كل ما تريد معرفته عن الجدري .. للحد من انتشار العدوى

الجدري.. مرض قديم لم يختفِ خطره بعد
تاريخ الجدري وأصوله
يُعد الجدري من أقدم الأمراض الفيروسية التي عرفها الإنسان، حيث تعود أولى حالات ظهوره إلى آلاف السنين. كان هذا المرض واحدًا من أخطر الأوبئة التي انتشرت في العصور القديمة، وقد تسبب في وفاة الملايين قبل اكتشاف اللقاحات التي ساهمت في الحد من انتشاره عالميًا
ورغم نجاح الجهود الصحية في القضاء على الجدري التقليدي (Smallpox) تمامًا بحلول عام 1980، فإن هناك أنواعًا أخرى من العدوى الفيروسية المرتبطة بالجدري لا تزال موجودة، مثل جدري الماء (الحماق)، الذي يصيب الأطفال بسهولة، وجدري القرود الذي ظهر في بعض المناطق في السنوات الأخيرة.
أسباب الإصابة بالجدري
يحدث الجدري بسبب فيروس الجدري، الذي ينتقل بين الأشخاص عبر:
الرذاذ التنفسي عند العطس أو السعال.
ملامسة الجلد المصاب أو البثور الناتجة عن المرض.
استخدام أدوات الشخص المصاب، مثل الملابس أو الأغطية.
ضعف المناعة، مما يجعل بعض الأفراد أكثر عرضة للإصابة.
أعراض الجدري
تظهر أعراض الجدري تدريجيًا، وتشمل
ارتفاع في درجة الحرارة، قد يصل إلى 39-40 درجة مئوية.
صداع شديد وألم في العضلات والمفاصل.
شعور عام بالإرهاق والتعب الشديد.
طفح جلدي مميز يبدأ على الوجه ثم ينتشر إلى باقي أجزاء الجسم، ويتحول إلى بثور مملوءة بالسوائل.
فقدان الشهية وشعور بالغثيان في بعض الحالات.
مضاعفات المرض
في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي الجدري إلى مضاعفات خطيرة، خاصة لدى الأطفال وكبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة، مثل:
التهابات جلدية شديدة.
التهاب رئوي.
مشاكل في الرؤية إذا انتشر الطفح الجلدي إلى العينين.
طرق الوقاية من الجدري
رغم عدم وجود علاج نهائي لبعض أنواع الجدري، فإن الوقاية هي أفضل الحلول، وتشمل:
العزل التام للمصابين حتى لا ينقلوا العدوى للآخرين.
الحرص على النظافة الشخصية، مثل غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون.
تعقيم الأدوات الشخصية وتجنب استخدام أغراض الآخرين.
تعزيز المناعة من خلال تناول الغذاء الصحي وممارسة الرياضة.
تجنب الاختلاط المباشر بالمصابين، خاصة في الأماكن المغلقة.
أهمية التوعية بخطورة الجدري
يعد الوعي المجتمعي خط الدفاع الأول ضد انتشار الأمراض المعدية. فمعرفة الأعراض واتخاذ الاحتياطات اللازمة يمكن أن يمنع تفشي العدوى ويحمي الفئات الأكثر عرضة للخطر. كذلك، يتحمل الأهل مسؤولية كبيرة في مراقبة صحة أطفالهم، والتأكد من عدم ذهاب الطفل المصاب إلى المدرسة أو أماكن التجمعات، حتى لا ينقل العدوى إلى الآخرين.
الوقاية خير من العلاج، والالتزام بالإرشادات الصحية هو السبيل الوحيد للحد من انتشار الأمراض المعدية بين الأطفال والكبار على حد سواء.