أحمد القصاص يكتب:نحو لائحة جديدة تخدم المنتخبات المصرية

تمر الكرة المصرية بمرحلة دقيقة تتطلب قرارات حاسمة وتنظيمًا إداريًا صارمًا يضع مصلحة المنتخبات الوطنية فوق أي اعتبارات أخرى، وهو ما يفرض ضرورة إصدار لائحة جديدة داخل الاتحاد المصري لكرة القدم، تكون ملزمة لجميع أطراف المنظومة دون استثناء.
أولى هذه الضرورات تتمثل في إلزام الأندية بالموافقة الفورية على أي طلب يصدر من المدير الفني لأي منتخب وطني، سواء تعلق الأمر بانضمام لاعب لمعسكر أو مباراة رسمية أو ودية. فالمنتخبات تمثل مصر، وأي تعطيل أو تعنت في الاستجابة لطلبات الأجهزة الفنية ينعكس سلبًا على الإعداد الفني والنتائج، ويضعف فرص النجاح في البطولات القارية والدولية.
كما يجب أن تتضمن اللائحة بندًا واضحًا وصريحًا يُلزم الأندية بالموافقة على أي تأجيل يطلبه المدير الفني لأي منتخب وطني لمباريات الدوري أو الكأس، طالما كان ذلك في إطار الاستعداد الرسمي للمنتخبات. فالمنتخب لا يمكن أن يكون رهينة لضغط جدول المسابقات، ولا يجوز تحميل الأجهزة الفنية مسؤولية الإخفاق دون توفير المناخ المناسب للعمل.
ومن الضروري أيضًا أن تشمل اللائحة تنبيهًا حاسمًا لكل عناصر المنظومة المرتبطة بالاتحاد—من مسؤولين وإداريين وأعضاء لجان—بعدم استخدام وسائل الإعلام أو منصات التواصل الاجتماعي في الحديث عن شؤون الكرة المصرية بشكل فردي أو غير رسمي. فالتصريحات غير المنضبطة تخلق حالة من الجدل والبلبلة، وتسيء لصورة الكرة المصرية داخليًا وخارجيًا، وتفتح أبوابًا للصراعات بدلًا من التركيز على العمل.
إن المرحلة المقبلة تتطلب الانضباط، واحترام التسلسل الإداري، وتوحيد الخطاب الإعلامي، مع إعطاء الأجهزة الفنية للمنتخبات الصلاحيات الكاملة لأداء مهامها دون ضغوط أو عوائق.
وفي النهاية، فإن إصدار لائحة واضحة، عادلة، وملزمة للجميع، لن يكون ضد الأندية، بل في صالح الكرة المصرية ككل، لأن قوة المنتخبات الوطنية هي انعكاس مباشر لقوة المنظومة بأكملها، ولن تعود الفرحة إلى الجماهير إلا من خلال قرارات شجاعة تضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار.

