بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفي جهاد عبد المنعم يكتب: كايرو اي سي تي يرفع شعار الذكاء الاصطناعي في كل مكان

الكاتب الصحفى جهاد عبد المنعم
-

على أرض القاهرة، حيث تلتقي الحضارة العريقة بالمستقبل الزاخر، تُفتتح في السادس عشر من نوفمبر فعاليات معرض ومؤتمر “كايرو آي سي تي” في نسخته الجديدة، ليعود هذا الحدث السنوي الأبرز في المنطقة العربية والإفريقية بحضور استثنائي..حضورٌ يصنع مشهداً جديداً تتصدره تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحوّلات الاقتصاد الرقمي التي باتت جزءاً أساسياً من حياة الشعوب والمؤسسات.
منذ انطلاقته الأولى، أثبت “كايرو آي سي تي” أنه ليس مجرد معرض تقني، بل منصة حقيقية لاستشراف ما بعد الغد، لكنه هذا العام يخطو بثقة أكبر نحو المستقبل، مُستعرضاً تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي باتت ترسم ملامح الحياة العصرية: في الطب، والنقل، والتعليم، والطاقة، والأمن، والخدمات الرقمية، وفي المدن التي تعمل بلغة البيانات وتحكمها الخوارزميات بدلًا من الأوامر الورقية التقليدية.
مصر رائدة الحدث العالمي في عهد السيسي
تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحولت مصر إلى مركز جذب عالمي للأحداث الكبرى، ليس فقط في مجال التكنولوجيا، بل على مختلف الأصعدة، وهو ما تجسّد مؤخرًا في الحدث الفريد بافتتاح المتحف المصري الكبير الذي خطف أنظار العالم بحضور رؤساء وملوك وأمراء من مختلف الدول، ليؤكد أن مصر تعود بقوة إلى قلب الخريطة العالمية للأحداث الاستثنائية.
واليوم، يعود “كايرو آي سي تي” ليكمل هذه الصورة المُشرفة، مؤكداً أن مصر لا تكتفي بأن تكون متلقية للتكنولوجيا، بل شريكًا وصانعًا في هذا التحول الرقمي الذي يقود العالم.
لماذا هذه الدورة تختلف عن سابقاتها؟
لأن العالم نفسه قد تغيّر. اليوم لم يعد الذكاء الاصطناعي رفاهية أو “تكنولوجيا مستقبلية” كما كنا نقول بالأمس، بل صار أساسًا في كل قطاع، وحجز مكانه الطبيعي في حياة البشر. في هذه الدورة، تتحوّل أروقة المعرض إلى مختبرات حية تستعرض تجارب واقعية: سيارات ذاتية القيادة، حلول مصرفية ثورية، خدمات حكومية بلا أوراق، عمليات جراحية تُدار عن بُعد، وأجهزة ذكية عاملها الأول والأخير هو الذكاء الاصطناعي.
أسامة كمال عقل الفكرة وصوت المستقبل
ولا يمكن الحديث عن “كايرو آي سي تي” دون التوقف عند المهندس والإعلامي أسامة كمال، مؤسس المعرض وصاحب الرؤية الثاقبة التي جعلت منه حدثًا دوليًا تتنافس الشركات العملاقة للمشاركة فيه، وتنتظره المؤسسات الحكومية والخاصة سنويًا لاكتشاف الاتجاهات الجديدة في عالم التكنولوجيا.
إن أسامة كمال يستحق الإشادة لكونه أحد الذين آمنوا مبكرًا بأهمية التحول الرقمي، وحوّلوا هذا الإيمان إلى واقع ملموس جلب إلى مصر كبار الشركات العالمية، وفتح الباب أمام شبابها للدخول إلى سوق الصناعة الرقمية من أوسع أبوابه.
عمرو طلعت قيادة رقمية صنعت الفرق
ويصعب أيضًا أن يمر الحديث دون الوقوف أمام جهود الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الذي يمثل جسراً بين طموحات الدولة واستراتيجياتها العملية، مُعززًا رحلة مصر الرقمية ومؤكدًا حضورها الإقليمي والدولي في مجالات الاتصالات والتحول التكنولوجي.
لقد قاد الدكتور عمرو طلعت رحلة طموحة لتعميم خدمات التحول الرقمي في مؤسسات الدولة، وربط التحرّك الحكومي بالرؤية الوطنية “مصر الرقمية”، ونجح في دفع القطاع الخاص لإطلاق العنان لقدراته في تقديم حلول مبتكرة داخل السوق المحلي، وفي فتح آفاق عالمية للشركات المصرية الناشئة.
هذا الرجل لا يتحدث كثيرًا، لكنه يترك إنجازاته تُجبر الجميع على التوقف احترامًا وتقديرًا. من إنشاء مراكز البيانات واستقطاب الشركات العالمية، إلى بناء جيل رقمي عبر برامج تدريبية متقدمة، إلى إطلاق مشروعات الذكاء الاصطناعي القومية، كلها محطات تترسخ في المشهد المصري كعنوان على المرحلة،مصر في قلب التحول العالمي