بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

«كوب 30».. الاتحاد الأوروبي يتمسك بضريبة الكربون رغم ضغوط الصين

الاتحاد الأوروبي
القسم الخارجي -

سعى الاتحاد الأوروبي، داخل قاعات وردهات مؤتمر قمة المناخ التابع للأمم المتحدة "كوب 30"، المنعقدة حاليا في البرازيل، لمواصلة تمسكه بـ"ضريبة الكربون الحدودية" في وجه ضغوط تمارسها بكين ومعها عدد من كبار الشركاء التجاريين، حيث تهدد تلك القضية بعرقلة مفاوضات المناخ العالمية.

ويجتمع ممثلو ما يقرب من 200 حكومة في مدينة بيليم، بوابة الأمازون، في وقت يعاني فيه العالم من تداعيات التعريفات الجمركية التي أقرها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي أدت إلى توتر العلاقات التجارية الدولية ،ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى تطبيق "آلية تعديل حدود الكربون" (سي بي إيه إم- كبام) برسومها الكاملة اعتبارا من العام المقبل 2026.

ومن المفترض أن تغطي الآلية في البداية سلعا كثيفة الكربون مثل الصلب، والأسمنت، والأسمدة، والألومنيوم، والهيدروجين، للتأكيد على أن السلع المستوردة تلبي المعايير البيئية ذاتها التي تُنتج بها السلع المماثلة داخل الاتحاد الأوروبي.

ولدى رصدها تفاعلات قمة "كوب 30" في البرازيل، نقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" عن مسؤولين متابعين لمجريات القمة، قولهم إن مجموعة دول، تقودها الصين والهند ، تدفع سواء في بياناتها العلنية أو خلال المشاورات خلف الأبواب المغلقة، إلى ضرورة التوصل إلى نتيجة تفاوضية، خلال المؤتمر الأممي للمناخ، تستهدف تحديد "التدابير التجارية الأحادية الجانب".
وشهد الأسبوع الأول من محادثات "كوب 30" التابع للأمم المتحدة، التي تستمر أسبوعين، تنافساً شديداً حول وضع جدول أعمال نهائي يتضمن خطط العمل الوطنية للمناخ، وتمويل الدول الفقيرة لإعانتها على التكيف مع مقتضيات الطاقة الجديدة والطقس الحرج ،ولفت الشريك البارز في مركز أبحاث المناخ "إي 3 جي"، ألدين ماير، إلى أن هناك جهدا "منسقا" تم بذله من أجل رفع مستوى التبادل التجاري في جميع مسارات التفاوض.

وقال إن بعض مفاوضي الدول حذروا من مخاوف مشروعة تتعلق بالتجارة، بينما استخدم آخرون القضية كأداة ضغط ضد مقترحات تستهدف اتخاذ تدابير أكثر لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، لافتاً إلى أن سياق الحرب التجارية العالمي ساهم في "تأجيج" تلك القضية.

وخلال هذا العام، قدمت كل من البرازيل وتركيا واليابان أو عززت من نماذج سعرية للكربون داخليا على نحو يتيح لها تخفيف عبء المدفوعات المقدمة للاتحاد الأوروبي على مصدريها، فيما تسعى دول أخرى إلى إعداد نماذج خاصة بها.

وقال كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في قمة "كوب 30"، جاكوب ويركسمان، "ينبغي أن تتأكد أن السوق المفتوح لن يؤدي إلى تفكيك التصنيع في اقتصادك الخاص، مضبفا" بعبارة أخرى، يجب أن تتأكد أن اشتراطات التجارة المتعلقة بالتقنيات النظيفة والطاقة النظيفة ليست حرة فحسب، بل عادلة أيضا " ،وأضاف ويركسمان أن الاتحاد الأوروبي لم يكن مستعدًا أن يرى محادثات المناخ تُستغل لتسوية النزاعات التجارية التي ليس لها موقع في منتدى "كوب 30".

وسعت البرازيل خلال الجلسات إلى تسليط الضوء على إمكانات التجارة كدافع لتشجيع استخدام التكنولوجيات والمعادن الحيوية اللازمة لتزويد الشبكات بالطاقة الكهربائية وكهربة وسائل النقل، كما أطلقت يوم السبت منتدى في جنيف يستهدف سد الفجوة بين المناخ والتجارة دون المساس بـ"منظمة التجارة العالمية".