بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

جوائز الثقافة العربية: تمكين للإبداع أم إقصاء غير معلن؟

جوائز الثقافة العربية
ايمي حمدي -

تشكل جوائز الثقافية العربية في 2025 جزءًا أساسيًا من المشهد الثقافي، إذ تمنح المبدعين تقديرًا رسميًا وتفتح لهم أبوابًا أوسع من الانتشار والاعتراف، لكن في المقابل يثار جدل حول من تنصف هذه الجوائز ومن تُقصي.

الجوائز الكبرى ودورها في الثقافة العربية

تشمل الساحة العربية عدة جوائز مرموقة تمنح سنويًا أو دوريًا للإسهامات الثقافية في الأدب والفنون والبحث والترجمة:

• جائزة الشيخ زايد للكتاب
تُعد من أبرز الجوائز في العالم العربي، وتمنح في فئات متعددة مثل الأدب، الترجمة، والنقد، وتكون نتائجها مدرجة ضمن قوائم الفائزين السنوية في أبوظبي.

وقد شملت جوائز 2025 شخصيات بارزة في الأدب والترجمة وأبحاث الثقافة.

• جائزة «كاتارا» للرواية العربية
تكرم روائيين من أنحاء الوطن العربي، مع ترجمة الأعمال الفائزة إلى الإنجليزية، ما يعطي الكاتب فرصة انتشار دولي. في 2025 مثلًا فاز من اليمن وفلسطين عدة روائيين في دورتها الحادية عشرة.

• جائزة اليونسكو – الشارقة للثقافة العربية
تسلّط الضوء على الأفراد والمؤسسات التي تعمل على تعزيز الثقافة العربية ونشرها عالميًا، مثل الفنانة المصرية آية طارق والمخرج المالي ألفين أليدجي تورى الذين تم تكريمهم في النسخة العشرين.

جوائز أخرى مثل «العربية للإعلام»
التي منحت صحيفة «الاتحاد» العربية جائزة التميز الإعلامي عام 2025 تقديرًا لأفضل تقارير صحفية تناقش قضايا الشباب والإعلام.

من تنصف هذه الجوائز؟

تعطي هذه الجوائز منصة قوية للمبدعين بصيغ مختلفة:

الكتاب والمترجمون يحصلون على تمويل، نشر وترجمة، ما يعزز وصولهم إلى قرّاء في الخارج.

الفنانين والمثقفين الذين يسهمون في بناء خطاب ثقافي متجدد يجدون اعترافًا رسميًا وقيمة اجتماعية أعلى بأعمالهم.
الوسائل والأصوات المؤثرة مثل تقارير إعلامية موثوقة يمكن أن تكسب اعترافًا مهنيًا يعزز من مصداقيتها وإمكاناتها في التأثير.

من يتم إقصاؤه؟

بينما تمنح الجوائز منصة واعترافًا، هناك نقاط ضعف واضحة في نظام الجوائز:

شروط صارمة
في بعض الجوائز، مثل جائزة الشيخ زايد للكتاب، يتم التراجع عن منح الفئة الأدبية أحيانًا إذا رأى المجلس أن الكتب المرشحة لا تستوفي المعايير «الصارمة»، مما يترك أعمالًا مهمة خارج نطاق الفائزين.

تركيز على الأعمال المؤسسة:
كثير من الجوائز تميل إلى تكريم أعمال ومؤسسات كبيرة أو اسماء معروفة، بينما تبقى الأعمال التجريبية أو الأصوات الحديثة خارج دائرة الاعتراف، بسبب معايير قد تبدو محافظة أو مرتبطة بنفوذ ثقافي معين.

التمثيل غير المتوازن للدول:
يميل بعض الجوائز الكبرى إلى تمثيل ثقافات الدول ذات البنى الإنتاجية القوية، ما يحد من وصول المبدعين من دول بأقل موارد إنتاجية وثقافية، رغم جودة أعمالهم.