ياسر الشربينى يوضح لـ مصر تستطيع حقيقة أول إصابة بشرية بالدودة الحلزونية فى أمريكا

علّق الدكتور ياسر الشربيني، أستاذ المناعة بجامعة نوتنجهام ببريطانيا، على الإعلان عن أول إصابة بشرية بالدودة الحلزونية أو الطفيل الحلزوني في الولايات المتحدة الأمريكية، موضحًا أن هذا الطفيل متوطن هناك وفي الأرجنتين منذ قرون، وبالتالي فالحالة المعلنة ليست الأولى من نوعها، إذ إنه يصيب بصورة رئيسية الحياة البرية. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تمكنت من القضاء عليه نهائيًا عام 1966.
وأضاف في تسجيل مصور استعرضه الإعلامي أحمد فايق، ببرنامج "مصر تستطيع" على قناة dmc، أن هذا الطفيل يُعرف باسم "آكل البشر" لأنه يتغذى على الأنسجة الحية، وهو ما يجعله من الطفيليات البشعة، لافتًا إلى أن من أعراض الإصابة به أن الجروح لا تلتئم بسهولة مع ظهور نزف صديري، وقد يتمكن الأطباء أحيانًا من رؤية اليرقات تحت الجلد في أماكن العدوى.
وبحسب توصيات مراكز مكافحة الأمراض الأمريكية (CDC) ومنظمة الصحة العالمية، أوضح الشربيني أن العلاج يتم عبر ثلاث خطوات تحت إشراف طبي كامل، تبدأ بالاستئصال الجراحي للمنطقة المصابة، ثم التطهير، وأخيرًا العلاج بالمضادات الحيوية.
وأكد أن الطفيل لا ينتشر بين البشر أو الحيوانات، إذ يشترط وجود الذبابة المسببة له، مما يجعل احتمالية تحوله إلى وباء "تكاد تكون صفرية". لكنه شدد في الوقت ذاته على أن التغيرات المناخية قد تؤدي إلى تغير خريطة انتشاره، حيث يمكن أن يظهر في مناطق جديدة لم يكن موجودًا بها من قبل نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
وأكد الشربينى أن الوقاية تظل الأساس، سواء من خلال الاسترشاد الطبي في حالة ظهور أي أعراض مريبة، أو عبر متابعة الأطباء البيطريين بالنسبة للحياة البرية، لتجنب تدهور الحالات أو زيادة العدوى.
من جانبه، قال الدكتور أحمد سعد الدين، استشاري الأمراض الباطنة العامة بموسكو، إن الدودة الحلزونية هي عبارة عن يرقة لذباب يُعرف باسم "ذبابة العالم الجديد" أو "ذبابة الدودة الحلزونية للعالم الجديد"، موضحا أن هذه اليرقة تعيش في أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية، إضافة إلى جزر بحر الكاريبي، وتم اكتشافها منذ عشرينات القرن الماضي، حيث كانت تُرصد بصورة رئيسية في الحيوانات.
وأشار سعد الدين إلى أن الذبابة تُعتبر كائنًا انتهازيًا يضع بيضه على أجسام الحيوانات، وبمجرد فقس البيوض تبدأ اليرقات ذات الأنياب الحادة في الخروج والتغذي على لحوم الحيوانات الحية، بخلاف الذباب الآخر الذي يبحث عن المخلفات العضوية لوضع البيض.
وأضاف أن ذبابة الدودة الحلزونية تمثل خطرًا أكبر على الحيوانات مقارنة بالبشر، إلا أن العديد من الحالات البشرية رُصدت بالفعل، من بينها حالة لمواطن أمريكي أُصيب أثناء وجوده في سلفادور، حيث اكتُشفت إصابته بعد عودته إلى الولايات المتحدة وتمت إزالة اليرقات.
وأكد أن خطورة هذه الحشرة تكمن في قدرتها على التواجد في أماكن يصعب الوصول إليها داخل جسم الكائن الحي، حيث تتغذى مباشرة على أنسجته سواء كان إنسانًا أو حيوانًا.
وعن طرق الوقاية، شدد سعد الدين على ضرورة اطلاع المسافرين إلى أي دولة على المعلومات الصحية المتاحة من منظمة الصحة العالمية أو مراكز مكافحة الأمراض مثل CDC، والتي تتضمن الأمراض المنتشرة واللقاحات المطلوبة والمخاطر الصحية المحتملة.
واختتم بقوله إن الخطر من هذه الحشرة ليس شديدًا على المستوى العالمي، نظرًا لكونها مستوطنة في أمريكا الجنوبية وجزر الكاريبي، لافتًا إلى أن انتشارها قد يحدث عبر تنقل البشر الحاملين لليرقات، وهو ما يمكن السيطرة عليه من خلال الإجراءات الحكومية للحد من انتشار الحشرات والذباب. وأكد أن مواجهة هذا الطفيل أسهل بكثير من السيطرة على الفيروسات أو البكتيريا، شريطة الالتزام بالإجراءات الوقائية البسيطة سواء من جانب السلطات أو الأفراد.