بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

غداً الاثنين الذكرى الثالثة لوفاة أسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه

اللاعب الاسطورة بلية
احمد صالح -

تمر اليوم، الذكرى الثالثة على رحيل الأسطورة البرازيلية إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو – بيليه، الذي غادر عالمنا في 29 ديسمبر 2022، بعد أن ترك إرثًا لا يُنسى في كرة القدم العالمية، ليظل رمزًا للإبداع، الإنجاز، والموهبة التي تجاوزت حدود الملاعب.
وُلد بيليه عام 1940 في مدينة تريس كوراسويش بالبرازيل، في أسرة فقيرة، وكان والده لاعب كرة قدم سابقًا لم يُكمل حلمه بسبب الإصابة، ما جعل الطفل الصغير يلعب الكرة بجورب محشو بالخرق، حاملاً حلمًا كبيرًا بأن يحقق ما عجز عنه والده. لم يكن يعلم حينها أن هذا الحلم سيتحول إلى أسطورة تُدرس في كتب الرياضة وتُخلد في ذاكرة البشرية.


ظهر بيليه مبكرًا بشكل مذهل، وانضم إلى نادي سانتوس وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة، ولم تمض سوى أشهر حتى أصبح نجم الفريق الأول. وفي سن السابعة عشرة فقط، كتب اسمه بحروف من ذهب في كأس العالم 1958 بالسويد، حين قاد منتخب البرازيل للفوز باللقب، وسجل هدفين في النهائي، ليصبح أصغر لاعب يفوز بكأس العالم ويسجل في نهائيها، وهو رقم لم يُضاهَ حتى اليوم.
لم يكن بيليه مجرد هداف بارع، بل كان لاعبًا شاملًا يمتلك كل مقومات اللعبة: سرعة، مهارة، رؤية، ذكاء، ضربات رأس قوية وتسديدات لا تُرد، إضافة إلى قدرة فريدة على صناعة المتعة بكرة القدم، وإرباك الخصوم بابتسامة هادئة وروح رياضية عالية.
حقق بيليه إنجازًا غير مسبوق بفوزه بكأس العالم ثلاث مرات أعوام 1958 و1962 و1970، ليصبح اللاعب الوحيد في التاريخ الذي يحقق هذا الرقم، وكان مونديال 1970 في المكسيك ذروة الإبداع الكروي، حيث قاد منتخب البرازيل الأسطوري وسجل وصنع أهدافًا حاسمة، مؤكدًا أنه ليس نجمًا فقط، بل قائدًا تاريخيًا.


على مستوى الأندية، قضى بيليه معظم مسيرته مع نادي سانتوس، محققًا بطولات محلية وقارية، وساهم في نشر كرة القدم البرازيلية عالميًا من خلال جولات الفريق في أوروبا وأمريكا وأفريقيا. حتى بعد انتقاله إلى نيويورك كوزموس في الولايات المتحدة، لعب دورًا بارزًا في نشر اللعبة هناك، وجعلها حديث الشارع الأمريكي في وقت كانت فيه لعبة هامشية.
سجل بيليه أكثر من ألف هدف خلال مسيرته، وهو رقم يثير الإعجاب حتى اليوم، لكنه لم يكن مجرد أرقام، بل كانت لمسته الساحرة في كل مباراة، مما جعل من لقبه "الملك" لقبًا يستحقه بحق. وقد اختاره الاتحاد الدولي لكرة القدم كأفضل لاعب في القرن العشرين، بالمشاركة مع الأرجنتيني دييجو مارادونا.
بعيدًا عن الملاعب، كان بيليه سفيرًا للرياضة والسلام، وشارك في الحملات الإنسانية والاجتماعية، كما شغل منصب وزير للرياضة بالبرازيل، وكان دائمًا مؤمنًا بأن شهرته يجب أن تُستثمر في الخير، لدعم قضايا التعليم والفقر والمساواة.
وفي السنوات الأخيرة من حياته، خاض بيليه معركة صعبة مع المرض، لكنه واجهها بنفس الروح التي لعب بها كرة القدم: صبر، كرامة، وابتسامة هادئة. حتى رحل عن عالمنا في 29 ديسمبر 2022 عن عمر يناهز 82 عامًا، تاركًا إرثًا خالدًا لا يقاس بالأرقام وحدها، بل بما زرعه من حب وإلهام في قلوب الملايين حول العالم.
في ذكرى وفاته الثالثة، لا نرثي بيليه فحسب، بل نحتفي به: الطفل الفقير الذي أصبح ملكًا، اللاعب الذي جمع العالم حول كرة، والأسطورة التي علّمت البشرية أن الموهبة عندما تُصقل بالإرادة تصنع الخلود. رحل بيليه جسدًا، لكنه سيبقى حيًا في كل هدف جميل، كل تمريرة ساحرة، وكل طفل يحلم بأن يصبح يومًا… أسطورة.
لو تحب أقدر أعمل لك نسخة مختصرة 800 كلمة تقريبًا تصلح للنشر الصحفي أو للبوابات الإخبارية مباشرة مع العنوان. تحب أعملها؟

بيليه يفوز بكأس العالم للمرة الثالثة في عام 1970

لاعب كرة القدم الوحيد الذي فاز بكأس العالم ثلاث مرات (1958 و1962 و1970)