بقانون صادم.. الكونجرس الجمهوري يُعيد تشكيل العقد الاجتماعي الأمريكي لصالح الأثرياء

مررالكونجرس الجمهوري مشروع قانون يوصف بأنه أكبر تحوّل في توزيع الثروة داخل المجتمع الأمريكي منذ عقود، ما أثار جدلا واسعًا داخل الولايات المتحدة حول مفهوم وتداعيات هذا القانون.
أشارت مجلة «ذا أتلانتيك» الأمريكية، إلى أن القانون الجديد يمنح امتيازات ضريبية ضخمة للأثرياء في الولايات المتحدة، بينما يُقلّص الدعم الحيوي للفقراء
ي تصويت مثير للجدل، صوّت الجمهوريون بمجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون يمنح الأغنياء تخفيضات ضريبية ضخمة، بينما يُقلّص بشدة البرامج الموجهة لدعم الفقراء، مثل المساعدات الغذائية والتأمين الصحي المُوجه لهم، حيث وُصفت أنها أكبر نقل للثروة من الطبقة الدنيا إلى العليا في تاريخ الولايات المتحدة.
لم يُخفي هذا التشريع الجديد نواياه، بدءًا من تقليل إنفاق الولايات المتحدة على الفقراء، مُقابل زيادة الفوائد الضريبية للأثرياء، إلا أن الأمر الخطير، هو أن هذا التحول لم يكن مجرد أثر جانبي، بل كان الهدف الأساسي من القانون.
ورغم أهيمة القانون، لم تُمنح الجهات المُختصة الوقت الكافي لدراسة تبعاته، وفقًا لما أشارت له مجلة «ذا أتلانتيك».
حتى مكتب الميزانية في الكونجرس الأمريكي لم يُمهَل لحساب عدد من سيفقدون تأمينهم الصحي، أو حجم العجز الذي سيُخلّفه هذا القانون في الميزانية الأمريكية.
وبحسب تحليل المجلة الأمريكية ذاتها، فإن ما فعله الجمهوريون لا يشبه سياسة مُحافظة معتادة، بل أقرب إلى "ثورة" داخل نظام وإدارة ترامب، هدفها تغيير العقد الاجتماعي بالكامل قبل أن يُدرك الأمريكييون ما يحدث، ورغم أنهم (الجمهوريون) يعلمون خطورة مشروعهم، لكنهم يستغلون أغلبية يرونها مُؤقتة لتحقيق أقصى ما يُمكن بسرعة.
خطر اقتصادي يُلوح في الأفق
أما عن كيفية تمرير القانون، فقد استخدم الجمهوريون خطابًا يبدو "هادئًا"، مدّعين أن التغييرات لن تُقصي الفقراء من برامج مثل "ميديكيد" (وهي أكبر مصدر لتمويل الخدمات الطبية والمتعلقة بالصحة للأشخاص ذوي الدخل المنخفض في الولايات المتحدة)، رغم أن الشروط الجديدة المُصممة بدقة ستُخرج الآلاف فعليًا من الدعم الصحي.
قال خبراء اقتصاديون، إن تداعيات القانون الذي مرره الكونجرس لا يمسّ فقط الفقراء، بل يهدد الاقتصاد الأمريكي ككل.
فزيادة العجز ــ بحسب مجلة «ذا أتلانتيك» ــ نتيجة منح تخفيضات ضريبية للأثرياء تعني اقتراضًا أكبر، وأسعار فائدة أعلى، وعجزًا مُتضخمًا قد يصل إلى تريليون دولار سنويًا.
ورغم ذلك، إلا أن الجمهوريون يعرفون خُطورة ما يفعلونه، لكنهم يصرون عليه، لأنهم مؤمنون بفكرة أساسية، وهي أن الحكومة الأمريكية تأخذ كثيرًا من الأغنياء، وتُعطي كثيرًا للفقراء ــ وهم يريدون قلب هذه المعادلة، مهما كلّف الأمر سياسيًا أو اقتصاديًا