أزمة غير مسبوقة.. أكثر من 21 ألف جندي أوكراني يفرون من الخدمة في شهر واحد

كشفت بيانات رسمية عن هروب أكثر من 21 ألف جندي من صفوف الجيش الأوكراني خلال شهر أكتوبر الماضي فقط، في رقم قياسي لم تشهده أوكرانيا منذ تصاعد الصراع عام 2022. هذه الأرقام المقلقة تثير تساؤلات جدية حول معنويات القوات الأوكرانية وقدرتها على الصمود في مواجهة التقدم الروسي المستمر.
كشفت شبكة "بي بي سي" الأوكرانية، نقلاً عن أحدث بيانات مكتب المدعي العام الأوكراني، أن شهر أكتوبر سجل أعلى معدل شهري لحالات الفرار والتغيب عن الخدمة العسكرية على مدار السنوات الأربع الماضية من الصراع.
ويشير البرلماني الأوكراني السابق إيغور لوتسينكو، الذي يخدم حالياً في الجيش، إلى أن الأرقام الفعلية قد تكون أعلى بكثير من المعلن. وكتب لوتسينكو على فيسبوك قائلاً: "21,602 في أكتوبر... هذا رقم قياسي، رقم سيء للغاية"، مضيفاً أن "هذه مجرد بيانات رسمية، في الواقع، العديد من حالات الغياب والفرار لا يتم تسجيلها".
ضغوط هائلة وتجنيد إجباري يثير الجدل
حذر لوتسينكو من أن القوات الأوكرانية على خطوط المواجهة تعاني من "ضغط هائل، لأن عبئاً مضاعفاً أو ثلاثياً يقع على كل جندي لم يفر"، موضحاً أن "لدينا ثغرات ضخمة في دفاعاتنا على الجبهة بسبب هذا الوضع".
في محاولة لتعويض النقص المتزايد في صفوف الجيش، كثفت كييف حملات التجنيد الإجباري خلال الأشهر الأخيرة. وكشف مفوض حقوق الإنسان البرلماني الأوكراني دميتري لوبينيتس لصحيفة "أوكرانسكايا برافدا" أن الشكاوى المتعلقة بالتجنيد القسري تضاعفت منذ أوائل يونيو مقارنة بالأشهر الخمسة الأولى من العام.
وأظهرت مقاطع فيديو منتشرة على نطاق واسع فرق تجنيد أوكرانية تطارد وتعتدي على الرجال في سن التجنيد بالشوارع، حيث يتم إجبارهم على ركوب الشاحنات، فيما عرفت هذه الممارسة شعبياً باسم "البسيفيكيشن". وقد أثارت هذه الأساليب استياءً متزايداً بين الأوكرانيين.
ورداً على انتشار هذه المقاطع، ادعى نيكيتا بوتورايف، رئيس اللجنة البرلمانية للسياسة الإنسانية والإعلامية، أن مثل هذه الفيديوهات إما مزيفة أو مصنوعة بالذكاء الاصطناعي، فيما حثت سلطات التجنيد المواطنين على التوقف عن تصوير ونشر مقاطع اعتقال المجندين المحتملين بالقوة.

