الكاتبة الصحفية الهام حداد تكتب : المحافظ الإنسان.. أبو ليمون يُعيد الأمل لأسرة سائق الإقليمي

في السنوات الأخيرة، أصبحت المواقف الإنسانية جزءًا أصيلًا من أداء الدولة المصرية، وبات واضحًا أن نهج الرعاية والدعم في الأزمات لم يعد محصورًا في المبادرات المؤقتة، بل أصبح سياسة راسخة تعكس توجيهات مباشرة من القيادة السياسية، التي تؤمن بأن المواطن لا يجب أن يُترك وحده في وقت الشدة.
واحدة من أبرز النماذج التي تجسّد هذا التوجه ظهرت في محافظة المنوفية، حين تحرك اللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ الإقليم، بسرعة وفاعلية عقب حادث الطريق الإقليمي الذي أودى بحياة عدد من المواطنين، من بينهم سائق سيارة ميكروباص كانت تمثل مصدر دخل أسرته الوحيد.
المحافظ لم يكتفِ بإرسال برقيات عزاء أو وفود رسمية، بل حضر بنفسه إلى سرادق العزاء في قرية طملاي، وشارك الأسرة مصابها، ووعدهم في مشهد أبوي حقيقي بتوفير سيارة جديدة تعويضًا عما فقدوه. والأهم من الوعد، أنه التزم بتنفيذه.
وبعد أيام قليلة، استقبل اللواء أبو ليمون أسرة السائق في مكتبه بديوان عام المحافظة، ليسلمهم بنفسه - جديدة موديل العام، في مشهد إنساني حمل معاني الدعم والاحتواء. ووجّه المحافظ تعليماته المباشرة لإدارة المرور والمواقف بسرعة إنهاء إجراءات الترخيص، حتى تتمكن الأسرة من استعادة مصدر رزقها دون تعطيل.
المبادرة جاءت بدعم من رجال أعمال شاركوا في توفير السيارة، في إطار منظومة متكاملة من المشاركة المجتمعية، تُمثل نموذجًا راقيًا للتعاون بين الجهاز التنفيذي والقطاع الأهلي في الأزمات الإنسانية.
هذه اللفتة لم تكن حدثًا استثنائيًا في محافظة المنوفية، بل استمرارًا لنهج تبنّاه المحافظ منذ توليه المسؤولية، يقوم على أن المنصب العام أداة لخدمة الناس لا منصة للظهور.
وفي سياق أوسع، تعكس هذه الواقعة النهج الذي ترسّخه الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث باتت المواقف الإنسانية جزءًا من هوية العمل العام، ورسالة تؤكد أن الدولة لا تنسى أبناءها في أحزانهم وصدماتهم، وأن الكرامة الإنسانية تأتي أولًا.
هكذا تُبنى الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة: ليس بالشعارات، بل بأفعال حقيقية تُواسي، وتُعيد بناء ما تهدّم، وتمنح من فقد الأمل فرصة للوقوف من جديد.