بوابة الدولة
الجمعة 26 سبتمبر 2025 10:51 مـ 3 ربيع آخر 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

”إدارة الوقت مِفتاح بناء الإنسانِ الناجح”.. موضوع خطبة الجمعة اليوم

خطبة الجمعة
خطبة الجمعة

حددت وزارة الاوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم بعنوان "إدارة الوقت مِفتاح بناء الإنسانِ الناجح"، وجاء نص الخطبة كالآتى:

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، أحمدُه حمدَ الشاكرِ المعتبرِ، وأشهد أن لا إلهَ إلا اللهُ الواحدُ القهارُ، العزيزُ الغفارُ، سبحـانه هدى العقولَ ببدائعِ حكمِهِ، ووَسِعَ الخلائقَ بجلائلِ نعمِهِ، أقامَ الكونَ بعظمةِ تجليهِ، وأنزلَ الهُدى على أنبيائِهِ ومرسلِيهِ، وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، شرحَ صدرَه، ورفعَ قدرَه، وشرّفنا به، وجعلَنا أمّتَه، اللهمّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليه، وعلى آله وأصحابِه، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ

فللنجاحِ جسرٌ ومسارٌ، ألا وهو الوقتُ، ذاك الجوهرُ الذي لا يُقَدرُ بالدرهمِ ولا الدينارِ، وإذا مَرَّ لا يعودُ، ولا يُشترى، ولا يدارُ، فهل آن الأوانُ لندركَ قدرَهُ؟ ونحسنَ صرفَهُ؟ ونضيءَ به المسارَ؟!

أيها الكرامُ، اعلموا أن الوقتَ رأسُ مالِ العمرِ، ومِفتاحُ النجاحِ والفلاحِ، الوقتُ وما أدراكم ما الوقتُ! يقولُ اللهُ جلّ جلاله: {وَٱلۡعَصۡرِ * إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ}، فأقسمَ ربُّنا بالوقتِ نفسِه، إشارةً إلى عظمِ شأنِه، ثم حذّرنَا من خسرانِه، فالعاقلُ من وعى، والرشيدُ من استثمرَ، قال النبيُّ المشرّفُ المعظّمُ ﷺ: «نِعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناسِ: الصحةُ والفراغُ».

أيها الحبيبُ اللبيبُ: الوقتُ سيفٌ ذو حدين، إما أن تبنيَه، أو يهدمَك، إما أن توجهَه، أو يضلّكَ طريقًا، ويضيعَكَ زمانًا، يقول الإمامُ الحسنُ البصريُّ رحمَه الله: "ابنَ آدمَ، إنما أنتَ أيامٌ، كلما ذهبَ يومٌ، ذهبَ بعضُك"، فمن ضَيَّعَ وقتَه، فقدْ ضيعَ نفسَه، ومن أحسنَ إدارةَ وقتِه، فقدْ أحسنَ إدارةَ حياتِهِ.

أيها المكرمُ: اعلمْ أنَّه لا نجاحَ بلا تنظيمٍ، ولا تَمَيُّزَ بلا ترتيبٍ، فكم من مواهبَ دُفنتْ؛ لأن أصحابَها لم يتقنوا إدارةَ أوقاتِهم، وكمْ من قلوبٍ طَمَحَتْ، وأحلامٍ لمعتْ ثم انطفأتْ؛ لأنَّ الوقتَ ضاعَ في اللهوِ واللغوِ والتسويفِ، والإنسانُ الناجحُ لا ينتظرُ الوقتَ المناسبَ، بل يصنعُه، فيا أيها الحبيبُ، سَطِّرْ في دفترِ يومِك ما تحبُّ أن تلقى اللهَ به، واحذرْ من ساعاتِ الفراغِ القاتلةِ، فرُبَّ دقيقةٍ تُحيي قلبًا أو تُميتُ عمرًا!

أيها المكرمُ: ها هو الرسولُ الكريمُ ﷺ النموذجُ الأعظمُ في إدارةِ الوقتِ، فتأملْ معي يومَه المباركَ، كيفَ كان يوزّعُ وقتَه بين العبادةِ، والتعليمِ، والقيادةِ، والأهلِ، والمجتمعِ، لم تكنْ لحظةٌ تمرُّ في حياتِه إلا وهو في طاعةٍ أو خدمةٍ أو بناءٍ، قالتْ أمُّ المؤمنينَ عائشةُ رضي اللهُ عنها: "كانَ رسولُ اللهِ ﷺ في مهنةِ أهلِه، فإذا حضرتِ الصلاةُ، خرجَ إلى الصلاةِ"، فحتى الوقتُ داخلَ البيتِ كانَ محسوبًا بحسابِ المسؤوليةِ والمحبةِ.

أيها النبيلُ: ألا تعلمُ أن لإدارةِ الوقتِ ثمارًا يانعةً؟! إن منها النجاحَ في العملِ، والترقي في الدنيا، والسكينةَ النفسيةَ، والانضباطَ في الحياةِ، وصفاءَ الذهنِ، وزيادةَ التركيزِ والإبداعَ، ونيلَ رضا اللهِ تعالى، وتحقيقَ العبوديةِ الكاملةِ له في كلِّ لحظةٍ، يقولُ سيدُنا عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رضي اللهُ عنه: "ما ندمْتُ على شيءٍ نَدمِي على يومٍ غربت شمسُه، نقصَ فيه أجلِي، ولم يزددْ فيه عملي".

ويا أيها الكرامُ: علّموا أبناءَكُم إدارةَ الوقتِ من الصغرِ، واملؤوا أوقاتَكُم بالقرآنِ والذكرِ والعلمِ والعملِ الصالحِ، واقطعوا عنكمُ السهرَ فيما لا يفيدُ، والضياعَ في فضاءِ الشاشاتِ، وضعوا لأنفسِكُم أهدافًا وخططًا، واحفظُوا أعمارَكم؛ فإنها لا تعودُ، وما من نعمةٍ يُسألُ عنها العبدُ يومَ القيامةِ إلا وكان عمرُه أولَها، قال صاحبُ الجَنابِ الأنورِ والجبينِ الأزهرِ ﷺ: «لَا تَزُولُ ‌قَدَمَا ‌عَبْدٍ ‌يَوْمَ ‌الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا وَضَعَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ»، فحاسبوا أنفسَكم قبل أن تحاسبُوا، واغتنموا أوقاتَكم قبل أن تندمُوا

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنا محمدٍ (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين، وبعد:

فيا منْ حضرَ، وأقبلَ على الذكرِ، واستبشرَ، هذا حديثٌ عن عالَمٍ جديدٍ قدِ انتشرَ، عن فضاءِ التواصلِ وما فيه من خطرٍ أو ظَفَرٍ، عن الكلمةِ التي تُنْشَرُ فتؤجّجُ نارًا أو تُزْهِرُ، عن صورةٍ تحركُ فتنةً أو تزرعُ الفكرَ والنظرَ، فيا سامعَ الخطبةِ، تدبرْ، لك في ضوابطِ الشرعِ نورٌ وبشرٌ وسترٌ، وفي اتباعِ الهدى عزٌ وفخرٌ.

أيها الكريمُ، إن من أخطرِ الوسائلِ التي دخلتْ حياةَ الناسِ في العصرِ الحديثِ، مواقعَ التواصلِ الاجتماعيّ، التي تحولتْ من مجردِ أدواتٍ تكنولوجيةٍ، إلى محاريبَ للرأيِ، ومنابرَ للكلمةِ، ومزارعَ للأفكارِ! ولئن كانت هذهِ المواقعُ نعمةً في أصلِها، فإنَّها قدْ تكونُ نقمةً في سوءِ استخدامِها! فمنَ الناسِ من اتّخذَها وسيلةً للخيرِ والنفعِ والتواصلِ البَنَّاءِ، ومنهم من جعلها ساحةً للغِيبةِ، والنميمةِ، والفتنِ، والتشهيرِ، والكذبِ، وإضاعةِ الوقتِ! ولذا، لابدَ من معرفةِ الضوابطِ الشرعيةِ للتعاملِ مع مواقعِ التواصلِ، والتي تتمثلُ في الصدقِ فيما يكتبُ وينشرُ، فقد قال الله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰدِقِينَ}، وقال الحبيب المشفع ﷺ: «كفى بالمرءِ كذبًا أن يحدثَ بكلِّ ما سمعَ»، فإياك أن تنقلَ خبرًا بلا تبينٍ، أو تشاركَ منشورًا قبلَ التثبتِ، فرُبَّ شائعةٍ أهلكتْ أمةً، وربَّ كذبةٍ فتحتْ أبوابَ الدماءِ والدموعِ.

أيها النبيلُ، إياكَ أن تقضيَ يومَكَ على مواقعِ التواصلِ في الغِيبةِ والسخريةِ والطعنِ في الناسِ؛ قال الله تعالى في محكم التنزيلِ: {وَلَا يَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ}، وقال أيضًا: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا يَسۡخَرۡ قَوۡمٞ مِّن قَوۡمٍ }؛ فطهروا ألسنَتَكُم وأقلامَكُم من التنمّرِ والتهكمِ والتطفلِ، والسبِّ والتشويهِ .

اللهم طهّرْ أقلامَنَا، واحفظْ ألسنتَنَا، وباركْ في أوقاتِنَا.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى25 سبتمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 48.0746 48.1746
يورو 56.4492 56.5714
جنيه إسترلينى 64.5786 64.7225
فرنك سويسرى 60.3876 60.5436
100 ين يابانى 32.2930 32.3623
ريال سعودى 12.8175 12.8448
دينار كويتى 157.3739 157.7529
درهم اماراتى 13.0879 13.1166
اليوان الصينى 6.7477 6.7631

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5840 جنيه 5817 جنيه $121.47
سعر ذهب 22 5353 جنيه 5332 جنيه $111.35
سعر ذهب 21 5110 جنيه 5090 جنيه $106.29
سعر ذهب 18 4380 جنيه 4363 جنيه $91.10
سعر ذهب 14 3407 جنيه 3393 جنيه $70.86
سعر ذهب 12 2920 جنيه 2909 جنيه $60.74
سعر الأونصة 181644 جنيه 180934 جنيه $3778.15
الجنيه الذهب 40880 جنيه 40720 جنيه $850.29
الأونصة بالدولار 3778.15 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى