الكاتب الصحفى أحمد يوسف يكتب” غداً أحلى

قطعًا لا صوت يعلو خلال هذه المرحلة على صوت الانتخابات البرلمانية، التي جرت مرحلتها الأولى في الخارج، وفي الداخل بـ 14 محافظة.
وإذا مررت في أي حي أو مدينة أو حتى قرية، فستجد اللافتات تملأ الشوارع، والمرشحين جميعهم يقدمون أنفسهم ويعرضون خدماتهم على أبناء دوائرهم. الكل يحاول، والكل ينافس بشرف واجتهاد لإقناع الناخب بمنحه صوته في هذا السباق البرلماني الساخن.
وللحقيقة، فإن من حق كل مرشح أن يقدم نفسه وبرنامجه الانتخابي، وأن يعد بما يشاء، ولكن من حق الناخب أيضًا أن يختار من يشاء، ويمنح صوته لمن يرى فيه الكفاءة والقدرة على تمثيله، خاصة في ظل النظام الانتخابي الجديد واتساع الدوائر.
الكرة في نهاية المطاف تظل في ملعب الناخب، فهو القادر على التغيير، وصاحب القرار الحقيقي.
ومهما قيل عن بعض الإغراءات التي قد يقدمها بعض المرشحين، تبقى الكلمة الفصل في يد الناخب الواعي، الذي يعرف جيدًا أبناء دائرته، ويميز بين من يعمل لخدمة الناس، ومن يكتفي بالشعارات.
فمن بين النواب من يقطع الوعود ولا يراه الناس بعد الفوز، ومنهم من يظل بينهم، يشاركهم أفراحهم وأحزانهم، يسعى لقضاء مصالحهم بإخلاص، ويكون صوتهم الصادق تحت قبة البرلمان.
النائب الحقيقي هو الذي يمثل البسطاء، وينقل مطالبهم إلى المسؤولين، ويكون همزة الوصل بينهم وبين أجهزة الدولة، خاصة في قطاعات الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والتموين.
وما أكثر المناطق التي تحتاج إلى تحسين الخدمات، وما أكثر البسطاء الذين ينتظرون من نوابهم أن يكونوا جسر الأمل والتغيير.
وفي الختام، أتمنى أن يعود البرلمان إلى اسمه الطبيعي "مجلس الشعب"، لأن النواب في النهاية هم ممثلو الشعب الذين اختارهم بإرادته الحرة، وهم الذين يسنّون التشريعات والقوانين لخدمة الوطن والمواطن.
إنها مسؤولية عظيمة، واختيار أصعب، ولكن دائمًا وأبدًا "غدًا أحلى بالاختيار الجيد".

