المستشار محمد سليم يكتب : العار لمن خذلوا الشعب الفلسطيني

في لحظة يملؤها الغضب المقدس والغضب العارم، تندفع مصر بكل قوتها لتُعري جرائم إسرائيل أمام العالم، وتكشف الوجه الحقيقي لأكبر قوة احتلالية عنصرية في العصر الحديث.
إن ما تقوم به إسرائيل من مخططات تهجير قسري للفلسطينيين من قطاع غزة لا يمثل فقط تحديًا سافرًا للقانون الدولي، بل هو جريمة مكتملة الأركان يجب أن تُواجَه بأقصى درجات الحزم والشجاعة.
في طليعة المدافعين، تقف مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي كحائط صدّ لا يُكسر، رافضةً أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو طمس حق الفلسطينيين في أرضهم.
مخطط التهجير: نذير جريمة حرب وتطهير عرقي
الإعلان الإسرائيلي عن إنشاء وكالة تستهدف تهجير الفلسطينيين من غزة تحت مزاعم "المغادرة الطوعية" ليس سوى خدعة خبيثة لفرض واقع جديد في المنطقة. إن المغادرة الطوعية في ظل القصف العنيف والحصار الخانق ليست إلا تهجيرًا قسريًا يمارسه الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء الكذب والتزييف. تلك الجرائم ترتقي إلى مستوى التطهير العرقي، وهي جريمة حرب بموجب كل المعايير الدولية والإنسانية. ما تفعله إسرائيل اليوم هو نفس ما ارتكبته في نكبة 1948، ولكن هذه المرة بوجه أكثر بشاعة ووحشية، مُستغلةً صمت المجتمع الدولي وانحياز القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة.
مصر تصعد المواجهة: الصمت خيانة للإنسانية
مصر لم تعد تكتفي بالإدانة والشجب، إن صبر مصر قد نفد، وصمت المجتمع الدولي أصبح خيانة واضحة للقيم والمبادئ التي أسستها البشرية بعد الحرب العالمية الثانية.
من غير المقبول أن تقف دول العالم متفرجة بينما تمارس إسرائيل جرائمها ضد الفلسطينيين بدم بارد، إن تهجير الفلسطينيين من أرضهم وسط النيران والحصار، هو تهجير قسري واضح، والتاريخ لن يرحم من يتخاذل أو يلتزم الصمت.
إسرائيل تُعيد تكرار نفس السيناريوهات التي مارستها لعقود، مستغلةً دعمًا مطلقًا من الولايات المتحدة، التي تدّعي أنها حامية الديمقراطية، تمارس ازدواجية صارخة في معاييرها، فهي تسند دولة الاحتلال وتمنحها الضوء الأخضر لارتكاب الفظائع ضد شعب لا يملك شيئًا سوى حلم الحرية. كيف يمكن للعالم أن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الجرائم؟ أين هي العدالة التي يدعيها الغرب؟ أم أن حقوق الإنسان لا تنطبق على الفلسطينيين؟
الأكاذيب الإسرائيلية: خداع عالمي لن يمر
"المغادرة الطوعية" التي تزعمها إسرائيل ليست إلا غطاءً واهنًا لجريمة كبرى تُحاك ضد الشعب الفلسطيني، إن المئات من المدنيين الفلسطينيين يُدفعون قسرًا لمغادرة ديارهم تحت القصف العنيف وفي ظل سياسة ممنهجة من الحصار والتجويع.
إن ما يحدث في غزة ليس مجرد نزاع عابر، بل هو سياسة تطهيرعرقي تهدف إلى القضاء على كل معالم الوجود الفلسطيني، ما تفعله إسرائيل هو محاولة بائسة لفرض الأمر الواقع من خلال تهجير جماعي يتناقض مع كل القيم الإنسانية.
الموقف المصري الثابت: لا للمساومة على الحقوق الفلسطينية
منذ البداية، كان موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية واضحًا وثابتًا. مصر، التي قادت كفاح الأمة العربية لعقود، تقف اليوم في وجه هذا المخطط الإسرائيلي الأمريكي بكل عزم وثبات،الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد مرارًا وتكرارًا أن حقوق الشعب الفلسطيني لا يمكن التنازل عنها أو المساومة عليها، وأن أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم لن تمر إلا على جثث من يقفون مع الحق.
إن مصر اليوم، وهي تقود هذه المعركة الدبلوماسية والسياسية، تؤكد أن الشعب الفلسطيني ليس وحيدًا. ستظل مصر سيف الحق الذي يدافع عن كل مظلوم، وستبقى تدافع عن الحقوق الفلسطينية في كل المحافل الدولية بكل شجاعة وقوة.
التحذير النهائي لإسرائيل وأمريكا: كفى عبثًا وإلا...
إن الصبر المصري والعربي على هذه الجرائم لن يستمر إلى الأبد. يجب أن تفهم إسرائيل، ومعها حليفتها الولايات المتحدة، أن هذه السياسات الإجرامية لن تمر دون رد،إن مصر تحذر بأقوى العبارات أن التمادي في هذه الجرائم سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على المنطقة بأكملها، نعم إسرائيل تلعب بالنار، ومصر لن تقبل أبدًا أن تكون شاهدًا على تكرار النكبة من جديد.
نقول للولايات المتحدة الامريكية إن دعمك الأعمى لإسرائيل يضعك في موقف المخالف لكل مبادئ الحرية والعدالة التي تدّعي الدفاع عنها، نحن هنا ومن خلال موقع بوابة الدولة الاخبارية نحذر الولايات المتحدة بأن سياساتها المزدوجة ستؤدي إلى المزيد من الكراهية والعداء في المنطقة، وأن الشعوب لن تسكت أمام هذا الظلم المفضوح.
النداء الأخير للمجتمع الدولي: إما التحرك أو الشراكة في الجريمة
نوجه نداءً حاسمًا إلى المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، بضرورة التدخل الفوري لوقف هذه المأساة الإنسانية، ونحمل الدول الكبرى مسئوليتها الأخلاقية والقانونية وخاصة الولايات المتحدة الامريكية أن توقف دعمها للجرائم الإسرائيلية.
الصمت ليس حيادًا، بل شراكة في الجريمة، إذا لم يتحرك العالم الآن، فإن التاريخ سيكتب بأحرف من العار أسماء من خذلوا الشعب الفلسطيني وتركوه يواجه المصير وحده.
لن نقبل بعد اليوم الشجب والاستنكار، المطلوب هو تحرك دولي حاسم يوقف هذه الجرائم، ويعيد الحقوق لأصحابها، وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة على الجميع.
كاتب المقال المستشار محمد سليم عضو المحكمة العربية لفض المنازعات بين الدول العربية وعضو لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب السابق