عبدالرحمن سمير يكتب ....باتيه بالآيس كريم

أربعة مشاهد لفتت انتباهى هذا الأسبوع لطبيعة البشر فى تلك الحقبة الزمنية المليئة بالتناقضات و لنقل نظرة خاصة لا أدرى تصنيف تلك النظرة التى شعرت بها هذا الأسبوع وأنا أتابع حالنا كعرب ومسلمين وكبشر فى هذا العالم المخادع المنافق . نظرة رأيت أننى جزء منها فلست مثالياً ولا ملائكيا ولكننى بشر ولا أدرى هل أصبحت كلمة بشر ميزة ام ُسبة ووصمة عار . المشهد الأول : آلاف البشر من أهلنا في غزة وهم يقفون طوابير ويمشون عشرات الكيلومترات من أجل الحصول على وجبة يسدون بها جوعهم الذى يكاد يفتك بهم أو لنقل الحقيقة المحزنة قد فتك بهم وليس لهم مغيث إلا الله وحده أما البشر فقد تخاذلوا فى نصرتهم سواء من بنى جلدتهم العرب أو بنى دينهم كمسلمين أو حتى الإنسانية التى صدعنا بها الغرب وحقوق الإنسان التى ماتت في فلسطين.مشهد اقتحام الفلسطينيين لمكان تواجد الأطعمة وأخذهم كل ما وجدوه لم نره قبل ذلك إلا فى الأفلام فقط فكيف بحال هؤلاء الناس؟! .لهم الله ولندعوا الله ألا ينزل علينا عقابه. المشهد الثاني كنت أشاهد أحد الأفلام الأجنبية المترجمة وهو فيلم يعكس القيم الأمريكية والغربية ومدى حرصهم الشديد على الحياة الإنسانية في أوج صورها طوال الفيلم البطل يعانى لأنه لايستطيع إنقاذ طفلة من الموت وكيف يلوم نفسه طوال أحداث الفيلم حيث يأخذنا الفيلم فى مشاهد إنسانية رائعة كنت لأصدقها واتعاطف معها وأبكى من أجلها لولا ماحدث لأهلنا فى غزة من مجازر لآلاف الأطفال الذين لم يجدوا يدا واحدة تنقذهم من تلك المحرقة فأين الغرب وقيمه وإنسانيته التى شاهدناها فى عشرات الأفلام ؟! أم تاهت عن غزة. المشهد الثالث :ملايين المصريين يحبسون أنفاسهم يترقبون مباراة نهاية الدورى المصرى الممتاز بين الأهلى وفاركو من ناحية وبيراميدز و سيراميكا كليوباترا من ناحية أخرى. الملايين واقفون على أرجلهم منذ الصباح يتابعون التحليلات فى الفضائيات المصرية والعربية .الجميع مترقب الجميع مهتم الملايين متعلقة قلوبهم ومشاعرهم بأقدام اللاعبين والتحفيلات بين جماهير الأهلي والزمالك على السوشيال والمواقع الإلكترونية المختلفة وكأن عقارب الساعة توقفت لهاتين المبارتين . وبعد إنتهاء المباراة الفرحة والصياح والبكاء من ملايين المشاهدين والمتابعين لفوز الأهلى بالدورى وبدات معركة أخرى على مواقع التواصل الإجتماعي بين الجماهير كل يدّعى الدورى لنفسه . المشهد الرابع : كنت أجلس مع صديقين لى وكنا فى الصباح فأردنا تناول بعض الأطعمة البسيطة فقررت أن اقوم بإحضار باتيه وطلبت صديقتى العزيزة آيس كريم . تم إحضار الباتيه والآيس كريم وقبل أن أتناول أيا منهما تذكرت فجأة أننى قد نويت صيام هذا اليوم لله تعالى واُسقط الأمر فى يدى الباتيه أمامى والآيس كريم يغرينى فماذا أفعل؟ هل أكمل الصيام؟ أم أفطر على الباتيه والآيس كريم وقررت مدافعة نفسى ومجاهدتها وإكمال الصيام وكم كانت فرحة صديقتى العزيزة بقرارى هذا فقد انقضت على الآيس كريم خاصتى وتناولتها فى سرعة ورشاقة كأسد يلتهم فريسته والعبد الفقير جالس أمامها يضرب اخماسا فى أسداس على أنه لم يستطع فعل شىء إلا إظهار الابتسامة الباهتة المليئة بالغيظ المكتوم والحقد الدفين على تلك الصديقة التى أكلت اثنين من الآيس كريم وأنا اتابعها بحسرة .