو لمجرد التفكير أن أكون نائبا بالبرلمان فى ظل هذا المناخ البشع ، الذى من تداعياته أن نرى بالمجتمع كل يوم إشعالا لنار الأحقاد ، وإصرارا على ترسيخ الأكاذيب ، وتمسكا بترويج الإفتراءات ، ويكفينى رغم ذلك قناعتى بأن الواجب الوطنى ومن تبقى من الكرام بمركزنا يحتم على شخصى أن أنبه الغفلى ، وأوقظ المغيبين ، وأفهم من تبقى لديه ولو ذرة من عقل أن الوطن الغالى نفتديه بأرواحنا ونزود عنه كل مكروه وسوء ولو بالكلمه ، بالمجمل أنبه الغفلى ، وأوقظ المغيبين ، إنطلاقا من مآسى الإنتخابات .

