بوابة الدولة
الإثنين 18 أغسطس 2025 06:45 مـ 23 صفر 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية
نائب محافظ الأقصر يستقبل 39 طلبا وشكوى خلال لقاء اليوم المفتوح مع المواطنين دورة تدريبية للعاملين بزراعة سوهاج لتأهيلهم على استخدام المبيدات بطريقة آمنة هيئة الرقابة الإدارية بالبحيرة تنظم ندوة تثقيفية حول ترسيخ قيم العدالة والشفافية ومحاربة الفساد تركيب كشافات إنارة جديدة على الطريق السريع بقرية الدير فى مدينة إسنا محافظ دمياط يتابع جهود التموين فى تكثيف الرقابة على الأسواق والمخابز محافظ بورسعيد يفتح تحقيقا فى شكاوى مواطنين ضد جمعية دفن الموتى شيخ الأزهر ينعى الدكتور صابر عبد الدايم يونس العميد الأسبق لكلية اللغة العربية بالزقازيق النصر يقدم قميصه الجديد بحضور كل النجوم قبل السوبر السعودي جامعة أسيوط تعلن عن منح دراسية مقدمة من المجلس الهندي للبحوث محافظ القليوبية يتفقد مشروع إنشاء حضانة متطورة لتجميع السيارات المضبوطة ميسي يتصدر قائمة منتخب الأرجنتين ضد فنزويلا والإكوادور بتصفيات كأس العالم محافظ الأقصر يستعرض نسب تنفيذ مشروعات حياة كريمة بإسنا وأرمنت

بالفيديو .. المصري علاء .. بين غربة العمل و إهانة الكرامة

علاء المصري
علاء المصري

في زمن صار فيه "المحتوى" أهم من الإنسان، خرج إلى العلن مقطع فيديو مثير للجدل أثار موجة غضب واسعة. الفيديو يظهر فيه عامل مصري مغترب يُدعى علاء، يقف متواضعًا بملابسه البسيطة، وفجأة يجد نفسه في مواجهة أسد ضخم، بينما الكاميرات تلتقط اللحظة بضحكات مصطنعة وتعليقات ساخرة من صاحب الفيديو ومن حوله.

لقمة العيش مقابل الكرامة

علاء لم يسافر بحثًا عن رفاهية، بل عن لقمة عيش تكفل لأولاده حياة كريمة. ترك وطنه وأهله وأحلامه الصغيرة، ليجد نفسه في أرض غريبة لا يملك فيها سندًا سوى عمله. لكن لحظة واحدة حوّلت الغربة من ساحة كفاح إلى مسرح إذلال.

https://youtube.com/shorts/5-f0d2n1nRA?si=83lCVVt4nLUV4XZx
ما جرى لم يكن مزحة، بل مشهد صادم يعكس نظرة قاسية للبسطاء، حيث يتم التعامل معهم وكأنهم "أدوات للتسلية"، بلا أي اعتبار لإنسانيتهم أو مشاعرهم.

الإذلال الممنهج

الطريقة التي ظهر بها علاء أمام الكاميرا تكشف أن الأمر لم يكن عفويًا. بل كان "مخططًا" بهدف تصوير مادة ساخرة على حساب كرامة رجل لم يطلب سوى الاحترام.
مشهد الأسد لم يكن مجرد "حيوان مفترس"، بل رمزًا للاستقواء: قوة المال والنفوذ والسطوة في مواجهة البساطة والفقر والغربة.

غضب شعبي يتصاعد

فور انتشار الفيديو، انفجرت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات غاضبة تطالب بمحاسبة صاحب الفيديو ومساندة علاء.
أحد المعلقين كتب: "ده مش هزار… دي إهانة لمصري بيمثل آلاف الغلابة اللي بيتغربوا عشان يعيشوا."
وقالت أخرى: "الغربة وجع كفاية… تيجي كمان تتحول لإهانة متعمدة؟ ده مش مقبول."
بينما دوّن ناشط حقوقي: "القصة أكبر من علاء… دي قضية كرامة شعب. العامل المصري مش مادة كوميدية."

الأبعاد الإنسانية والقانونية

الحادثة تطرح عدة تساؤلات:

هل يجوز قانونيًا تعريض شخص لخطر حقيقي من أجل تصوير "مقطع مثير"؟

أين المسؤولية الإنسانية تجاه عامل مغترب يعيش تحت ضغط الغربة؟

ما موقف الدولة المصرية من مثل هذه الانتهاكات التي تطال مواطنيها بالخارج؟

من الناحية الإنسانية، فإن علاء تعرّض لصدمة نفسية قد تظل عالقة معه سنوات، فضلًا عن إحساسه بالمهانة أمام من شاهدوا الفيديو.
أما من الناحية القانونية، فإن الحادثة قد تندرج تحت بند "التعريض للخطر والإذلال العلني"، وهي ممارسات لا تتفق مع أي مواثيق دولية تخص حقوق العمالة الوافدة.

الكرامة خط أحمر

القضية لم تعد مجرد فيديو عابر، بل أصبحت رمزًا لمعاناة آلاف العمال المصريين المغتربين الذين يواجهون ظروفًا قاسية، وبعضهم يفتقد لأبسط حقوقه الإنسانية.
إن كرامة المصري ليست محل مساومة أو ترفيه، بل خط أحمر يمس الوطن بأكمله.

المطلوب الآن

1. تحرك رسمي من وزارة الهجرة والسفارات المصرية لمتابعة حالة علاء ومحاسبة المسؤولين عن إهانته.
2. تدخل حقوقي من منظمات المجتمع المدني لوقف مثل هذه الانتهاكات.
3. حملة مجتمعية لدعم علاء معنويًا، والتأكيد على أن المصري لا يُهان في بلده أو خارجها.

في النهاية، سيظل السؤال معلقًا: هل سيتحول فيديو إذلال علاء إلى مجرد "تريند عابر" ينتهي مع موجة غضب مؤقتة؟ أم أنه سيكون بداية جرس إنذار لإعادة الاعتبار لكرامة كل عامل مغترب يرفع اسم مصر بعرقه وتعبه؟