في ذكرى ميلاده.. رضوان الكاشف مسيرة قصيرة لمخرج كبير| صور

يعد المخرج رضوان الكاشف من أهم المخرجين الذين مروا علي السينما المصرية، وبالرغم من أن أعماله التي جمعت أحيانًا بين التأليف والإخراج كانت قليلة جدًا إلا أنها تشكل علامات في تاريخ السينما المصرية والعربية.
مخرج الواقعية السحرية ولكن قاسية
رضوان الكاشف الذي تمر ذكرى ميلاده اليوم مؤلف ومخرج سينمائي مصري حاصل على بكالوريوس في الإخراج السينمائي من المعهد العالي للسينما في القاهرة في عام 1984 وكان أول دفعته.
وصفت أعماله بالواقعية القاسية وأحيانًا بالواقعية السحرية. بدأ مسيرته بفيلم روائي قصير بعنوان «الجنوبية» كمشروع التخرج .
بدايات رضوان الكاشف
ولد الكاشف في حي شعبي بالقاهرة، السيدة زينب، في 6 أغسطس 1952 بعد أسابيع قليلة من قيام ثورة يوليو؛ إلا أن جذوره من صعيد مصر بكوم أشقاو بمحافظة سوهاج واستقر في حي منيل الروضة بالقاهرة. حصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة من جامعة القاهرة عام 1978. شارك مع آلاف المثقفين وملايين شعبية في انتفاضة يناير 1977، وتم قبض عليه مرة أخرى عام 1981 في حملة اعتقالات.
لم يرد دخول السينما من باب الهواية فقط ولكن كان لديه مشروع يريد أن يعبر عنه؛ فقرر الالتحاق بمعهد السينما الذي تخرج فيه متصدرا دفعته لعام 1984 بفيلمه القصير «الجنوبية»، تزوج رضوان الكاشف من «عزة كامل» التي أنجب منها «عايدة» في عام 1990 و«مصطفى» في 1997.
مخرج بدرجة مؤلف
قبيل اعتقاله عام 1981، كان قد نشر للكاشف كتابين؛ أولهما عن خطيب الثورة العرابية عبد الله النديم تحت عنوان «الحرية والعدالة في فكر عبد الله النديم» الذي لم يتناول فيه النديم من ناحية تأريخية، إنما تناوله كرمز ثائر وداعية للحرية في دراسة للفكر السياسي والاجتماعي للنديم. الكتاب الثاني بعنوان «قضية تجديد الفكر عند زكي نجيب محمود».
ثلاث أعمال شكلت مسيرته
عمل الكاشف مساعد مخرج فيما يقرب من عشرين فيلما مع يوسف شاهين ورأفت الميهي وداود عبد السيد وآخرين مثل علاء محجوب ووحيد مخيمر. حصل الكاشف علي أول تقدير رسمي له بمشروع تخرجه «الجنوبية»، الذي كان فيلم 16مم روائي قصير ملون؛ فقد منحته وزارة الثقافة عام 1988 جائزة العمل الأول.
يُعد الكاشف، مع أسامة فوزي وسيد سعيد ويسري نصر الله، من ورثة الجيل الثاني للواقعيين الذي مثله خيري بشارة ومحمد خان وداوود عبد السيد وأواخر أعمال عاطف الطيب.
وهو الجيل الذي أكمل ما بداه الواقعيون الكلاسيكيون من أمثال صلاح أبو سيف ويوسف شاهين وهنري بركات وتوفيق صالح.
مسيرة رضوان الكاشف كانت قصيرة فبالرغم من عمله مع كبار المخرجين في أفلام كثيرة إلا أن مشروعه الخاص الذي انقسم مابين تسجيلي وروائي كان قصير، فقدم ثلاث أفلام روائية طويلة شكلت مسيرته ومشروعه الفني لكنها تركت علامة فارقة وهي "ليه يا بنفسج" 1992 بطولة فاروق الفيشاوي ، سيد عبد الكريم ، لوسي، نجاح الموجي ،حسن حسني ، أشرف عبد الباقي ،شوقى شامخ، ومن إخراج وتأليف الكاشف، وشارك في التأليف سامي السيوي.
نال الفيلم عدد من الجوائز وهي جائزة لجنة التحكيم بمهرجان القاهرة الدولي 1992، جائزة أحسن فيلم بمهرجان باريس، جائزة أحسن فيلم وأحسن إخراج وأحسن سيناريو بمهرجان المركز الكاثوليكى.
أما فيلمه الثالث "الساحر" 2001، بطولة محمود عبد العزيز، ومنة شلبي، وسلوى خطاب، من تأليف سامي السيوي، فاز الفيلم بأبرز جوائز مهرجان جمعية الفيلم المصرية في الدورة التاسعة والعشرين في مارس 2003، من بين سبعة أفلام شاركت في المنافسة.
توفي الكاشف في 5 يونيو 2002 عن عمر يناهز الخمسين على أثر أزمة قلبية بعد رجوعه من مهرجان روتردام في هولندا الذي شارك فيه بفيلمه الأخير «الساحر».