استشاري أطفال: الجديري المائي سريع العدوى.. والتطعيم الوسيلة الأقوى للوقاية
أكد الدكتور يوسف سعد، استشاري طب الأطفال، أن الجدري الطفولي أو "الجديري المائي" يُعد واحدًا من أكثر الأمراض الوبائية انتشارًا بين الأطفال، مشيرًا إلى أنه رغم كونه غير خطير في أغلب الحالات، فإنه يحتاج إلى متابعة دقيقة ووعي من الأهل لضمان سلامة الطفل وتجنب العدوى بين الأطفال.
وأوضح خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت" المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن المرض سريع الانتشار بشكل كبير، حيث يستمر الفيروس في فترة حضانة داخل جسم الطفل لمدة تصل إلى أسبوعين قبل ظهور الأعراض، وهو ما يزيد من خطورته لأنه ينتقل للآخرين دون أن تظهر أي علامات على الطفل المصاب في البداية.
وأشار إلى أن الأعراض تمر بثلاث مراحل واضحة؛ ففي الأيام الثلاثة الأولى يظهر على الطفل أعراض تشبه نزلة البرد مثل ارتفاع بسيط في درجة الحرارة وتكسير بالجسم وفقدان الشهية. وبعد ذلك تبدأ البثور في الظهور على شكل حبيبات حمراء مرتفعة عن الجلد في مناطق الصدر والبطن والظهر ثم تنتشر لباقي الجسم. وخلال الأيام الثالثة الأخيرة تتحول هذه الحبوب إلى حويصلات مملوءة بسائل شفاف، ثم تجف تدريجيًا وتصبح قشورًا، موضحًا أن ما يميز الجديري المائي عن غيره هو وجود المراحل الثلاث معًا على جلد الطفل في نفس الوقت.
ولفت إلى أن التطعيم ضد المرض متوفر في وزارة الصحة ويعد الوسيلة الأقوى للوقاية، إذ يمنح مناعة تصل إلى 95%، ويُعطى على جرعتين: الأولى بعد عمر سنة، والثانية خلال الأربع سنوات التالية. وأكد أهمية التطعيم خصوصًا للبنات لتجنب الإصابة أثناء الحمل مستقبلًا، لأن العدوى في الشهور الأولى قد تسبب تشوهات للجنين.
وأضاف أن المرض يشكل خطورة أكبر على الأطفال ضعاف المناعة، مثل المرضى الذين يتلقون علاجًا كيماويًا أو يعتمدون على الكورتيزون لفترات طويلة، بينما يكون بسيطًا لدى الأطفال الأصحاء، لكنه ينتشر بسهولة عن طريق الرذاذ أو ملامسة الأدوات الملوثة أو الحويصلات الجلدية.
وشدد على ضرورة بقاء الطفل المصاب في المنزل لمدة بين 10 أيام وأسبوعين لمنع انتقال العدوى داخل المدارس، موضحًا أن الأطفال قد ينقلون الفيروس لزملائهم قبل ظهور أي أعراض عليهم.
ونبه إلى أن فيروس الجديري المائي قد يظل كامنًا في الأعصاب لسنوات طويلة، وقد يظهر لاحقًا في سن البلوغ أو الشيخوخة على هيئة “الحزام الناري”، وهو مرض مؤلم ويحتاج لعلاج خاص، مؤكدًا أهمية النظافة الشخصية، والتهوية، والوقاية، واتباع الإرشادات الطبية لحماية الأطفال من العدوى.










