بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

فاينانشيال تايمز: خطة بناء غزة جديدة تثير قلق الدول العربية خشية تقسيم القطاع

شاحنات الغاز تدخل غزة
وكالات -

قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إن الدول العربية تعارض مقترحًا أمريكيًا لإعادة بناء ما يسمى بـ غزة جديدة في الجزء الذي تحتله إسرائيل من القطاع، خشية أن يؤدي ذلك إلى تقسيم طويل الأمد للأرض الفلسطينية.

وذكرت الصحيفة أن غزة، ومنذ سريان وقف إطلاق النار الشهر الماضي، انقسمت على طول ما يُسمى بـ الخط الأصفر، حيث تحتل القوات الإسرائيلية أحد الجانبين، وتسيطر حماس عمليًا على الجانب الآخر الذى تتواجد فيه الغالبية العظمى من الفلسطينيين حاليًا.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن حجم الدمار في قطاع غزة، الذي تحول جزء كبير منه إلى أنقاض نتيجة الحرب الإسرائيلية التى استمرت عامين، جعل إعادة بنائه أولوية للدول العربية والغربية..

ورغم أن المسئولين الإسرائيليين والأمريكيين استبعدوا السماح بتدفق أموال إعادة إعمار غزة إلى المناطق التي تسيطر عليها حماس، إلا أن العديد منهم، بمن فيهم صهر الرئيس دونالد ترامب، جاريد كوشنر، طرحوا فكرة البدء في إعادة بناء الجانب الذي تحتله إسرائيل، بزعم أن ذلك قد يوفر للفلسطينيين بديلاً إيجابيًا عن حماس.

وأشارت فاينانشيال تايمز إلى أن هذه الخطة، التي تتشابه مع مقترحات أخرى طرحها مسئولون إسرائيليون خلال الحرب لإنشاء فقاعات خالية من حماس، أثارت قلق الدول العربية والإسلامية والأوروبية، التي نقلت مخاوفها إلى الولايات المتحدة.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن دبلوماسى عربى، رفض الكشف عن هويته تحذيره من صدام محتمل بين رعاة اتفاق سلام غزة، إذا استمرت الولايات المتحدة في دعم وجهة النظر الإسرائيلية في هذا الشأن، مشيراً إلى أنه سيكون أمراً مشيناً للغاية.

ماذا تقول أمريكا وإسرائيل عن مقترح بناء غزة؟

يجادل مسئولون أمريكيون بأن المقترح ستيطلق شرارة إعادة إعمار القطاع وسيسمح بإنشاء "غزة جديدة" منزوعة السلاح لا تشكل تهديدًا لإسرائيل، بل ستكون أكثر جاذبية للفلسطينيين. وقال كوشنر، أحد أبرز مهندسي خطة ترامب لوقف إطلاق النار المكونة من 20 نقطة، الشهر الماضي، إن هناك اعتبارات جارية حاليًا بشأن المناطق التي تحتلها إسرائيل طالما أمكن تأمينها، لبدء بناء "غزة جديدة"، بهدف منح الفلسطينيين المقيمين في غزة مكانًا يذهبون إليه، ومكانًا يحصلون فيه على وظائف، ومكانًا يعيشون فيه. بينما وقال مسئول إسرائيلي إن الفكرة كانت واحدة من عدة خيارات قيد النقاش.

لماذا تخشى الدول العربية خطة غزة الجديد؟

توضح فاينانشيال تايمز إن الخطة المكونة من مستويين، والتي قال محللون إنها ستتطلب ترتيبات أمنية مكثفة لتطبيقها، قد أثارت قلق الدول العربية.

أولها هو أنه - على الرغم من أن الخط الأصفر في خطة ترامب للسلام هو حدود مؤقتة ستتراجع مع انسحاب إسرائيل من القطاع - إلا أن التقسيم قد يصبح دائمًا، بموجب هذا المقترح.

وكان أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني، قد قال في مؤتمر عُقد هذا الشهر: "لا يمكن أن نقبل بتجزئة غزة. غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية"، مضيفًا أن المسألة الحاسمة تكمن في تحديد جدول زمني لانسحاب إسرائيل.

تحذير عربى من الصورة الكارثية

وحذر دبلوماسي عربي آخر من أن الصورة ستكون كارثية، موضحاً أن الأمرسيبدو وكأن البناء لصالح إسرائيل وليس للفلسطينيين. وأضاف الدبلوماسى قائلا: لا نريد أن تصبح غزة حالة من الجمود بين الحرب والسلام، وأن يصبح الوضع الراهن هو الوضع الراهن

وأكد الدبلوماسي، الذى لم يتم الكشف عن هويته، أنه لن تقدم أي دولة عربية تمويلًا للبناء على هذا الأساس.