بمشاركة وزارية واسعة.. مصر تستعرض التحول الرقمي الصحي أمام قادة القارة

نيابة عن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، شاركت المهندسة غادة لبيب نائب الوزير للتطوير المؤسسي في احتفالية افتتاح النسخة الرابعة من معرض ومؤتمر صحة إفريقيا (Africa Health ExCon) 2025 تحت شعار: الابتكار والاستقلال: تسخير الذكاء الاصطناعي والتصنيع المحلي لتعزيز أنظمة الصحة الإفريقية، وهو الحدث الصحي الأكبر والأهم على مستوى القارة، والذي تنظمه الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وبمشاركة وزارية رفيعة، وبالشراكة مع المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض (Africa CDC) ووكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية (AUDA-NEPAD). وقد حضر فعاليات حفل الافتتاح الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان.
كما يشارك في المعرض والمؤتمر عدد من رؤساء الهيئات الصحية بمصر، والرؤساء التنفيذيين وصناع القرار من كبرى الشركات والمؤسسات الصحية العالمية. كما تتضمن الجهات الصحية المصرية المشاركة الهيئة العامة للرعاية الصحية والهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية والهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل وهيئة الدواء المصرية وهيئة الشراء الموحد، وتشارك في المعرض مجموعة من الشركات العالمية والإقليمية والوطنية.
وخلال مشاركتها في الجلسة الحوارية رفيعة المستوى؛ أكدت المهندسة غادة لبيب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسي أن الدولة المصرية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي في عام 2014 أصبحت تولي إهتمامًا كبيرًا بتوفير تغطية صحية متكاملة وشاملة لجميع المواطنين، فضلاً عن التوظيف التنموي للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة. وقد أطلقت الدولة المشروع القومي للتأمين الصحي الشامل لتطوير نظم الرعاية الصحية بالكامل وتقديم خدمات الرعاية الصحية للجميع بما يحقق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، بجانب تقديم خدمة صحية جيدة تغطي جميع الأمراض بكافة محافظات الجمهورية.
كما أطلقت الدولة استراتيجية مصر الرقمية لخلق مجتمع رقمي تفاعلي آمن ومنتج ومستدام، وتعمل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني على خلق نظام بيئي Ecosystem يعزز الابتكار الرقمي والاستثمار والأعمال للوصول إلى مجتمع رقمي متكامل.
وكشفت نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من القطاعات التي تحظى باهتمام خاص من الدولة المصرية باعتباره قطاع خدمي وإنتاجي يساهم بقوة في الاقتصاد المصري وقاطرة لعمليات الرقمنة، وقد نجح القطاع فى أن يكون أعلى قطاعات الدولة نمواً على مدار 7 أعوام متتالية بمعدل نمو يتراوح بين 14% إلى 16%، كما بلغت نسبة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الاجمالي نحو 6%، ونتطلع للوصول بمساهمة القطاع في الناتج المحلي إلى 8%. وجاءت مصر في المركز الأول في أفريقيا في سرعة الإنترنت الثابت بمتوسط 85.64 ميجابت/ثانية، كذلك تقدمت 46 مركزاً في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعى من المركز 111 في 2019 إلى 65 حاليًا، وجاءت مصر ضمن المجموعة (أ) في مؤشر البنك الدولى لجاهزية الحكومة للتحول الرقمى صعوداً من (ب) فى 2020.
وأشارت المهندسة غادة لبيب إلى أن الاهتمام بتطبيقات الذكاء الاصطناعي لا يقتصر فقط على قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لكن تهتم به كافة قطاعات الدولة، لما لها من أثر تنموى إيجابي في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية، وتحرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على الاهتمام بملف الذكاء الاصطناعي منذ عام 2019، حيث تم البدء أولاً بتشكيل المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي الذى يضم كافة الجهات ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي، وتم من خلاله إطلاق النسخة الأولى من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي والميثاق الوطني للذكاء الاصطناعي المسئول. واستعرضت المحاور الأربعة لتلك الاستراتيجية الوطنية، مشيرةً إلى إطلاق النسخة الثانية من الاستراتيجية التى ترتكز على 6 محاور: الأول هو البنية التحتية المعلوماتية المتعلقة بالذكاء الاصطناعى، بينما يتمثل المحور الثانى فى البيانات، ويتمثل المحور الثالث فى الاستمرار فى بناء منظومات تطبيقية باستخدام الذكاء الاصطناعى فى مختلف القطاعات، فيما يتمثل المحور الرابع فى التوسع فى الكوادر والمهارات فى مجال الذكاء الاصطناعى، ويركز المحور الخامس على تشجيع الإبداع وخلق بيئة ومحفزة للإبداع والفكر الخلاق فى مجال الذكاء الاصطناعى من خلال تشجيع الشركات الناشئة العاملة فى هذا المجال، ويهتم المحور السادس بوضع إطار حوكمى وتشريعى لتنظيم وحوكمة وإدارة منظومة الذكاء الاصطناعى داخل الدولة.
وأوضحت نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن الدولة قامت بإطلاق مشروع التشخيص والعلاج عن بعد؛ لتشخيص الحالات المرضية عن بعد وتوفير الخدمة في كل التخصصات الطبية للمرضى عن بعد بما يخدم المناطق النائية والمحرومة من تلقى الخدمة على يد نخبة من الأطباء الكبار في التخصصات الصحية من خلال مناظرة الحالات عن بعد ورؤية الأشعة والتحاليل من خلال الرسائل المصورة. ويوفر خدمة طبية تخضع لمقاييس جودة مرتفعة تستهدف بناء الإنسان المصري صحيًا، وتقليل فرص الإصابة بالأمراض المزمنة الأكثر انتشار في المجتمع المصري. ويتم تنفيذ المشروع من خلال مرحلتين داخل المستشفيات المختلفة بالمحافظات النائية بتشخيص المرضى عند بعد. وكشفت عن أن الدولة المصرية قامت من خلال مركز الابتكار التطبيقي بتنفيذ مشروعات مختلفة لتطوير حلول مبتكرة في مجال الرعاية الصحية، أبرزها: تطوير حل ذكي يعتمد على الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن مرض اعتلال الشبكية السكري، وتطوير نظام متقدم يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الأشعة الماموجرافية بهدف الكشف المبكر عن سرطان الثدي لدى النساء، وتطوير نظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي، مصمم خصيصًا للكشف عن مرض الجلوكوما (الزرق) قبل أن يتسبب في تلف دائم، مما يساعد على الحفاظ على البصر ويقي من فقدانه.
واختتمت المهندسة غادة لبيب كلمتها بضرورة التفكير في كيفية تحقيق التوازن الأمثل بين مزايا الذكاء الاصطناعي والاستخدام الأخلاقي والآمن والمسئول له؛ لضمان نجاح دمج أنظمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة، مشيرةً إلى أنه من المرجح أن يُحدث التعاون الأخلاقي بين الذكاء الاصطناعي والمتخصصين ثورةً في القطاع الصحي، بما يساهم في تعزيز أنظمة الصحة الإفريقية وتطوير صناعة الرعاية الصحية.