رئيس هيئة الدواء: 91% من احتياجات الأدوية يتم تصنيعها محليا

أكد الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، أن مصر لمنذ فجر التاريخ لها تاريخ كبير في صناعة الدواء مشيرا إلي أن بردية «إيبرس» الشهيرة شاهدة على ذلك وذلك باعتبارها شاهداً علمياً على سبقٍ حضاري ما زال يُلهم العالم.
وأضاف الدكتور علي الغمراوي أن بردية «إيفريس» الطبية، التي يبلغ طولها نحو 20 متراً، وملفوفة في 110 لفائف، وتضم 848 وصفة طبية، تمثل إعجازاً طبياً فريداً سبق عصره بقرون طويلة، إذ احتوت على وصفات متقدمة لعلاج أمراض العيون والأسنان، إضافة إلى وسائل لمنع الحمل، ما يعكس فهماً عميقاً لجسد الإنسان وصحته لدى المصريين القدماء.
وأشار الغمراوي اليوم خلال حفل تدشين كتاب هيئة الدواءالمصرية الذى حمل عنوان "مصر والدواء،رحلة عبر الزمن"إلى أن عبقرية المصري القديم لم تكن وليدة الصدفة، بل نتاج تراكم معرفي وحضاري جعل من مصر منارة للعلم، قائلاً: «من كليوباترا إلى خوفو، آلاف السنين مرّت ومصر حاضرة، جاءت أولاً ثم جاء التاريخ بعدها»، في إشارة إلى الدور الريادي الذي لعبته الحضارة المصرية في تأسيس العلوم الطبية.
وأضاف أن مصر كانت – ولا تزال – جسراً يربط بين نقاط التاريخ المختلفة، فمنذ عصر محمد علي باشا، الذي أنشأ أول مدرسة للصيدلة ووضع نواة أول نظام صحي حديث، لم تتوقف رحلة التطور، بل استمرت وتعمّقت عبر العصور.
وفي العصر الحديث، شهدت المنظومة الصحية والدوائية طفرة غير مسبوقة، تمثلت في إنشاء مدينة الدواء المصرية، والقضاء على فيروس «سي» كنموذج عالمي ناجح تشهد به المنظمات الدولية، إلى جانب تعزيز إتاحة الدواء وضمان جودته وفقاً لأعلى المعايير.
وأوضح رئيس هيئة الدواء المصرية أن مصر وصلت إلى مستوى النضج التنظيمي الثالث ضمن قائمة لا تضم سوى 16 دولة على مستوى العالم، في إنجاز يعكس كفاءة المنظومة الرقابية وثقة المجتمع الدولي. كما أصبحت مصر أول دولة في أفريقيا تنظم منظومة اللقاحات بهذا المستوى المتقدم، بما يعزز مكانتها كمركز إقليمي للصناعات الحيوية.
وتابع الغمراوي أن عام 2025 شهد دعماً غير مسبوق لصناعة الدواء، حيث تجاوزت نسب توطين الدواء 91%، لتصبح مصر الدولة الأولى في الشرق الأوسط وأفريقيا في هذا المجال، مؤكداً أن المرحلة المقبلة تستهدف تعميق هذه القدرات عبر بناء كوادر تنظيمية مؤهلة، قادرة على مواكبة أحدث الأبحاث الطبية العالمية والمحلية.

