أنغام وشيرين عبد الوهاب رمزان للقوة الناعمة المصرية

في عالم الطرب العربي، تظل مصر حاضنة للفن الأصيل وراعية للمواهب الاستثنائية، ومن أبرز رموزها في العصر الحديث النجمتان أنغام وشيرين عبد الوهاب، اللتان تشكلان معا واجهة مشرقة لما يعرف بـ"القوة الناعمة لمصر"، تلك القوة التي لا تقاس إلا بما تملكه البلاد من تأثير ثقافي وفني ممتد عبر العقود.
من منا لم يتربى على صوت أنغام العذب أو يحفظ عن ظهر قلب أغنيات شيرين التي تلامس الوجدان؟ كل واحدة منهما تمثل مدرسة فنية فريدة، ورغم اختلاف الأسلوب والتجربة، فإن القاسم المشترك بينهما هو الإبداع والصدق الفني.
في الآونة الأخيرة، بدأت بعض منصات التواصل الاجتماعي تنشر محتوى يروج للخلافات ويضخم الأمور، في محاولة لخلق صراعات لا تخدم إلا عشاق الجدل وهذا بحد ذاته يدق ناقوس الخطر، إذ يجب أن نكون أكثر وعيا وإدراكا بأن الانشغال بالمنافسة السلبية لا يخدم الفن، بل يشتت تركيز الجمهور.
الحقيقة أن وجود موهبتين مثل أنغام وشيرين عبد الوهاب في بلد واحد هو مدعاة للفخر والاعتزاز، ومصدر إلهام للأجيال القادمة، وكل منافسة بينهما يجب أن تكون في إطارها المهني الراقي، الذي يرفع من مستوى الفن ويمنح الجمهور أعمالًا خالدة، فهو المستفيد الأول والأخير من هذا التنافس النبيل.
إننا بحاجة إلى بيئة فنية تحتفي بالاختلاف وتكرم التنوع، لا إلى ساحة صراعات، والواجب علينا، كجمهور وإعلام ومجتمع، أن نحافظ على مكانة هؤلاء الفنانين، لا أن نكون أداة في أيدي من يسعى لهدم ما بنوه من نجاح، العلاقة المثلى بين نجمات الفن يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل والزمالة الراقية، التي تقدر حدود كل منهما وتترك لكل واحدة مساحتها الخاصة للتألق.
في النهاية، أنغام وشيرين ليستا مجرد مطربتين، بل هما صوتان من روح مصر، وعلينا أن نصونهما، ونتعامل معهما بما يليق بتاريخهما وقيمتهما الفنية، لنكن جمهورا يرقى بالفن وليس جمهورا يستدرج إلى دوائر الفتنة والصراع.