أطعمة آمنة لمرضى حصوات المرارة.. خيارات تخفف الألم وتحمي من النوبات
يشعر كثيرون ممن يعانون من حصوات المرارة بقلقٍ مستمر من تناول الطعام، إذ قد تؤدي بعض الوجبات إلى تحفيز الألم أو نوبات المغص المفاجئ. وبينما تُعد الجراحة الحل النهائي في بعض الحالات، فإن اختيار الغذاء المناسب يظل أحد أهم العوامل التي تساعد على حماية المرارة وتخفيف الأعراض اليومية.
وفقًا لتقرير نشره موقع Everyday Health، فإن تعديل النظام الغذائي يلعب دورًا مباشرًا في تقليل نوبات حصوات المرارة. ويشير الخبراء إلى أن نوع الدهون، وكميات الألياف، وطريقة تحضير الطعام، جميعها تؤثر في كيفية إفراز العصارة الصفراوية وتوازن الكوليسترول داخل الجسم، وهما العاملان الرئيسيان في تكوّن الحصوات.
البروتينات النباتية بديل آمن وصحي
توصي الدراسات الحديثة بالاعتماد على مصادر البروتين النباتي بدلاً من اللحوم الحمراء الغنية بالدهون المشبعة، لأنها تساعد على خفض مستوى الكوليسترول وتحسين الهضم.
يمكن لمريض المرارة أن يدرج في طعامه أطعمة مثل: العدس، والفول، والحمص، والبازلاء، والبروكلي، والشوفان، والمكسرات، والبذور، فهي تحتوي على ألياف تساعد الجسم على التخلص من الدهون الزائدة وتقلل من فرص تكوّن الحصوات مجددًا.
أهمية الألياف القابلة للذوبان
تلعب الألياف القابلة للذوبان دورًا مزدوجًا في تحسين صحة الجهاز الهضمي وتقليل امتصاص الكوليسترول الضار.
يوصي خبراء التغذية بإضافة الفواكه والخضروات الغنية بها، مثل التفاح والموز والمشمش والجزر والفاصوليا الخضراء، إلى النظام اليومي. كما أن تناول الحبوب الكاملة، مثل الشوفان والكينوا، يسهم في ضبط حركة الأمعاء ومنع تراكم الدهون في القنوات الصفراوية.
لحوم خالية من الدهون واختيار الأسماك
من الأخطاء الشائعة اعتقاد البعض أن جميع أنواع البروتين الحيواني تضر بالمرارة. الحقيقة أن اللحوم البيضاء والأسماك يمكن أن تكون جزءًا من النظام الغذائي الآمن إذا جرى إعدادها بطريقة صحية.
ينصح الأطباء بتناول الدجاج أو الديك الرومي منزوعي الجلد، أو الأسماك الغنية بأحماض أوميغا-3 مثل السلمون والسردين والماكريل، لأنها تساعد على تقليل الالتهاب وتُسهم في توازن دهون الدم.
منتجات الألبان قليلة الدسم
منتجات الألبان ليست ممنوعة تمامًا على مرضى المرارة، لكن يُفضل اختيار الأنواع منخفضة الدسم. فالحليب أو الزبادي خالي الدسم والجبن القريش الخفيف توفر البروتين والكالسيوم دون تحميل الكبد والمرارة عبئًا إضافيًا من الدهون.
كما يُنصح بالابتعاد عن القشدة والجبن الصلب كامل الدسم لأنها ترفع نسبة الكوليسترول وتزيد من احتمالية تكرار الأعراض.
عادات غذائية تقلل النوبات
توقيت الوجبات لا يقل أهمية عن نوع الطعام. تناول وجبات صغيرة ومتكررة يساعد على استقرار إفراز العصارة الصفراوية ويمنع ركودها داخل المرارة. كما أن شرب الماء بانتظام يعزز من التخلص من السموم ويحافظ على سيولة العصارة الصفراوية.
ويحذر الأطباء من الصيام الطويل أو الامتناع المفاجئ عن الطعام، لأن ذلك قد يؤدي إلى تركّز العصارة وارتفاع خطر تكون الحصوات.
استشارة الطبيب ضرورية
رغم أن هذه التوصيات تساعد على تخفيف الأعراض، فإن استشارة الطبيب تظل الخطوة الأساسية لكل مريض. فكل حالة تختلف عن الأخرى في حجم الحصوات وعددها، كما أن بعض الأدوية أو الحالات المزمنة قد تفرض قيودًا غذائية خاصة. الطبيب أو اختصاصي التغذية هو من يحدد النظام الأمثل لكل مريض حسب تاريخه الصحي ونمط حياته.





















