بوابة الدولة
الأحد 17 أغسطس 2025 07:58 مـ 22 صفر 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى سامح لاشين يكتب :إسرائيل الكبرى مشروع لايسقط بالتقادم

الكاتب الصحفى سامح لاشين
الكاتب الصحفى سامح لاشين

تندهش كثيرًا حينما تسمع من البعض أن نتنياهو لم يذكر مصر والأردن صراحة حينما تكلم عن “إسرائيل الكبرى” والسؤال : هل يعني ذلك أن مصر ليست ضمن إسرائيل الكبرى ؟! .

وتندهش أكثر حينما ترى الخارجية المصرية تصدر بيانًا تطلب فيه توضيحًا بشأن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي حول إسرائيل الكبرى أعلم: أن الهدف سياسي لكن بالتأكيد الخارجية لا تجهل اهداف إسرائيل .

وتندهش للمرة الثالثة حينما تسمع من يقول إن موضوع “إسرائيل الكبرى” ورد في النصوص التوراتية مع وجود خلافات حول تأويلها - فهل هذه الخلافات أسقطت أهداف وحلم بناء إسرائيل الكبري؟! - ، وهل التوراة التي جُمعت بعد السبي البابلي أي بعد وفاة سيدنا موسى عليه السلام بقرون، وأنها محرفة… إلى آخر ذلك تمنع هذا الحلم أو تلغي أرض الميعاد ؟؟ .

مع كامل التقدير، فإن كل هذا لا يغيّر من حقيقة واحدة، أن مشروعات إسرائيل ورغباتها في التوسع قائمة منذ مؤتمر بازل بسويسرا عام 1897، حيث جرى الاتفاق على إنشاء وطن قومي لليهود، وكانت تلك هي الخطوة الأولى لتحقيق مشروع “إسرائيل الكبرى”.

مشروع بدأ بالبحث عن وطن قومي لليهود كمرحلة أولى للتوسع، وصولًا إلى تصريحات ترامب الصريحة التي قال فيها إن إسرائيل “دولة صغيرة ونرغب في زيادة مساحتها”.

أين تكمن المعضلة الحقيقية؟

مصدر دهشتي أن البعض يتعامل مع القضية باعتبار أنه لا يوجد اتفاق بين اليهود حول “إسرائيل الكبرى”، بينما المعضلة الحقيقية أنهم تناسوا أن هذا الجدل كان موجودًا أيضًا في بدايات الاحتلال، فهناك من رفض الذهاب إلى فلسطين أو رأى عدم ضرورة إعلان الدولة، لكن في النهاية، انتصر أصحاب المشروع الصهيوني، وأُعلنت الدولة، وهم أنفسهم من رسموا حدود إسرائيل منذ البداية.

الدين وسلاح التهجير

نشطت المنظمات الصهيونية في تهجير اليهود إلى “أرض الميعاد”، وقامت بأكبر عملية توظيف للدين رغم تباين التفسيرات، اخترعت فكرة “الأرض المقدسة”، وعملت منذ مؤتمر بازل بلا توقف حتى تمكنت من تحقيق أول أهدافه،إعلان دولة إسرائيل سنة 1948، وبعدها صرّح بن جوريون بوضوح أن الحفاظ على الأمن القومي لإسرائيل يتطلب طرد الفلسطينيين من أرضهم، وابتلاع كامل فلسطين وتهجير من تبقى.

وقد لا يتحقق الهدف لحظة إعلانه، لكنه يبقى هدفًا ثابتًا يسعى أصحابه لتحقيقه بشتى الطرق، وهذا بالضبط ما يجري على الأرض الآن.

سيناء في قلب المشروع الصهيوني

منذ الوهلة الأولى، كانت سيناء جزءًا من التصورات الصهيونية، بصرف النظر عن التفسيرات التوراتية أو عن قدرة إسرائيل الفعلية على تحقيق الحلم.

- طُرحت سيناء كمشروع لتكون وطنًا لليهود، أو وطنًا بديلًا للفلسطينيين.

- مشاريع تهجير أهالي غزة إلى سيناء ليست جديدة، بل محاولات قديمة تكررت مرارًا، وحاول شارون حتى بعد هزيمة يونيو 1967 وفشل ايضا .

- الفكرة نفسها تعود إلى كتابات متعددة ظهرت قبل المؤتمر الصهيونى الأول بكثير.
- في عام 1619 نشر هنري فنش كتابه نداء اليهود، أول دعوة فكرية علنية لإنشاء وطن قومي لليهود، ثم رسالة بعنوان لإخواني في الدين، طالب فيها بإقامة دولة حدودها من عكا إلى البحر الميت، ومن جنوب البحر الميت إلى البحر الأحمر، مع ضم جنوب مصر.
- عام 1856 نشر أرثور ستانلي كتابه في سيناء وفلسطين، وأرفق به خريطة تجعل الوطن القومي ممتدًا من صيدا على ساحل البحر المتوسط ودمشق في الداخل حتى رأس محمد جنوب شرم الشيخ وصولًا إلى خليج السويس.
- كشفت واقعة شكوى رهبان سانت كاترين إلى السلطان العثماني عن محاولات استيطان مبكرة لجماعة “إبراهام” التي تم طردها ، و رغم صدور ثلاثة فرمانات بين 1581 و1585، لكن المحاولات لم تتوقف.
- ففي عهد محمد علي، حاولت بعثة أجنبية التسلل بحجة البحث عن الفحم الحجري، لكنه اكتشف أغراضها وأصدر أمرًا صريحًا بمنع بيع ولو شبر واحد من أرض سيناء.
- عام 1890 حاول بول فريدمان استيطان بعض أراضي جزيرة العرب، مستوحيًا رؤيته للوطن من التوراة، نشر كتابًا بعنوان أرض مدين طرح فيه إمكانية استعمار ساحل البحر الأحمر وامتداد الوطن ليشمل سيناء وخليج العقبة، بل اقترح شق قناة تربط بين حيفا والبحر الأحمر عبر العقبة لضرب قناة السويس، لكن شكوى من الغرب أدت إلى طرده مع جماعته المسلحة.

المشروع الصهيوني ليس فلسطين فقط

لم يكن هدف الصهيونية فلسطين وحدها، بل السيطرة على كامل فلسطين وأجزاء من لبنان وسوريا وشرق الأردن وسيناء، فلماذا نطلب استيضاحًا من إسرائيل؟ كل الأوراق التاريخية تؤكد أن ما يطرحه نتنياهو اليوم هو إحياء لمشروعات قديمة محفوظة في الأدراج تنتظر لحظة التنفيذ.

بل إن خريطة “إسرائيل الكبرى” موجودة على العملة والعلم الإسرائيلي.

ما المطلوب في اللحظة الراهنة؟

في هذه اللحظة التاريخية، يجب أن ندرك:
- لسنا بصدد الدعوة للحرب، لكننا في حسابات إسرائيل عدو مؤجل.
- إسرائيل قد تؤجل خطواتها، لكنها تسير بوتيرة ثابتة.
- أي نجاح في مشروع التهجير، حتى لو لم يكن إلى سيناء، سيطلق حلقة جديدة من الصراع.
- عقود الغاز أو غيرها لن توقف هذا الصراع المرير والطويل.

إنها مواجهة مؤجلة، لكن حتمية، قد يخوضها هذا الجيل أو الجيل القادم. المطلوب إذن الاستعداد الدائم، والحذر من “التورط” في سيناريوهات تخدم المشروع الصهيوني، لأن التورط أخطر من المواجهة المباشرة.

إن فكرة قيام إسرائيل كدولة بدأت قبل إنسحاب مصر من الشام

وهنا لابد من تذكر كلمات من خطاب مصطفى النحاس رئيس وزراء مصر في ٢٤ يوليو ١٩٣٧ حينما قال " لا أستطيع أن أحس بالاطمئنان وأنا أفكر في قيام دولة يهودية على حدود مصر ، إذ ما الذي يمنع من أن تدعي تلك الدولة حقا لها في سيناء فيما يعد ؟! "

وأختتم قائلا ومضيفا على النحاس ، وما الذي يجعلني أشعر بالاطمئنان من هذا الكيان بعد معاهدة السلام التي أبرمتها مصر في ١٩٧٩ وهي المعاهدة التي جاءت نتيجة لهزيمة ١٩٦٧ وليس نتيجة نصر ١٩٧٣ كما يحلو للبعض أن يفسر أو يحلل وهو السلام الذي عرض على الملك فاروق بعد ١٩٤٨ ورفضه رغم كل فساده وأعتبرها جرأة ضد مصر لا مثيل لها .

كاتب المقال الكاتب الصحفى سامح لاشين نائب رئيس جريدة الاهرام

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى17 أغسطس 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 48.2626 48.3626
يورو 56.4528 56.5795
جنيه إسترلينى 65.4007 65.5507
فرنك سويسرى 59.8347 59.9810
100 ين يابانى 32.7849 32.8595
ريال سعودى 12.8622 12.8895
دينار كويتى 158.0568 158.4362
درهم اماراتى 13.1395 13.1674
اليوان الصينى 6.7195 6.7342

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5183 جنيه 5160 جنيه $107.27
سعر ذهب 22 4751 جنيه 4730 جنيه $98.33
سعر ذهب 21 4535 جنيه 4515 جنيه $93.86
سعر ذهب 18 3887 جنيه 3870 جنيه $80.45
سعر ذهب 14 3023 جنيه 3010 جنيه $62.58
سعر ذهب 12 2591 جنيه 2580 جنيه $53.64
سعر الأونصة 161205 جنيه 160494 جنيه $3336.56
الجنيه الذهب 36280 جنيه 36120 جنيه $750.91
الأونصة بالدولار 3336.56 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى