بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

مستقبل العمل في 2026 ... التكنولوجيا والمواهب وجودة الحياة تعيد تعريف مكان العمل

جهاد عبدالمنعم -

في ظل تطور مفاهيم العمل حول العالم، تستعد الشركات في مختلف المجالات للكيف مع التغيرات المتوقعة في عام 2026، خاصةً مع تركيز المؤسسات بشكل مضاعف على موظفيها وعامليها باعتبارهم أكبر أصولها وأهم استثماراتها. لذا، تحرص المؤسسات على تزويد فرقها بسبل التدريب، وفرص التعلم المدفوعة بالتكنولوجيا، والرفاهية. وتتبنى المؤسسات من جميع الأحجام نماذج العمل المرن لجذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها، لإدراكها أن الإنتاجية تعتمد على كيفية التعاون وتوقيته، وليس فقط مكان العمل.

واستعداداً لعام 2026، كشفت شركة International Workplace Group (IWG)، المزود الأكبر عالمياً لحلول العمل المرن والمالكة لعلامات Regus وSpaces، عن أبرز 10 اتجاهات ستشكل مشهد العمل دولياً في عام 2026:

1. التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي كـ "المساعد الشخصي"
في عام 2026، ستقوم فرق العمل المرنة بدمج مساعدي الذكاء الاصطناعي (AI Copilots) في عملياتها اليومية بشكل منتظم. ستساهم هذه الأنظمة في تقليل الوقت والجهد المبذولان للمهام البسيطة مثل الإدارة والجدولة، مما يمنح الموظفين وقتاً أكبر للإبداع والإنتاج الحقيقي. يقود هذا التحول موجة جديدة من "التعاون بين الأجيال"؛ حيث تشير أبحاث IWG إلى أن 62% من موظفي الجيل Z يقومون بالفعل بتدريب زملائهم الأكبر سناً على استخدام الذكاء الاصطناعي.

2. العودة إلى "مكاتب متعددة"
ستتحرك الشركات بعيداً عن سياسات العمل المرن غير المحددة، نحو نماذج منظمة متعددة المواقع. بدلاً من الإصرار على "العودة إلى مكتب مركزي"، سيصبح الشعار هو "العودة إلى مكاتب متعددة"، ليتيح للموظفين العمل من شبكة من مساحات العمل المشتركة القريبة من منازلهم، مما يقلل من التنقلات المكلفة.
تعد ميكروسوفت هي أبرز مثال لتطبيق هذه السياسة، حيث أبلغت موظفيها في الولايات المتحدة بحاجتهم للحضور للعمل للمكاتب الأقرب لمنازلهم ثلاثة أيام أسبوعياً.

3. الشهادات المصغرة كعملة للمهارات
سيعتمد العاملون بنظام العمل المرن على تكديس "الشهادات المصغرة" (Micro Certifications) التي تركز على مهارات محددة، بدلاً من الاعتماد الكلي على الشهادات التقليدية أو مراجعات الأداء السنوية. سيدعم أصحاب العمل هذا التوجه بتمويل منصات التعلم عند الطلب، مع إمكانية التعلم من أي مكان.

4. مواجهة "التصدع الصامت "Quiet Cracking"
على عكس "الاستقالة الصامتة" (Quiet Quitting)، يظهر مصطلح "التصدع الصامت" لوصف الموظفين الذين يعملون ولكنهم يشعرون بالانفصال الذهني والعاطفي، مما يؤدي للإرهاق. ستلجأ الشركات لأدوات وخدمات "تكنولوجيا جودة الحياة" (Wellness Technology) مثل الأجهزة القابلة للارتداء لتتبع الإجهاد وتحديات الصحة النفسية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والأنشطة التحفيزية ذات الطابع الترفيهي، لتعزيز الاندماج وتحسين الحالة الإنتاجية.

5. القيادات التنفيذية بنظام "التعاقد الجزئي"
في ظل السياسات الحذر الاقتصادي السائدة، ستتجه الشركات للتوسع في سبل توظيف مديرين تنفيذيين بعقود جزئية (Fractional C-Suite) للحصول على خبرات مركزة دون تحمل تكاليف التعيين الكامل. يتيح هذا النظام مرونة أكبر للشركات لتأمين رؤى استراتيجية عالمية المستوى عند الحاجة.
ويتماشى ذلك مع نتائج أبحاث IWG، والتي أشارت أنه في ظل قلق تسعة من كل عشرة (87%) من الرؤساء التنفيذيين والمديرين الماليين بشأن عدم الاستقرار المستمر في الاقتصاد العالمي، وقيام الثلثين (67%) منهم بالفعل بخفض التكاليف التشغيلية، تتجه الشركات حالياً للبحث عن نماذج قيادية أكثر حرصاً.

6. مدن الـ 15 دقيقة
خلال الأعوام الماشية، بدأت العديد من الشركات في تطبيق أنظمة عمل تتوائم مع مفهوم "مدينة الـ 15 دقيقة"، حيث تتوفر كل احتياجات العمل والترفيه على مسافة قصيرة لا تتعدى 15 دقيقة لكل أفرادها. تشير التوقعات لدخول هذا المفهوم مرحلة جديدة في عام 2026، يتم فيها بناء مدن كاملة مصممة خصيصاً لتعزيز التواصل والاستدامة وفقاً لمبادئ "مدن الـ 15 دقيقة". ويُعد العمل المرن المحرك الرئيسي لجدوى هذه النظم الحضرية.

7. الولاء للمجتمع المحلي
ستعزز أنظمة العمل المرن التواصل العميق بالمجتمعات المحلية. قد تشجع الشركات الموظفين على دمج العمل التطوعي والشراكات المحلية في أسبوع عملهم، مما يحسن من صورة الشركات وأصحاب الأعمال.

8. المكاتب ذات الطابع الفندقي
ستبدو أماكن العمل بشكل متزايد وكأنها فنادق صغيرة فاخرة (Boutique Hotels)، حيث ستتضمن خدمات الكونسيرج لخدمة الموظفين والزائرين، وخيارات الطعام التميزة. وتبرز شراكة IWG مع مكتب تصميم تجارب الضيافة العالمي YOO، التي تمزج خبرات الضيافة مع مساحات العمل المرنة، وتعيد تعريف تجربة مكان العمل بشكل متطور.

9. ارتفاع الطلب على المكاتب اليومية
ستصبح المكاتب اليومية (Day Offices) جزءاً أساسياً من مشهد العمل الجديد، بتوفير مساحات احترافية عند الطلب، سواء للعمل الفردي الهادئ أو لاجتماعات الفرق، دون الحاجة لالتزامات طويلة الأمد.

10. متطلبات الجيل Z
يستمر جيل Z بالتأثير على قواعد وأعراف العمل، حيث يدخل الجيل Z سوق العمل بتوقعات تتجاوز الراتب، مع إعطاء الأولوية للصحة النفسية والمرونة. ستتمكن الشركات التي تتبنى المرونة والعمل الهادف من جذب الجيل القادم من القادة بشكل أفضل.

وتعليقاً على هذه التوقعات، قال مارك ديكسون، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة IWG: "ستكون التحسينات المستمرة في التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي، محركات رئيسية للإنتاجية والمشاركة، مما يُمكن الشركات من بناء فرق عمل جاهزة للمستقبل. سنشهد تحولاً جذرياً في جغرافية العمل لفترة كبيرة خلال السنوات القادمة، حيث ينتقل مركز الثقل نحو المجتمعات. وقد أدى الطلب المتزايد على العمل المحلي إلى افتتاح غالبية مراكز IWG الجديدة في المجتمعات المحلية والضواحي".