بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الصحة العالمية: إقليم شرق المتوسط الأعلى فى تفشى الحالات المقاومة للمضادات الحيوية

الدكتورة حنان حسن بلخى المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط
القسم الخارجى -

قالت منظمة الصحة العالمية فى بيان لها، إنه تعد مقاومة مضادات الميكروبات التي ظهرت أحد أخطر التهديدات التي تواجه الصحة العالمية والأمن الغذائي والبيئة، فهي تضر بصحتنا ونظمنا الغذائية وبيئتنا واقتصاداتنا. وهذا ليس تحديًا سنواجهه في المستقبل، بل حقيقة قائمة. فأنواع العدوى المقاومة للأدوية آخذةٌ في الازدياد، إلا أن معدلات الوعي والاستثمار والعمل في هذا المجال لا تزال قاصرة.

وأضافت، إنه تزداد صعوبة علاج حالات العدوى الشائعة، بل ويستحيل علاجها أحيانًا، ويمكن أن تؤثر مقاومة مضادات الميكروبات على أي شخص في أي مكان، بغض النظر عن عمره أو مكان إقامته.

الأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية

وموضوع الأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية لعام 2025 (18-24 نوفمبر) هو: تحرك الآن: من أجل حماية حاضرنا وتأمين مستقبلنا. ويؤكد هذا الموضوع الحاجة المُلحّة إلى اتخاذ إجراءات جريئة وموحدة للتصدي لمقاومة مضادات الميكروبات، ويدعو إلى تحويل الوعود إلى تدخلات ملموسة منقذة للحياة من أجل تحسين ترصُّد المقاومة واستعمال المضادات الحيوية، والاستثمار لضمان الإتاحة المنصفة للأدوية ووسائل التشخيص واللقاحات الجيدة، وتنفيذ تدابير فعَّالة للوقاية من العدوى ومكافحتها على نطاق صحة الإنسان والحيوان والبيئة.

وقالت، إن الإحصاءات عن مقاومة مضادات الميكروبات في إقليم شرق المتوسط تبعث على القلق. وتُظهِر أحدث البيانات الواردة من نظام الترصد العالمي لمقاومة مضادات الميكروبات واستخدامها الصادر عن المنظمة وجود تحديات مستمرة.

ففي عام 2023، كان هناك حالة واحدة تقريبًا من كل 3 حالات عدوى بكتيرية في الإقليم مُقاوِمة للمضادات الحيوية، وهذا العدد من بين الأعداد الأعلى على الصعيد العالمي.

مقاومة المكورات العنقودية

وبلغت مقاومة المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين في حالات عدوى مجرى الدم، وهي أحد مؤشرات أهداف التنمية المستدامة، نسبة 50.3%، وهي الأعلى بين جميع أقاليم منظمة الصحة العالمية.

وبلغت مقاومة أنواع الراكدة للإيميبينيم – وهو خيار احتياطي أو أخير يُستعمل لعلاج حالات العدوى المقاومة للأدوية المتعددة – 66.5%، وهو أعلى رقم على مستوى العالم، وهي آخذة في الارتفاع بنسبة 11.3% سنويًا، وهو أعلى معدل للزيادة بين أقاليم المنظمة.

وبلغت مقاومة السالمونيلا للمضاد الحيوي سيفترياكسون 56.9%، وهي النسبة الأعلى بين جميع أقاليم منظمة الصحة العالمية.

غير أن بيانات نظام الترصد العالمي لمقاومة مضادات الميكروبات واستخدامها تُظهِر بعض التقدم في مجال الترصّد. وقدَّمت جميع بلدان الإقليم وأراضيه بيانات عن مقاومة مضادات الميكروبات إلى نظام الترصد العالمي لمقاومة مضادات الميكروبات واستخدامها مرة واحدة على الأقل منذ عام 2016، وهو الإقليم الوحيد من بين أقاليم المنظمة الذي يفعل ذلك.

بلغت مقاومة الشيغيلّة للمضاد الحيوي أزيثروميسين –1.2%، وهي النسبة الأدنى على مستوى العالم.
سجلت مقاومة الكلِبْسيلَّة الرئوية للسيفوتاكسيم تراجعًا سنويًا بنسبة 5.2%.
وفي حين تؤكد النتائج على التزام الإقليم بتحسين الترصُّد، فإنها تسلط الضوء أيضًا على الحاجة الماسة إلى اتخاذ إجراءات للحد من المقاومة والحفاظ على العلاجات الفعَّالة.

ويُعَدُّ سوء استعمال المضادات الحيوية أهم العوامل التي تغذي مقاومة مضادات الميكروبات. ويبين تقرير منظمة الصحة العالمية عن استعمال المضادات الحيوية أن استعمال المضادات الحيوية بشكل عام في إقليمي شرق المتوسط وجنوب شرق آسيا كان الأعلى من بين جميع أقاليم المنظمة. وبلغ معدل استعمال المضادات الحيوية 23.0 جرعة يومية مُحدَّدة لكل 1,000 نسمة في اليوم في إقليم شرق المتوسط.

وفي عام 2023، كانت الغاية العالمية تتمثل في أن يكون ما لا يقل عن 60% من استهلاك المضادات الحيوية على الصعيد الوطني من المضادات الحيوية المُدرجة في فئة "الإتاحة"، وهي أول سلالة من المضادات الحيوية تنخفض احتمالية مقاومتها وتوصف في حالات العدوى الشائعة. وعلى الرغم من أن 58% (35/60) من بلدان الإقليم وأراضيه أبلغت عن تحقيق غاية منظمة الصحة العالمية لعام 2023، فإن 4 فقط من أصل 9 بلدان التي قدمت بيانات عن عام 2023 من إقليم شرق المتوسط قد تمكنت من تحقيق هذه الغاية. وعلاوة على ذلك، فإن بلدًا واحدًا فقط في الإقليم، وهو تونس، قد حقق غاية 2030 (70% من المضادات الحيوية المستعملة هي من المضادات الحيوية المُدرجة في فئة "الإتاحة") التي حددتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2024.

وعندما يتعلق الأمر بمقاومة مضادات الميكروبات، فلكل فرد دور يؤديه، سواء كان من موظفي الشؤون الإدارية في المستشفيات الذين ينشئون فريقًا للإشراف على مضادات الميكروبات، أو من المزارعين الذين يتبعون ممارسات جيدة للزراعة وإدارة النفايات، أو من الآباء الذين يعطون أطفالهم مضادات حيوية دون وصفة طبية، أو من الصناعات التي تتولى التعامل مع النفايات السائلة، ولكل إجراء أهمية بالغة.

وفي الأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية لعام 2025، تدعو منظمة الصحة العالمية العاملين الصحيين إلى وصف المضادات الحيوية بشكلٍ مسؤول، وتثقيف المرضى بشأن استعمالها على النحو الصحيح. وتدعو المنظمة راسمي السياسات إلى تمويل برامج مقاومة مضادات الميكروبات وإنفاذ اللوائح التي تحد من إساءة الاستعمال وتدعم الابتكار، وتدعو المزارعين إلى اتباع ممارسات مستدامة للحد من استعمال المضادات الحيوية لعلاج الحيوانات، وتدعو الصناعات إلى الالتزام بمعالجة مياه الصرف الصحي، وتدعو وسائل الإعلام إلى توخي الدقة بشأن المعلومات التي تنشرها، وتسليط الضوء على قصص النجاح.

ويمكن للأفراد حماية أنفسهم والآخرين من خلال اتباع ممارسات النظافة الشخصية الجيدة، والحرص على تلقي اللقاحات بانتظام، وعدم تناول المضادات الحيوية إلا عندما يصفها اختصاصي الرعاية الصحية.

وقالت الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: "موضوع هذا العام، وهو "تحرك الآن: من أجل حماية حاضرنا وتأمين مستقبلنا"، يذكِّرنا بأن لكل منا دورًا عليه أن يؤديه. ويجب أن نُحوِّل الالتزام السياسي إلى عمل، من خلال ضمان توفير المياه النظيفة وخِدمات النظافة الشخصية في جميع المرافق، واستخدام مضادات الميكروبات على نحو مسؤول، والاستثمار في الابتكار والنُّظُم الصحية القادرة على الصمود، وتبنِّي نهج الصحة الواحدة".

إن مقاومة مضادات وقالت، ٱن الميكروبات تُمثِّل تحديًا عالميًا، وتتطلب استجابةً عالمية. وبالعمل معًا، نستطيع إنقاذ الأرواح، والحفاظ على قوة المضادات الحيوية وغيرها من مضادات الميكروبات، وتحسين النظم الصحية، وحماية أنفسنا والبيئة من أجل الأجيال القادمة.