”المرصد المصري يسلط الضوء على مسيرة مونيكا عياد: من الخطر إلى الاحتراف الصحفي”

أصدر "المرصد المصري للصحافة والإعلام" تقريرًا خاصًا يسلط الضوء على محطات لافتة في مسيرة الزميلة الصحفية مونيكا عياد، نائب رئيس تحرير جريدة الوفد، والتي نجحت خلال سنوات قليلة في تحويل التحديات والمخاطر إلى تحقيقات احترافية ومسيرة مهنية حافلة بالنجاحات.
تخرجت مونيكا من كلية الإعلام بجامعة القاهرة دفعة 2009، وتشغل حاليًا منصب مسؤولة ملف جامعة الدول العربية في جريدة الوفد. حصلت على دبلومة في الذكاء الاصطناعي من مؤسسة دبي بالإمارات، وعدد من الدورات المتخصصة في التقديم التلفزيوني، والإذاعي، والصحافة الاستقصائية. كما نالت درجة الماجستير في "الميتافيرس والصحافة"، لتصبح من أوائل الصحفيين في العالم العربي الذين تناولوا هذا الموضوع المتقدم أكاديميًا.
منذ طفولتها، حلمت أن تكون طيّارة، قبل أن يتحوّل حلمها إلى الصحافة، وتؤمن برسالتها كإعلامية شاملة تعبّر عن المواطن وتناقش قضايا الوطن بموضوعية، منتقدة عندما يلزم، ومشيدة عندما يجب، رافضة أي تدخل خارجي غير عادل في الشأن المصري.
بعيدًا عن الصحافة، تهوى مونيكا تنسيق الديكور وتناسق الألوان، وقد حصلت على دبلومة متكاملة في هذا المجال. وقد بدأ شغفها بالكتابة منذ المرحلة الإعدادية، حيث كانت تؤلف القصص والخواطر، وتفوقت في مسابقات القصة القصيرة، وكان لها شغف خاص بقراءة كتب علم النفس والروايات الأدبية. رغم طبيعتها الخجولة، رفضت الالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وأصرت على دراسة الإعلام، معتبرة الصحافة مهنة رسالة لا وسيلة للثراء.
شاركت خلال الجامعة في تأسيس قناة تلفزيونية وجريدة طلابية، وتأثرت كثيرًا بأستاذها الراحل د. سامي عبد العزيز، الذي فتح أمامها أبواب التفكير غير التقليدي. ومرت مونيكا بمحطات مهنية بارزة، أبرزها تغطية ثورة 25 يناير من قلب الميدان، وتغطية محاكمات مبارك ومرسي، واطلاعها على وثائق غير منشورة.
بعد عشر سنوات من العمل الميداني، انتقلت مونيكا إلى قسم الشؤون الدولية والعربية، وأصبحت المندوبة الرسمية للوفد لدى جامعة الدول العربية، ما فتح أمامها أبوابًا جديدة في تحليل الشؤون الإقليمية. ومن المحطات التي تعتز بها، فوزها بعضوية اللجنة النقابية للعاملين بجريدة الوفد بأعلى الأصوات، وتوليها منصب الأمين العام للجنة، رغم رفضها المبدئي خوض المعركة.
ترأست موقعًا شبابيًا دربت من خلاله طلاب الإعلام على الصحافة الرقمية، وتولت رئاسة القسم الثقافي بجريدة سعودية خلال فترة التحولات الاجتماعية في المملكة. وانضمت لنقابة الصحفيين بعد ثمان سنوات من العمل بجريدة الوفد، في لحظة تراها انتصارًا لمثابرتها الطويلة.
حصدت جوائز عديدة، أهمها جائزة التميز الصحفي من نقابة الصحفيين عن سلسلة تحقيقات استقصائية حول تعذيب أطفال في دار رعاية. كما كرّمتها مؤسسات أكاديمية ومدنية لمساهماتها البحثية وتطوعها في تدريب طلاب الإعلام، إلى جانب حصولها على دورة في الأمن القومي من أكاديمية ناصر.
واجهت عياد تحديات عدة، بدءًا من رفض انتقالها لقسم الحوادث كونها امرأة، إلى تغطيات ميدانية خطرة في أحداث شغب وطائفية، وتهديدات مباشرة من متشددين، وملاحقات قانونية كادت تطيح بمسيرتها. غير أنها صمدت وأثبتت نفسها بإصرار.
تركز حاليًا على ملفين أساسيين: الذكاء الاصطناعي والميتافيرس في الصحافة، وقد أنهت بالفعل كتابًا في هذا الموضوع، بالإضافة إلى الشؤون العربية والدولية. كما تحلم بإنشاء مركز لتدريب الصحفيين على استخدام الذكاء الاصطناعي والميتافيرس، وتطمح للحصول على الدكتوراه، وأن تكون "وسيط سلام" عبر مقالاتها، تسهم في بناء تكامل اقتصادي عربي، وإنقاذ الصحافة الورقية عبر حلول مبتكرة تضمن استمرارها في العصر الرقمي.
ورغم محاولات بعض الزملاء عرقلتها، تواصل مونيكا مشوارها بابتسامة، وعزيمة لا تلين، وتؤمن أن الصحافة الحقيقية تبدأ من الشارع، ولا تنتهي إلا عند حدود الخيال.