بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

نيويورك تايمز: أوكرانيا تواجه خيارا صعبا فى بوكروفسك

حرب روسيا وأوكرانيا
وكالات -

مع اقتراب روسيا من السيطرة على مدينة بوكروفسك الاستراتيجية في شرق أوكرانيا، تواجه كييف خيارًا مألوفًا وصعباً، بحسب ما تقول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإما أن تتراجع وتعترف بالهزيمة وتنقذ أرواحًا، أو أن تواصل أوكرانيا القتال، وتؤجل نصرًا رمزيًا وتكتيكيًا لموسكو، لكنها تخاطر بخسائر فادحة.

وأشارت الصحيفة، إلى أن تلك معضلة طاردت جيش أوكرانيا طوال الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، في ظل مساعى كييف لاحتواء التقدم الروسي.

ولفتت نيويورك تايمز إلى أن أوكرانيا اختارت الصمود وسط معارك طاحنة في مدن مثل باخموت وأفديفكا، اللتين سقطتا في النهاية بيد موسكو.

وقال المعارضون لهذا التكتيك إن الانسحاب في الوقت المناسب كان من شأنه أن ينقذ الجنود، الذين يمثلون أثمن موارد أوكرانيا في حربها مع روسيا، التي تفوقها كثيراً.

لماذا تواصل أكرانيا القتال؟

وتجادل أوكرانيا بأن نهجها يمكن أن يُجبر جيش روسيا على استهلاك أعداد هائلة من القوات، مما يُضعفه في المعارك القادمة. وهناك أيضًا جانب سياسي يتعلق بسردية الحرب، حيث تريد كييف منع موسكو من إعلان نجاحات يمكن أن قد تُضعف الروح المعنوية في الداخل الأوكرانى، والتي قد يستخدمها الكرملين لإقناع إدارة ترامب بأن دعم أوكرانيا رهان خاسر.

ولكن مع خضوع أجزاء من بوكروفسك للسيطرة الروسية، ومواجهة مدينة ميرنوهراد المجاورة خطر الحصار، يخشى المحللون العسكريون وبعض القادة الأوكرانيين من أن كييف قد تُكرر الآن أخطاء الماضي ببقائها أسابيع أو أشهرًا أطول من اللازم.

ما أهمية بوكروفسك لأوكرانيا؟

في تقرير لها الأسبوع الماضى، أشارت بى بى سى إلى أن مدينة بوكروفسك، ورغم أنها مهجورة إلى حد كبير الآن، لكنها لعبت دورًا استراتيجيًا هامًا للجيش الأوكرانى خلال الحرب.

فقبل الحرب، كان عدد سكان المدينة حوالى 60 ألف نسمة، وتقع قرب المنجم الوحيد فى أوكرانيا الذى ينتج فحم الكوك، وهو عنصر حيوى لصناعة الصلب. لكن إنتاج الفحم توقف هناك منذ بداية العام، عندما بدأ إخلاء المدينة.

الأهم من ذلك، أن بوكروفسك تُعدّ تقاطعًا رئيسيًا للطرق والسكك الحديدية فى الشرق، وقد تمهد خسارة المدينة الطريق للقوات الروسية للتقدم نحو منطقة دنيبروبيتروفسك الأكثر مركزية.

ما أهمية بوكروفسك لروسيا؟

أوضحت بى بى سى، أن الجيش الروسى يركز على بوكروفسك منذ سيطرته على مدينة أفدييفكا الشرقية فى فبراير 2024.

ولفتت إلى أن هذه السيطرة حرمت أوكرانيا من معقل عسكرى مهم في منطقة دونيتسك، لكن روسيا استغرقت منذ ذلك الحين 21 شهرًا للتقدم حوالى 40 كيلومترًا الشمال الغربي. ستُقرب السيطرة على بوكروفسك فلاديمير بوتين خطوةً من هدفه المتمثل فى السيطرة على دونباس بأكملها، حتى لو كان تقدم روسيا هذا العام بطيئًا للغاية.

وإذا سيطرت روسيا على بوكروفسك، سيصبح الدفاع عن مدينة ميرنوهراد التابعة لها شبه مستحيل، وستتمكن القوات الروسية حينها من تحويل تركيزها إلى معركة كوستيانتينيفكا فى الشمال الشرقى، وبقية مدن ما يُسمى "حزام الحصن" دروزكيفكا وكراماتورسك وسلوفيانسك.