كل ما تريد معرفته عن أول صالة ألعاب رياضية فى اليونان القديمة

كانت صالات الألعاب الرياضية فى اليونان القديمة جزءًا أساسيًا من الثقافة الإغريقية، حيث كانت المحافظة على اللياقة البدنية والجسم السليم مهمة، واشتقت كلمة "صالة الألعاب الرياضية" من الفعل اليونانى الذى يعنى "أمارس الرياضة" أو "أتدرب"، والمتصل بكلمة تعنى "عارى"، إذ كان الإغريق يمارسون الرياضة دون ملابس.
كان الإغريق يقدرون القوة البدنية والجمال الجسدى أحيانًا أكثر من التعليم، فكان المواطنون يقضون وقتًا طويلاً فى الصالات الرياضية لصقل أجسادهم، كما كانت اللياقة البدنية ضرورة اجتماعية وعسكرية، نظرًا لانتشار الحروب، حيث كان على الرجال أن يكونوا مستعدين للقتال فى أى وقت، لهذا كان التدريب الرياضى إلزاميًا منذ الصغر، ويشمل تعلم تقنيات القتال عند بلوغ الثامنة عشرة، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع "جريك ريبوت".
انتشرت صالات الألعاب الرياضية خارج أسوار أثينا، حيث مارس الشباب رياضات مثل المصارعة، ورمي الرمح، ورمي القرص، والملاكمة، وكانت هذه الصالات تتكون من ساحة تدريب واسعة تحيط بها مرافق مختلفة، مثل غرف تغيير الملابس، والحمامات، وأماكن التدريب، وكانت مخصصة للرجال فقط، ويعود أول سجل تاريخي لصالات الألعاب الرياضية إلى القرن السادس قبل الميلاد في أثينا، حيث نسب تأسيسها إلى ثيسيوس، بينما وثق سولون تنظيمها إداريًا، مع تعديلات لاحقة في عهد كليسثينيس، كما انتشرت الصالات في مدن أخرى، وأبرزها صالة الألعاب في أوليمبيا.
في بداياتها، كانت الصالات مجرد مساحات مفتوحة ذات أرضية صلبة محاطة بالأشجار، ثم تطورت لاحقًا إلى منشآت أكثر تطورًا يشرف عليها موظف عام يُعرف بـ"رئيس صالة الألعاب الرياضية"، المسؤول عن إدارة التدريبات والإشراف على المسابقات العامة، وكان المدربون يعرفون باسم Gymnastai، ويطبقون أساليب تدريب فردية وفقًا لنوع جسم كل شخص ووزنه، كما أشار أرسطو.
كان أفلاطون يرى أن التدريب المثالى يجب أن يجمع بين المصارعة والرقص لتحقيق توازن بين القوة والرشاقة وبمرور الوقت، لم تعد الصالات الرياضية تقتصر على الرياضة، بل أصبحت مراكز ثقافية تضم مكتبات عامة، وتقام فيها محاضرات في الفلسفة والأدب والموسيقى، في أثينا الكلاسيكية، أصبحت الصالات أشبه بالجامعات الحديثة، حيث كان الطلاب يحضرون الدروس، كما حدث في أكاديمية أفلاطون ومدرسة أرسطو، تجسيدًا لمفهوم التوازن بين تنمية العقل والجسد.
إلى جانب دورها التعليمى كانت الصالات الرياضية محورية فى المسابقات الاحتفالية التى تقام تكريمًا للآلهة والأبطال، وكان الرياضيون الفائزون يرفعون من شأن مدنهم ويكتسبون مكانة مميزة قد تصل إلى مرتبة إلهية، لاحقا، ازدادت أهمية الصالات التي أنتجت أبطالًا رياضيين، مما جعل تدريب المنافسين مسئولية عامة، دفعت دول المدن إلى إنشاء مبان مخصصة لهذا الغرض، بل وتمويل الزيت الذي كان الرياضيون يدهنون به أجسادهم خلال التدريبات والمنافسات.