مهندسو ”روساتوم” يُنجزون تصنيع المعدات الأساسية لوحدة المفاعل المبتكر BREST-OD-300

أعلنت روساتوم عن إنجاز تقني غير مسبوق تمثل في الانتهاء من تصنيع المعدات الأساسية لمفاعل الطاقة الابتكاري BREST-OD-300، الذي يُعد أول مفاعل نووي في العالم يستخدم الرصاص كمبرد أساسي. ويأتي هذا الإنجاز في إطار بناء مجمع الطاقة التجريبي-الاستعراضي ضمن المشروع الاستراتيجي Proryv، على أراضي مجمع سيبيريا الكيميائي في المنطقة المغلقة سيفيرسك بمقاطعة تومسك، إحدى المنشآت التابعة لقطاع الوقود في روساتوم.
ينتمي المفاعل الجديد إلى تقنيات الجيل الرابع، وقد تولت شركات التصنيع التابعة لروساتوم — مصانع "آتوم ماش" و"إيجورا" — إنتاج مكوّناته الفريدة. ويُجسد هذا المشروع رؤية روساتوم في قيادة مستقبل الطاقة النووية، عبر تطبيقات تكنولوجية متقدمة تضع روسيا في طليعة الابتكار العالمي.شملت عملية التصنيع ستة مكونات رئيسية بلغ وزنها الإجمالي أكثر من 1000 طن.
من مصنع "آتوم ماش" في فولغودونسك، تم شحن الغلاف المركزي وبطانة سلة قلب المفاعل، وهما العنصران اللذان سيتم فيهما تحميل الوقود النووي. أما مصنع "إيجورا" في سانت بطرسبرغ، فقد أنتج أربع حاويات للحجرة المحيطية التي ستضم المولدات البخارية ومضخات تدوير مائع التبريد. كما يبلغ ارتفاع كل مكون أكثر من 15 مترًا، وعرضه حتى 8 أمتار — أي ما يعادل مبنى مكوّن من خمسة طوابق — وهو ما تطلب حلولًا هندسية مبتكرة في التصميم والتصنيع والنقل.
تختلف أبعاد مكوّنات مفاعل BREST-OD-300 كليًا عن تلك الخاصة بمفاعلات VVER وRITM التي تُنتَج بشكل متسلسل في نفس المصانع، مما استلزم تكييف القدرات الإنتاجية، وتصميم عبوات نقل خاصة تزن 700 طن، وتطوير أدوات تركيب جديدة. ونظرًا للعمل في درجات حرارة تصل إلى 600 درجة مئوية، تم استخدام أنواع متقدمة من الفولاذ ذات مقاومة ميكانيكية فائقة.
وصرّح إيغور كوتوف، رئيس قطاع التصنيع في روساتوم:
"بفضل المصممين والمهندسين وعمال التصنيع الروس، نشهد اليوم بداية عصر جديد في الطاقة النووية. لقد مكّنتنا الخبرة التراكمية والتقدم العلمي من أن نكون أول من يشرع في تنفيذ مشروع مفاعل من الجيل الرابع فعليًا، واضعين أساسًا تكنولوجيًا قويًا لأجيال المستقبل."
سيُجرى تجميع المفاعل بالكامل في موقع البناء. ومن المتوقع أن تُرسل مصانع روساتوم ما يقرب من 2300 طن من المعدات الإضافية، على أن يصل الوزن الكلي للمنشأة إلى نحو 16 ألف طن بعد صب الخرسانة بالمكونات.
يمثل قطاع التصنيع في روساتوم أكبر كيان صناعي في روسيا في مجال معدات الطاقة من حيث الإنتاج والعائدات، ويُعد المورد الشامل لجميع مكونات المفاعل وقاعات التوربينات لمحطات الطاقة النووية الروسية، كما يوفر حلولًا تقنية متكاملة لقطاعات الطاقة والنفط والغاز والصناعات الثقيلة.
وكان مصنع "إيجورا" قد شحن سابقًا مكونات إضافية للمفاعل تضمنت الهيكل الواقي، اللوح الحامل، والغلاف الوسيط، بإجمالي وزن تجاوز 500 طن.
تُعد روسيا اليوم من الدول الرائدة عالميًا في تطوير أنظمة الطاقة النووية من الجيل الرابع، والتي من شأنها أن تُحدث تحولًا جذريًا في الصناعة النووية، بفضل معايير الأمان الجديدة، والتوسع في أنواع الوقود المستخدمة، وتقليص كميات النفايات المشعة بشكل كبير. ويُعد بناء مجمع الطاقة التجريبي-الاستعراضي بمفاعلات من الجيل الرابع أحد الأهداف الرئيسية ضمن المشروع الوطني للريادة التكنولوجية "التقنيات النووية والطاقة الجديدة"، والذي يهدف في غضون خمس سنوات إلى ترسيخ مكانة روسيا كقوة رائدة عالميًا في مجال الطاقة النووية، وتحقيق السيادة التكنولوجية والأمن في قطاع الطاقة.
وتسعى «روساتوم» من خلال مشروع " Proryv" إلى التطبيق الصناعي لدورة الوقود النووي المغلقة، وذلك بالاعتماد على مفاعلات النيوترونات السريعة. ويجري تنفيذ المشروع بقيادة شركة « JSC Proryv» التابعة لـ«روساتوم» وبمشاركة نخبة من العلماء والمهندسين الروس، إلى جانب عدد من المعاهد والمؤسسات البحثية المتخصصة.ويهدف المشروع إلى إنشاء مجمع نووي متكامل يشمل وحدة الطاقة بمفاعل BREST-OD-300 باستخدام مائع تبريد من الرصاص، إضافة إلى مصنع بجوار الموقع يضم وحدة لمعالجة الوقود النووي المستهلك (الوقود النيتريدي المختلط من اليورانيوم والبلوتونيوم)، ووحدة لتصنيع/إعادة تصنيع قضبان الوقود من الوقود المعالج. وسيسعى المجمع إلى إثبات القدرة التشغيلية المستدامة للمرافق التي تُغلق دورة الوقود النووي.
سيكون مفاعل BREST-OD-300 أول مفاعل في العالم يستخدم الرصاص كمبرد أساسي، وهو مصمم وفق مبادئ "السلامة الطبيعية" التي تضمن التشغيل المستقر دون الحاجة إلى أنظمة دعم نشطة. كما يستخدم وقود SNUP المبتكر، المصنوع بالكامل من نواتج ثانوية لدورة الوقود النووي — مثل نيتريد اليورانيوم والبلوتونيوم — مما يُوسع بشكل غير مسبوق من الموارد القابلة للاستخدام، ويتيح إعادة تدوير الوقود المستهلك، ويقلل بشكل جذري من كمية النفايات النووية ومستوى نشاطها الإشعاعي.
يمثل هذا الإنجاز تتويجًا لمكانة روساتوم في طليعة الابتكار النووي العالمي، كما يُجسد التزامها بتطوير تقنيات المستقبل التي تعزز من تنافسية الاقتصاد الروسي وتدعم الانتقال العالمي نحو طاقة نظيفة وآمنة ومستدامة.