بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

أحمد القصاص يكتب: انطلاقة مصرية مثيرة في أمم أفريقيا

أحمد القصاص
-

استهل منتخب مصر مشواره في نسخة 35 من بطولة كأس الأمم الأفريقية بفوز مهم على زيمبابوي بنتيجة 2-1، في مباراة شهدت لحظات من الإثارة والتوتر، وأكدت أن الفراعنة يمتلكون القدرة على المنافسة على اللقب، رغم بعض الفترات الفنية المتوسطة.

المباراة بدأت بتأخر المنتخب المصري بهدف سجله برينس دوبي في الدقيقة 20، وهو ما أثار قلق الجماهير، لكن روح الفريق القتالية كانت واضحة، ونجح الفراعنة في العودة سريعًا، بفضل المحترفين محمد صلاح وعمر مرموش، اللذين أظهرا خبرة كبيرة في إدارة المواقف الحاسمة، وساهما في قلب النتيجة لصالح مصر.

الانتصار لم يكن فقط نتيجة الجهود الفردية، بل جاء بتخطيط فني واضح من حسام حسن، الذي نجح في الحفاظ على نظام الضغط والسيطرة على مجريات اللعب، رغم صعوبة المجموعة ورغبة كل الفرق في المنافسة على التأهل. المدير الفني أكد أن الهدف المبكر للمنافس رفع معنويات زيمبابوي، لكنه استثمر الروح المعنوية العالية للاعبيه، وحفزهم على الضغط المباشر واستغلال الفرص، وهو ما تحقق في الشوط الثاني.

الحضور الجماهيري الكبير كان له دور أساسي في تعزيز ثقة اللاعبين، حيث صفق المشجعون منذ البداية وحملوا الفريق على أكتافهم، وخلقوا جوًا مشحونًا بالحماس، ما منح اللاعبين دفعة إضافية واستراتيجية لتحفيزهم على حسم اللقاء في اللحظات الأخيرة.

من الناحية الفنية، ظهر المنتخب بمزيج متوازن من الخبرة والاندفاع الشبابي، مع السيطرة على منتصف الملعب، وتحريك الكرة بشكل جيد لخلق الفرص. كما أظهرت المباراة تحسنًا في التنظيم الدفاعي بعد الهدف، حيث استطاع الفريق العودة سريعًا للضغط ومنع المنافس من استغلال أي ثغرات.

الفوز بهذه البداية، رغم الأداء المتوسط في بعض الفترات، يُعد مؤشرًا إيجابيًا على قدرة منتخب مصر على المنافسة في البطولة، حيث أظهر اللاعبين قدرتهم على إدارة المباراة تحت الضغط، والتعامل مع الأهداف المبكرة للفريق المنافس، وهو ما يمثل درسًا مهمًا قبل المباريات المقبلة.

مع تقدم البطولة، يُتوقع أن يتحسن الأداء تدريجيًا مع زيادة الانسجام بين اللاعبين، ورفع مستوى التركيز أمام المرمى، خصوصًا مع وجود نجوم محترفين مثل محمد صلاح، الذي يعد المحرك الأساسي للهجوم، وعمر مرموش، الذي ساهم بحضور قوي في المواجهة وصناعة فرص حاسمة. هذا الثنائي، إلى جانب العناصر الأخرى في الفريق، يجعل منتخب مصر قوة صعبة المنال في المجموعة، ويؤكد أن الطموح نحو اللقب ليس مجرد شعار، بل خطة واضحة على أرض الواقع.

في المجمل، الفوز على زيمبابوي يمثل انطلاقة مبشرة، ورسالة لكل المنافسين بأن منتخب مصر قادر على التعويض، والمنافسة، والعودة في كل مباراة، مع دعم جماهيري لا يضاهيه أي دعم آخر، ورؤية فنية متجددة مع حسام حسن، الذي يضع نصب عينيه الوصول بالمنتخب إلى أبعد نقطة ممكنة في البطولة.