بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد يكتب: الحملة القومية للقمح .. ورحلة البحث عن عودة الأمجاد

الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد
-

تشهد هذه الأيام بدء موسم القمح الذى يستمر لمدة ٦ شهور حيث يتم الحصاد مع منتصف شهر إبريل من كل عام وحينها تعم الفرحة لدى الجميع والكل يتغنى بهذا الحصاد الذى يوفر واحدة من أكبر السلع الإستراتيجية والتى تعتمد عليها الشعوب كمصدر أساسى للغذاء.
ويختلف هذا العام عن كل عام مضى نظراً لأن وزارة الزراعة أطلقت حملة قومية لمواجهة التحديات التى تمثل عقبة فى طريق زيادة الإنتاج المحلى من القمح حيث أن المساحة المنزرعة خلال الموسم الماضى تراجعت إلى نحو ٣.١ مليون فدان فى الوقت الذى زاد فيه عدد السكان إلى نحو ١١٨ مليون نسمة فى نهاية أغسطس الماضى ومن المتوقع أن يواصل الإرتفاع إلى نحو ١٣٠ مليون نسمة فى أبريل المقبل مما يستدعى زيادة العمل على زيادة المساحة الزراعية من القمح بهدف زيادة حجم الإنتاج المحلى منه بما يساعد على تقليل الفجوة بين الإنتاج المحلى من القمح والإستيراد حيث بلغ حجم إستيراد القمح نحو ١٣ مليون طن لسد العجز بين الإنتاج والإستهلاك المحلى ، ومن ثم يتم الحد من الإستيراد و توفير جانب كبير من العملة الأجنبية التى ترهق ميزانية الدولة.
وكانت وزارة الزراعة قد تعهدت الموسم الماضى حين إنخفضت المساحة الزراعية من القمح بزيادة هذه المساحة لتصل إلى نحو ٣.٨ مليون فدان لتتناسب مع الإرتفاع الكبير فى عدد السكان وليكن هذا الأمر خطوة فى طريق تحقيق الإكتفاء الذاتى من القمح والتوقف عن إستيراده ولتستعيد مصر عصرها الذهبى فى عدم الإحتياج لإستيراد هذا المنتج الإستراتيجى.
ومع انطلاق موسم زراعة القمح 2025 - 2026 ينتظر مزارعي المحصول أهمية التوصيات وأفضل الأنواع والخريطة الصنفية لكل نوع لتحقيق أعلى إنتاجية ، ولابد فى هذا الإطار أن تحرص وزارة الزراعة على تقديم تلك الإرشادات تسهيلا على الفلاحين حيث أن الموسم الزراعي الحالي يُعد موسم اختبار حقيقي لوعي وخبرة الفلاح المصرى في ظل التغيرات المناخية الحادة التي يشهدها العالم هذا العام ، حيث أن المؤشرات المناخية تؤكد أن العالم سوف يشهد تقلبات جوية وبردا شديدا خلال فصل الشتاء ، وهو ما يعتبر أمر جيد للقمح، لكنه في الوقت نفسه يمثل بيئة مثالية لانتشار مرض " الصدأ الأصفر " إذا لم يتم الالتزام بالإرشادات الفنية الدقيقة.
وقدم الخبراء عدة نصائح لمزارعى القمح قبل البدء فى زراعته منها ضرورة الإلتزام بميعاد الزراعة المناسب، والتقاوي المعتمدة، والخريطة الصنفية، والزراعة على مصاطب، والري المنتظم وهى الإرشادات التى تضمن تحقيق إنتاجية مرتفعة وجودة عالية.
وأكدوا أن الزراعة على مصاطب تُعد أهم تقنية في الموسم الحالي، حيث تساهم في توفير 30% من التقاوي و25% من مياه الري، بالإضافة إلى زيادة الإنتاجية بنسبة تتراوح بين 10 و25% فضلًا عن دورها في تقليل الملوحة وتحسين تهوية التربة ، أما عن الري، فأنه يجب أن تكون هناك 4 إلى 5 ريات رئيسية بالإضافة إلى رية الزراعة، مع أهمية رية ما يسمى " المحاياة " بعد 21 يومًا من الزراعة.
وأضافوا أن الحملة القومية تشمل التوسع الأفقي بزيادة المساحات المنزرعة، وتشمل أيضا التوسع الرأسي من خلال رفع الإنتاجية باستخدام الأصناف عالية الجودة، وتقليل الفاقد في الحصاد والتخزين والاستهلاك، إلى جانب تنمية القدرات البشرية للمرشدين الزراعيين والمزارعين لضمان التطبيق السليم للتوصيات الفنية ، ولذلك فإن النشاط الإرشادي سيتكثف هذا الموسم في مناطق الاستصلاح الجديدة ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان، في كل من توشكى والعوينات والفرافرة والواحات وغرب المنيا ووادي النطرون والمراشدة، إضافة إلى مشروع مستقبل مصر ومشروعات جهاز الخدمة الوطنية، بهدف رفع كفاءة الإنتاج الزراعي في تلك المناطق الجديدة.
ولذلك فإن الأمر يتطلب أن تمضى الحملة القومية للقمح بخطى ثابتة نحو زيادة الإنتاج المحلى وتقليل الاعتماد على الاستيراد من خلال العلم والتخطيط والإرشاد الزراعى الفعال ، فضلاً عن ضرورة أن تدرك الحكومة وتحديدا وزارة الزراعة أن الفلاح المصرى يظل شريك النجاح الأول في تحقيق أمن مصر الغذائى.
ولا شك أن سعر أردب القمح مشجع للغاية حيث يتراوح لموسم 2025/2026 بين 2250 و2350 جنيهًا حسب درجة النقاء.
كاتب المقال الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد مدير تحرير بوابة الدولة الإخبارية والخبير المالى والإقتصادى