الكاتبة الصحفية إيمى حمدى تكتب : إيهاب أمين.. قائد أعاد للجمباز المصري صورته وهيبته

هناك لحظات لا تحتاج إلى بيانات رسمية أو تصريحات مطولة، لحظات يكفي فيها صوت الضمير ليقول كلمة حق، وبمناسبة عيد ميلاد الدكتور إيهاب أمين عيسوي، رئيس الاتحاد المصري للجمباز، أجد نفسي - كصحفية أولًا وكأم للاعبة جمباز ثانيًا - أمام مسئولية مهنية وإنسانية لكتابة شهادة رأيتها بعيني ولم أسمعها في قاعات الاجتماعات أو المنصات الإعلامية، فالواقع الذي لا يستطيع أحد إنكاره أن الجمباز في مصر تغيّر جذريًا خلال السنوات الماضية، ولم تتغير النتائج فقط، بل تغيّرت الصورة والهيبة والتنظيم والوعي واحترام اللعبة، وهذه النقلة لا يصنعها إلا قائد يؤمن بالعمل الحقيقي لا بالشعارات.
ولا أسرد هنا إنجازات مطبوعة في تقارير رسمية، بل ما تلمسه كل أم تقضي ساعات داخل البطولات وتتابع تفاصيل لا تصل للجمهور، من تنظيم بطولات دولية على أرض مصر بمستوى يجعل كل أسرة فخورة بأن أبناءها ينافسون في بلدهم بهذه الصورة المشرفة، ودعم الكوادر المصرية لتمثيل الدولة داخل اللجان الدولية وتحويل حلم بعيد إلى واقع ملموس، وتطوير منظومة التحكيم بتوفير دورات وتأهيل مستمر لضمان العدالة والاحتراف في المنافسات، وتوسيع قاعدة ممارسة اللعبة وفتح الباب أمام مواهب جديدة من كل المحافظات، ونتائج المنتخبات التي لم تعد محض صدفة أو مجاملة بل ثمرة عمل منظم ونية صادقة لتطوير اللعبة.
ومن الزاوية الإنسانية وسط ضغوط الرياضة وتحديات الجمهور والأهالي، قليلًا ما نجد مسؤولًا يضع مصلحة اللعبة فوق أي شيء آخر، وقليلًا ما نجد من يسمع ويتابع ويحترم الملعب ومن فيه، والدكتور إيهاب واحد من هؤلاء القلائل، وهذه حقيقة أقولها كأم قبل أن أقولها كصحفية.
وفي يوم ميلاده فإن الاحتفال لا يكون بشخص فقط، بل بمسيرة قيادة مؤثرة أثبتت أن الرياضة تصبح أجمل حين يقودها من يؤمن برسالتها، وكل عام والدكتور إيهاب بخير، وكل عام وهو سبب رئيسي في أن أطفالًا كثيرين أحبّوا الجمباز بدلًا من أن يخافوا منه، وكل عام وهو حجر أساس لمنظومة محترمة نفتخر بها جميعًا.
وفي النهاية أتقدم بالشكر للدكتور إيهاب أمين لأنه لم يغيّر اللعبة فقط، بل غيّر نظرة المجتمع إليها، كما أتقدم بالشكر للجنة التحكيم على التزامها وحفاظها على منافسة شريفة تليق بجمباز مصر.

