النائب أحمد قورة يكتب: ابناء مركز دار السلام شهر رجب.. بوابة الروح إلى مواسم الطاعة ورسالة وفاء للوطن والناس

مع بداية شهر رجب، أحد الأشهر الحُرم التي عظّمها الله سبحانه وتعالى، لا يسعنا إلا أن نرفع أكفّ الضراعة والدعاء إلى المولى عز وجل أن يحفظ مصر وشعبها العظيم، وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار، ويحفظ جيشنا الوطني الباسل وشرطتنا الساهرة، وأن يوفق أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في أداء رسالتهم الوطنية، وأن يسدد خطى قائد المسيرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لما فيه خير البلاد والعباد، في مرحلة دقيقة تتطلب الوعي والتكاتف والعمل المخلص.
يمثل شهر رجب محطة إيمانية مهمة في حياة المسلمين، فهو ليس مجرد شهر في التقويم الهجري، بل بداية روحية صادقة تمهّد الطريق لشهر شعبان، ثم لشهر رمضان المبارك. وقد جعله الله من الأشهر الحُرم التي تتضاعف فيها الحسنات، وتُعظَّم فيها المسؤولية، ليكون دعوة مفتوحة لمراجعة النفس، وتجديد العهد مع الله، وتصحيح المسار في السلوك والعمل والضمير.
إن عظمة شهر رجب لا تكمن في طقوس أو عبادات مبتدعة، وإنما في الالتزام بجوهر الدين القائم على الإخلاص، والعدل، والعمل الصالح، وخدمة الناس. فالعبادة الحقة لا تنفصل عن إتقان العمل، وتحمل المسؤولية، والسعي لتخفيف الأعباء عن المواطنين، وهي معانٍ نحتاج إليها اليوم في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية، بروح وطنية واعية وإيمان راسخ بأن الأوطان لا تُبنى إلا بسواعد أبنائها.
وبهذه المناسبة المباركة، نتقدم بخالص التهاني القلبية إلى أبناء دائرتي الغالية مركز دار السلام بمحافظة سوهاج، وإلى أعضاء مجلسي النواب والشيوخ عن الدائرة، أولئك الذين يجمعني بهم وفاء السنين وإخلاص العِشرة، وشراكة حقيقية في خدمة الوطن والمواطن، كما نتوجه بالتهنئة إلى اللواء الدكتور عبد الفتاح محمد سراج، محافظ سوهاج، الذي يعمل بكل اجتهاد على دفع عجلة التنمية بالمحافظة، ومتابعة المشروعات الخدمية، والتواصل الدائم مع المواطنين، بما يعكس حرصه على تحسين حياة أبناء سوهاج، وفي مقدمتهم أبناء مركز دار السلام.
ونحن إذ نعتز بأبناء دار السلام، فإننا نعرب عن أمنيتنا الصادقة أن تكون دار السلام في القريب العاجل من أفضل مراكز الجمهورية، بما تمتلكه من مقومات بشرية واقتصادية واعدة، وبما يتمتع به أبناؤها من وعي متزايد، وإصرار حقيقي على البناء، وإيمان راسخ بقيمة العمل والاجتهاد. فدار السلام قادرة، بإذن الله، على أن تكون نموذجًا للتنمية المتكاملة حين تتضافر الجهود وتخلص النوايا.
ويأتي شهر رجب هذا العام في وقت تتطلب فيه المرحلة الحالية مزيدًا من الاصطفاف الوطني، والابتعاد عن الشائعات، وتعزيز الثقة في مؤسسات الدولة، والعمل الجاد من أجل مستقبل أفضل. فمصر التي واجهت التحديات وانتصرَت بإرادة شعبها، قادرة على مواصلة مسيرة البناء والتنمية، طالما كان الهدف واحدًا، والمصلحة العامة فوق كل اعتبار.
علينا ان نعلم جميع إن شهر رجب يحمل رسالة إيمانية ووطنية في آنٍ واحد؛ رسالة تؤكد أن صلاح القلوب أساس لصلاح الأوطان، وأن الدعاء لا ينفصل عن العمل، ولا الإيمان عن المسؤولية. نسأل الله أن يكون شهر رجب فاتحة خير وبركة على مصر وأهلها، وأن يحفظ وطننا، وقيادته، ومؤسساته، وشعبه العظيم من كل سوء، وأن يعيده علينا جميعًا بالأمن والإيمان، والسلام والاستقرار.

