بمناسبة ذكرى ميلادهما.. حفلات الكينج والهضبة بين حماس الجماهير وضوء المهرجانات واختلاف الأسلوب
تعد حفلات محمد منير وعمرو دياب من أبرز الأحداث الموسيقية في العالم العربي إذ يمثل كل منهما مدرسة فنية مختلفة تركت بصمة عميقة في وجدان الجمهور المصري والعربي ورغم أن كليهما يجمع بين النجومية الممتدة لعقود فإن طبيعة الأداء وأسلوب التفاعل مع الجمهور، وحتى نوعية الحضور تكشف عن فروقات واضحة بين "الكينج" و"الهضبة".
محمد منير المسرح للحكاية والبساطة الساحرة
يعتمد منير على الأداء الحي والمباشر حيث يتحول المسرح في حفلاته إلى مساحة للحكاية والغناء معا لا يكتفي بتقديم الأغنية، بل يعيشها مع الجمهور بتعبير جسدي وصوتي عفوي يعكس روح الجنوب المصري.
جمهوره يميل إلى الأصالة والشغف الفني، يجمع بين أجيال تربت على موسيقاه منذ الثمانينيات وحتى اليوم، ويجدون في أغانيه تعبير عن الهوية المصرية والإنسانية في آن واحد.
تدمج بين الموسيقى الشعبية والحديثة وتستند إلى كلمات تحمل رسائل اجتماعية وفلسفية. وغالبا ما يرافق الأداء حوار وجداني بين منير وجمهوره يعزز الطابع المسرحي للحفل وتميل حفلات الكينج إلى الوقوف ولا وجود للمقاعد ولدى محمد منير جمهور يسمى ألتراس مونيرين أو شعب الكينج ويتمايلاون على أغنياته ومنهم من يقلد استيلات ملابسه الغير تقليديه ويغنون في الحفلات بنفس طريقته المميزه متقمصين شخصيته وكانت أشهر الحفلات التي كان ينتظرها الجمهو لمنير حفلات ساحة دار الأوبرا المصرية وفقرة خاصة للألعاب النارية المبهرة التي تتناغم مع أغنياته.
عمرو دياب الإبهار والإيقاع في حفلات جماهيرية ضخمة
حفلاته تتميز بالتنظيم المحترف والتقنيات الحديثة في الإضاءة والمؤثرات البصرية يقدم "الهضبة" أداء متكاملا يجمع بين الغناء والرقص والتفاعل اللحظي مع الجمهور، مما يجعل كل حفلة تجربة بصرية وصوتية متكاملة.
جمهوره واسع وشبابي، يضم أجيال مختلفة من محبي الأغنية الحديثة والإيقاع السريع. وتعد حفلاته، مثل تلك التي شهدها مهرجان العلمين الجديدة، بمثابة مهرجانات جماهيرية ضخمة تجمع بين الترفيه والموسيقى.
تركز على التجديد المستمر في الألحان والإنتاج الموسيقي العصري، مما جعله يحتفظ بمكانته في صدارة المشهد الغنائي العربي لأكثر من ثلاثة عقود وللهضبة جمهوره المعروف بألترس ديابين ويتعقبه في كل حفلاته وكانت أشهر حفلات الهضبة على الإطلاق حفلات العجمي تحديدا والتي كان يحتفل بها مع الجمهور بصدور ألبوماته الجديدة وتتميز أيضا حفلات الهضبة بالوقوف والحماس الشديد وتتميز حفلاته بالألعاب النارية المبهرة التي تتناغم مع إيقاع أغنياته كما أن عمرو دياب مؤخرا قام بتقليعة جديدة على المسرح باستخدام جهاز كالمدفع يطلق هداية لجمهوره بالحفل عبارة عن تيشرتات من توقيعه.
مدرستان فنيتان متكاملتان
بينما يقدم محمد منير حفلات تعبر عن الوجدان والهوية والمسرح الحي، يقدم عمرو دياب عروض تواكب العصر وتحتفي بالإيقاع والإبهار البصري.
كلاهما استطاع أن يصنع جمهوره بطريقته الخاصة منير يربط الناس بالعمق الإنساني في الأغنية، ودياب يربطهم بالإحساس العصري واللحظة الحاضرة.
ولهذا، تظل حفلات "الكينج" و"الهضبة" وجهين مختلفين لعملة واحدة اسمها الأغنية المصرية الحديثة.
