بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

مصنع غزل الفيوم يتحول إلى منصة تمكين اقتصادي لمستفيدات تكافل وكرامة

غزل الفيوم
فاطمة الدالى -

شهد مصنع الغزل والنسيج بغرب العزب بمحافظة الفيوم طفرة تنموية غير مسبوقة، بعد إعادة تشغيل المجمع الصناعي للملابس الجاهزة، ليصبح منصة حقيقية للتمكين الاقتصادي لمستفيدات برنامج «تكافل وكرامة»، في نموذج ناجح لتكامل الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني.

وأُعيد تشغيل المجمع الصناعي المقام على مساحة 12 ألف متر مربع، من خلال شراكة بين وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة قطاع الأعمال العام ومؤسسة النداء، بالتعاون مع شركة ياسمينا للملابس الجاهزة، بعد أن ظل المصنع مغلقًا لسنوات، ليعود اليوم كقاطرة إنتاج وتدريب وتشغيل للنساء، وتحويل الدعم النقدي إلى عمل منتج ودخل مستدام.

ويضم المصنع 8 صالات إنتاج، يعمل كل خط إنتاج بها بطاقة تصل إلى 1500 قطعة شهريًا، موجهة بالكامل للتصدير، خاصة الملابس الداخلية والمنزلية، بالتعاون مع أحد المستثمرين الأتراك المشاركين في المشروع.

وبدأ المشروع في أبريل 2023 بتدريب وتشغيل 250 سيدة، ليرتفع العدد إلى 2000 سيدة حتى ديسمبر الجاري، مع خطة مستقبلية لتشغيل 3 آلاف سيدة في المرحلة الثانية.

وفي إطار توفير بيئة عمل متكاملة، يضم المصنع حضانة للأطفال بطاقة استيعابية تبلغ 120 طفلًا وطفلة من سن 3 أشهر حتى 4 سنوات، تعتمد منهج التعلم من خلال اللعب، بما يضمن استقرار العاملات واطمئنانهن على أطفالهن خلال ساعات العمل.

وتأتي هذه التجربة ضمن حزمة تدخلات نفذتها وزارة التضامن الاجتماعي لدعم الفئات الأكثر احتياجًا، عبر التوسع في مشروعات التمكين الاقتصادي، بمشاركة المجتمع المدني، حيث يلعب صندوق دعم الصناعات الريفية والبيئية والإنعاش الريفي التابع للوزارة، من خلال المؤسسة المصرية للتنمية المتكاملة «النداء»، دورًا محوريًا في إنجاح المشروع.

وشهدت محافظة الفيوم نموذجًا حيًا لتحول أسر برنامج الدعم النقدي المشروط «تكافل وكرامة» من تلقي الدعم إلى العمل والإنتاج، عبر برامج تدريب وتأهيل مهني وورش عمل، هدفت إلى إكساب المستفيدات المهارات الفنية والإدارية، والعمل داخل منظومة إنتاج متكاملة، أسهمت في خلق فرص عمل حقيقية ومستدامة وتحسين مستويات المعيشة.

وخلال جولة بالمصنع، التقت «بوابة الدولة» بعدد من النماذج المشرفة من العاملات، من بينهن أمينة، إحدى العاملات على ماكينات تصنيع البيجامات، والتي أكدت أن المشروع غيّر حياتها بالكامل، قائلة:

«كنت بتقاضى أقل من 800 جنيه، وعندي 3 أطفال في مراحل التعليم المختلفة، وزوجي عامل يومية.. النهارده بقبض الحد الأدنى للأجور وبقدر ألبّي طلبات أولادي».

ووجهت أمينة الشكر لمؤسسة «النداء» وشركة «ياسمينا» ووزارة التضامن الاجتماعي، مؤكدة أن برنامج «فرصة» كان باب رزق حقيقي لهن.

كما برزت قصة شهد عصام (21 عامًا)، من ذوي الإعاقة الحركية، كنموذج ملهم لنجاح برنامج «كرامة»، بعد التحاقها بالعمل في المصنع عقب حصولها على دبلوم فني.

وتتلقى شهد أجرًا شهريًا يبلغ 4500 جنيه، إلى جانب دعم «كرامة»، مؤكدة أن العمل وفر لها الاستقرار المادي والدعم النفسي، وغيّر حياتها للأفضل.

وقالت: «نفسي أساعد أهلي ومبسوطة بشغلي»، في رسالة تجسد معنى الإرادة والاعتماد على الذات.

ويؤكد هذا المشروع أن الشراكة بين وزارتي التضامن الاجتماعي وقطاع الأعمال العام والمجتمع المدني تمثل نموذجًا ناجحًا لتحويل الدعم النقدي إلى طاقة إنتاج، وترسيخ مفهوم العمل اللائق والحياة الكريمة، بما يدعم أهداف الدولة في التمكين الاقتصادي والتنمية المستدامة.

٠

٠٠

مصنع الغزل والنسيج