سى إن إن: خطة نتنياهو لاحتلال غزة لا ترضى أحدا إلا نفسه

هاجمت شبكة "سى إن إن" الأمريكية خطة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة، وقالت إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يرضى أحدًا بهذه الخطة إلا نفسه.
وذكرت الشبكة أن تصويت الحكومة الأمنية الإسرائيلية على التوسع العسكرى والاستيلاء على مدينة غزة، على الخطة التي اقترحها ودفع بها نتنياهو نفسه، يكشف المزيد عن مناوراته السياسية الداخلية أكثر من كونه استراتيجية عسكرية شاملة.
فقد تم تبنى الخطة على الرغم من المعارضة القوية من القيادة العسكرية الإسرائيلية، وتحذيرات شديدة بأنها قد تفاقم الأزمة الإنسانيةوتعرض للخطر حياة الرهائن الباقين فى غزة. كما يأتى التوسع الكبير فى الحرب فى ظل تراجع جذري فى دعم إسرائيل حول العالم، وتراجع فى التأييد العام الداخلى لاستمرار الحرب.
ورغم ذلك مضى نتنياهو فى خطته حيث تخدم هدفاً واحداً لم يتم ذكره، وهو أنه يمنحه وقتاً فى معركته من أجل البقاء السياسى. وفى ظل وجود وزراء من اليمين المتطرف فى ائتلافه الحكومى، فإن هذا يعنى إطالة أمد الحرب. ومراراً وتكراراً أحبط حلفاء نتنياهو، إيتمار بن غفير وشموتريتش، التقدم فى مفاوضات وقف إطلاق النار بالتهديد بانهيار حكومته لو توقفت الحرب.
لم تُرضِ خطة نتنياهو الأخيرة شركاءه في الائتلاف ولا القيادة العسكرية الإسرائيلية. خلال اجتماع مجلس الوزراء الماراثوني الذي استمر عشر ساعات، عبّر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، عن معارضة الجيش القاطعة لخطط الحكومة لإعادة احتلال القطاع. وحذّر كبير جنرالات الجيش الإسرائيلي من أن أي عملية عسكرية جديدة ستعرّض حياة الرهائن المتبقين والجنود الإسرائيليين للخطر، مُحذّرًا من أن غزة ستصبح فخًا سيُفاقم استنزاف قوات جيش الدفاع الإسرائيلي المُنهكة أصلًا جراء ما يقرب من عامين من القتال المتواصل، وسيُفاقم الأزمة الإنسانية الفلسطينية.
وتتابع سى إن إن قائلة إن خطة نتنياهو للاستيلاء على غزة تضع نتنياهو وإسرائيل فى عزلة دولية غير مسبوقة. ورغم الحرية المطلقة التي منحها ترامب له فى حرب غزة، إلا أن المجاعة المتفاقمة قد أضعفت ما وصفته بالشرعية العالمية لحرب إسرائيل. وكانت تداعيات القرار الأخير سريعة وواضحة، فقد أعلنت ألمانيا، ثانى أهم حليف لإسرائيل بعد أمريكا، أنها ستعلق بعض صادراتها العسكرية لتل أبيب، مما يمهد الطريق أمام دول أخرى فى الاتحاد الأوروبى لمزيد من خفض مستوى العلاقات.
وخلصت سى إن إن فى النهاية إلى القول بأن نتنياهو يمضى قدماً فى خطة لا ترضى أحدًا، لا حلفاء إسرائيل فى الخارج، ولا قيادتها العسكرية، ولا الرأى العام الذى يريد إنهاء الحرب، ولا حتى شركاؤه المتطرفون الذين يرون أنها غير كافية. بينما الجمهور الذى تخدمه هذه الخطة هو نتنياهو نفسه، حيث تمنحه مزيداً من الوقت لتجنب الخيار الحتمى بين وقف إطلاق نار حقيقى قد ينقذ الرهائن، أو تصعيد عسكرى شامل يرضى ائتلافه.