تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على سلوك المستهلك
في السنوات الأخيرة، تجاوزت وسائل التواصل الاجتماعي كونها مجرد مكان لمشاركة الصور أو التواصل مع الأصدقاء. لقد أصبحت قوة رئيسية تشكل الطريقة التي يكتشف بها الناس العلامات التجارية ويقيّمونها ويتفاعلون معها. في الإمارات — وهي دولة تتمتع بأحد أعلى معدلات انتشار الهواتف الذكية والإنترنت في العالم — هذا التحول واضح بشكل خاص. لم تعد المنصات الاجتماعية مجرد إضافات اختيارية لاستراتيجية الأعمال؛ بل أصبحت الآن محورًا أساسيًا في كيفية تواصل العلامات التجارية مع الناس.
-
طريقة جديدة للتفاعل مع العلامات التجارية
على عكس الإعلانات التقليدية — مثل اللوحات الإعلانية، إعلانات المجلات، أو الإعلانات التلفزيونية — التي تبث رسالة وتأمل أن تصل، تم تصميم وسائل التواصل الاجتماعي للحوار ذي الاتجاهين. عندما يعلق شخص ما على منشور علامة تجارية على إنستغرام، أو يرسل رسالة عبر فيسبوك، أو يذكر شركة في فيديو على تيك توك، يخلق هذا التفاعل اتصالًا مباشرًا. يرغب المستهلكون في أن يشعروا بأن صوتهم مسموع. إنهم يريدون ردودًا، وليس مجرد ترويج.
العلامات التجارية التي تفهم هذا الديناميكية هي غالباً تلك التي تزدهر. على سبيل المثال، تعيد المقاهي المحلية في دبي نشر قصص العملاء، وتستخدم المتاجر الكبرى استطلاعات الرأي على إنستغرام لتمكين المتابعين من التصويت على المنتجات القادمة، وتعقد شركات العقارات جلسات أسئلة وأجوبة مباشرة على لينكد إن. هذه الإيماءات الصغيرة تبني المصداقية. الناس لا يريدون فقط الشراء من الأعمال التجارية — بل يريدون التفاعل معها.
وكالتنا الرائدة في مجال إدارة وسائل التواصل الاجتماعي في الإمارات العربية المتحدة تُدرك هذه الحاجة إلى تفاعل حقيقي. نُطوّر استراتيجيات محتوى تُخاطب الجمهور الحقيقي، وتُساعد العلامات التجارية على الحفاظ على طابعها الإنساني في العالم الرقمي.
-
قوة الآراء والتوصيات
ما يقوله الأصدقاء عن منتج غالبًا ما يكون أكثر أهمية من ما تقوله العلامة التجارية. هنا يأتي دور الإثبات الاجتماعي — وهو أحد أقوى المحفزات النفسية في التسويق. يمكن لتوصية في الوقت المناسب أو مراجعة إيجابية من صوت موثوق أن تحقق مبيعات أكثر من حملة إعلانية كاملة.
في الإمارات، يلعب المؤثرون دورًا كبيرًا في هذا المجال. من مدوني الموضة والطعام في دبي إلى مراجعي التكنولوجيا في أبوظبي، تتمتع الأصوات المحلية بتأثير قوي. ومع ذلك، فإن الأصالة هي المفتاح. الناس سريعون في اكتشاف الترويج القسري أو المبالغ فيه والمكتوب بشكل مفرط.
لهذا السبب، تُركز العلامات التجارية الذكية الآن على شراكات المؤثرين طويلة الأمد، وليس مجرد حملات ترويجية لمرة واحدة. غالبًا ما يُحقق المؤثرون الصغار، الذين لديهم عدد متابعين أقل ولكن أكثر تفاعلاً، عائد استثمار أعلى من المشاهير الكبار.
-
الإعلان المستهدف والتخصيص
واحدة من أعظم نقاط قوة وسائل التواصل الاجتماعي هي قدرتها على الاستهداف الدقيق. هل ترغب في الوصول إلى رجال يبلغون من العمر 25 عامًا في الشارقة الذين بحثوا مؤخرًا عن معدات اللياقة البدنية؟ يمكن لفيسبوك تحقيق ذلك. هل تحتاج إلى الترويج لمنتج جديد للعناية بالبشرة للنساء الناطقات بالعربية في أبوظبي اللواتي يتابعن صفحات الجمال؟ يمكن لإعلانات إنستغرام الوصول إليهن في دقائق.
لكن الاستهداف وحده لا يكفي. يجب أن يكون المحتوى شخصياً أيضاً. لم تعد الرسائل العامة المنسوخة واللصق تلقى صدى. يتوقع المستهلكون أن يكون الإعلان ذا صلة بهم، وأن يشعروا بأن الإعلان صُمم لهم - وليس للجمهور.
-
الجانب العاطفي للشراء
كل عملية شراء تحمل في طياتها جانبًا عاطفيًا بطريقة ما. يشتري الناس الأشياء لأنها تجعلهم يشعرون بالثقة، الحماس، الأمان، أو الإلهام. وسائل التواصل الاجتماعي، باستخدامها المكثف للصور وسرد القصص، هي المساحة المثالية للاستفادة من هذه المشاعر.
الفيديوهات القصيرة التي تُظهر أشخاصاً حقيقيين يستخدمون المنتج، والقصص وراء الكواليس التي تكشف عن الشغف وراء العلامة التجارية، أو المنشورات التي تتماشى مع تطلعات نمط حياة المستخدم — هذه هي اللحظات التي تظل عالقة في الأذهان. العلامات التجارية التي تحقق النجاح على وسائل التواصل الاجتماعي هي تلك التي تعرف كيف تتواصل على مستوى عاطفي، وليس فقط على المستوى التبادلي.
-
سرعة انتشار الترندات
تتحرك اتجاهات وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة البرق. في يوم ما يكون هناك مقطع صوتي شائع على الريلز، وفي اليوم التالي يظهر فلتر جديد على تيك توك أو تحدٍ ينتشر بشكل فيروسي بين عشية وضحاها. قد تبدو هذه الاتجاهات بسيطة أو سخيفة، لكنها تحمل قوة تسويقية حقيقية.
لقد رأينا كيف أن تغريدةً أو جملة من مؤثرة ما قد تُؤدي إلى نفاد المنتج في غضون ساعات. لكن الاستفادة من التوجهات السائدة تتطلب سرعةً وإبداعاً. العلامات التجارية التي تتباطأ في التفاعل أو التي تُبالغ في صرامة رسائلها غالبًا ما تُفوّت اللحظة المناسبة. لهذه المهام، وُجدت وكالة WGG SMM، وهي وكالةٌ من الإمارات العربية المتحدة تُساعد العلامات التجارية على التحرك بسرعة ومرونةٍ وحماس.
خلاصة القول
أعادت منصات التواصل الاجتماعي صياغة طريقة تفكير المستهلكين وتصرفهم وشرائهم بشكل جذري. بالنسبة للعلامات التجارية في الإمارات العربية المتحدة، وهي سوق تتميز برقميتها العالية وتنوعها الثقافي، يُمثل هذا فرصةً هائلة. لكن التواجد ليس كافيًا، بل يجب أن يكون المنتج ذا صلة، وسريع الاستجابة، وواقعيًا.
من خلال تبني الاستهداف القائم على البيانات، وسرد القصص العاطفية، والتعاون مع المؤثرين، والوعي الثقافي، يمكن للأعمال بناء علاقات دائمة تتجاوز مجرد الإعجابات والمشاركات — علاقات قائمة على الثقة والقيمة.
