بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الدخان يطفئ نجمة «اللي بالي بالك».. الوسط الفني وجمهورها يودّعون نيفين مندور في رحيل موجع

محمد سعد والراحلة نيفين مندور
أمال ربيع -

خيّم الحزن على الوسط الفني، وارتبكت قلوب جمهور السينما والتلفزيون، مع إعلان رحيل الفنانة نيفين مندور، نجمة فيلم «اللي بالي بالك»، التي فارقت الحياة في مشهد مأساوي أعاد اسمها إلى الواجهة لا كعودة فنية منتظرة، بل كخبر صادم يحمل وجع النهاية.

في صباحٍ ثقيل، استيقظت منطقة العصافرة بالإسكندرية على حريق اندلع داخل شقة الفنانة الراحلة، لتختنق بالدخان قبل وصول الإسعاف، وترحل عن عمر ناهز 53 عامًا، في نهاية مأساوية لمسيرة فنية وإنسانية عرفت الشهرة مبكرًا، ثم دفعت ثمن الغياب طويلًا.

نيفين مندور، مواليد عام 1972، بدأت علاقتها بالفن منذ الصغر عبر المسرح المدرسي والجامعي، قبل أن تفتح لها السينما أبوابها عام 2003 من أوسعها، عندما قدّمت أول بطولة لها في فيلم «اللي بالي بالك» أمام محمد سعد، مجسدة شخصية «فيحاء» زوجة رياض المنفلوطي، الدور الذي رسّخ صورتها في أذهان الجمهور ومنحها جماهيرية كبيرة.

بعد هذا النجاح، شاركت في عدد من الأعمال الدرامية، من بينها مسلسل «راجعلك يا إسكندرية» مع خالد النبوي، ومسلسل «مطعم تشي توتو» مع سمير غانم وفاروق الفيشاوي، لكنها سرعان ما ابتعدت عن الأضواء، لتبدأ رحلة غياب استمرت قرابة ثماني سنوات، صنعتها أزمات إنسانية وضغوط نفسية قاسية.

عاشت نيفين مندور سنوات عصيبة، بين مرض والدتها ووفاتها لاحقًا، وأزمات قانونية لاحقتها وأثرت على استقرارها النفسي والفني، قبل أن تخرج في تصريحات سابقة لتؤكد براءتها، مشددة على أنها آثرت الصمت حفاظًا على أسرتها وصورتها أمام أهلها، لا خوفًا من الحقيقة.

رحيلها المفاجئ فتح باب التساؤلات، خاصة بعد تصريحات مساعدة الفنانة الراحلة، التي وجّهت اتهامات صريحة وطالبت بالتحقيق في ملابسات الحريق، فيما باشرت الجهات المختصة فحص الواقعة، دون صدور بيان رسمي حتى الآن يكشف الأسباب النهائية للحادث، أو موعد تشييع الجثمان.

وسط هذا المشهد الحزين، استعاد الوسط الفني كواليس إنسانية مؤثرة لنيفين مندور، أبرزها موقف الفنان الراحل حسن حسني، الذي تدخّل بقوة لدعمها في فيلم «اللي بالي بالك»، قائلًا لمحمد سعد:«ما تسيبهاش.. نيفين لايقة على الدور»، في لحظة فارقة غيّرت مسار حياتها الفنية.

اليوم، ينعى الفن واحدة من بناته الهادئات، وينعاها جمهور لم ينسَ ملامحها رغم الغياب، ويظل السؤال معلقًا: هل كان هذا الرحيل نهاية حكاية فنانة أرهقها الصمت أكثر مما أرهقتها الأضواء؟رحلت نيفين مندور، وبقيت قصتها… مفتوحة على الحزن، وعلى انتظار الحقيقة.