الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : الوطن فى مهب الريح تأثرا بالإنتخابات فهل تنتبه الأجهزه وتردع المتنطعين .

بلا مزايدات .. مصر الحبيبه فى ضمير ووجدان كل المصريين ، هذا يقين الوطنيين ، ومنطلق المخلصين ، نفتديها بأرواحنا ، ونزود عنها كل مكروه وسوء ، نعظم الإيجابيات فى كل مناحى الحياه بها ، ونتصدى للسلبيات بغية التصويب ، وأن تكون فى أحسن حال ، كثر راجعوا أنفسهم فيما كانوا عليه حتى على مستوى النزاعات الشخصيه بين الأفراد ، بعد أن أيقنوا بحتمية الوحده ، ونبذ الخلافات ، والتصدى للأفكار الضاله المضلله إنطلاقا من ضمير وطنى ، الأمر الذى معه يطيب لى القول أنه رائع هذا الإلتفاف الوطنى حول القياده السياسيه وقواتنا المسلحه ، والحرص على المشاركه فى حماية مقدرات الوطن ، إنطلاقا من أننا جميعا جنود فى كتيبة الوطن كل فى موقعه ، نزود عنه كل مكروه وسوء ، لذا لاوقت للهزل ، ولامكان للتجاوزات ، ولاإلتفاف للمهاترات ، وتلك رساله لأعداء الوطن بالداخل والخارج ، وحتى المغيبين الذين يستخدمهم المجرمين لتشويه المخلصين من أجل مقعد بالبرلمان منطلقه إهدار الثوابت الوطنيه والأخلاقيه .
لتعظيم ذلك يتعين أن ننطلق من الصدق حتى فى سلوكنا ، وحركاتنا ، لعلنا نستطيع تحديد مواطن الخلل ، بغية العلاج ، وهذا أمر حتمى لأن الوطن فى خطر ، ومصرنا الحبيبه فى خطر ، هذا هو واقع الحال بصراحه ، مرجع ذلك هذا الإستقطاب المحموم الذى تشهده الساحه السياسيه ، إنطلاقا من الإنتخابات البرلمانيه التى أخرجت أسوا ما لدى المصريين من تدنى وإنحطاط ، وقضت على كل الثوابت النبيله التى ورثناها عن الأجداد ، حتى تلاشت العزه ، وإنحصر الفخار ، وضاعت المروءه ، وذهبت الرجولة فى مهب الريح حتى أصبحت من الذكريات .
كثيرا أدعو الله تعالى أن يعافينى من الترشح فى الإنتخابات البرلمانيه القادمه ، وأن أظل أخدم أهلى لله وفى الله ، خاصة وأن اليقين بات راسخا أن تلك العضوية لن تضيف لى إلا وجع الدماغ ، والإرهاق الشديد ، يعظم ذلك تلاشى كل القيم والمبادىء والأخلاقيات من واقعنا الحياتى ، ولأن إرضاء الناس غايه لاتدرك ، شاكرا كل القامات الكبيره فى وطننا الغالى الذين أكرمونى بتمسكهم جزاهم الله خيرا بحتمية مراجعة موقفى وترشيح نفسى ، وهذا فضل منهم وكرم ، يرجع لنبل أخلاقهم ، وتكريما لشخصى الضعيف بعد رحلة من العطاء الصحفى ، والسياسى ، والحزبي ، والمجتمعى ، تجاوزت عامها الأربعين ، بل باتت أمنيه أن يعلن أسماء المرشحين خاليا من إسمى بعد هذا التدنى الذى طال سلوك الناس .
يبقى أن تلك الأجواء التى يعيشها الوطن الآن فى القلب منه بلدتى بسيون تكشفت عن تدهور سلوكى غير مسبوق فى تاريخ الحياه المجتمعيه لكل المصريين ، بعد إدراك هذا القدر المرعب من المساخر التى تحدث على الفيس ، والتى قزمت الشخصيه المصريه فى أعين كل الجنسيات ، وقضت على شموخها ، وجعلتها بلا أى قيمه أو إعتبار ، أو حتى قدر رفيع كان عنوانا لها دلاله على الشموخ ، مرجع ذلك تطاول السفهاء والمأجورين على القامات بعد أن أغدق عليهم بالأموال أصحاب المال السياسى الفاسد ، ونمى لديهم الحاقدين السلوك الشائن البغيض ، لذا كان من الطبيعى أن يجد كل أصحاب المباديء ، ومن ينتمون للزمن الجميل ، وعايش الكرام أنه من الأفضل لهم أن يبتعدوا عن هذا المناخ السيىء ، الذى يتسم بالقذاره ، متألمين لهذا الإنحدار الذى يشهده الوطن على مرأى ومسمع من الأجهزه الأمنيه صمام الأمان للوطن والمواطن ، فى القلب منها مباحث الإنترنت ، ودون إنتباه منهم سيتسببون بهذا النهج الذى لايتسم بالردع كما يحدث ببراعه مع البلطجيه التى ترصدهم الصفحات على الفيس بوك ، فى تعاظم هذا الإنهيار المجتمعى ، واليقين أننا أصبحنا نعيش فى " جمهورية الموز " ، تأثرا بأنه بات من الطبيعى فيها أن تعلو قامات السفهاء على الكرام ، وتعظم الأجهزه المعنيه نهج الفرجه على المساخر التى باتت على رؤوس الأشهاد ، ويكفى أن تلك الصفحات الوهميه المأجوره التى دشنها سفهاء مأجورين ، أعلنت عن وفاة النائب المحترم محمد بدراوى نائب السنطه وزفتى دون أن يسحقهم الأجهزه ، أو يطالهم القانون .
عظم ذلك كله كارثة المال السياسى الذى أصبح يستخدم بكل وقاحه وصراحه فى شراء الذمم ، وتشكيل منظومة تلك الكتائب الألكترونيه التى عظمت لقلة الأدب ، والإدعاءات الكاذبه ، عبر تأجير السفهاء والمأجورين ، والفقراء ورقيقى الحال ، وذوى الإعاقه ، والحاقدين ، ليتولوا أمر تدشينها ، سيبقى للتاريخ أن الدوله المصريه مهددة بالإنهيار الخلقى ، والمجتمعى ، وحتى الإدارى إذا لم تتحرك الأجهزه وبأقصى سرعه لتطهير المجتمع عبر سحق كل السفهاء المأجورين الذين أصبحوا أشد خطرا على الوطن من أعتى عتاة البلطجيه ، تبقى الحقيقه اليقينيه التى مؤداها .. الوطن فى مهب الريح تأثرا بالإنتخابات فهل تنتبه الأجهزه وتردع المتنطعين ، أم سيتركون الوطن يواجه المجهول ، هذا ماستكشف عنه الأيام القادمه .
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .