المستشار محمد سليم يكتب : تحية إجلال للدكتور أسامة الازهرى حامل شعلة برنامج التلاوة
لا يسعنا إلا أن نرفع القبعة إجلالًا وإكبارًا لكل من يحمل على عاتقه رسالة الدين الحنيف، رسالة الهدى والنور، ومن بين هؤلاء الرجال الذين أعادوا البوصلة إلى مكانها الصحيح، يقف الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، شامخًا في عطاءه وتواضعه، حاملًا شعلة برنامج التلاوة الذي أعاد للناس هويتهم الدينية، هويتهم التي أضاءت بفضل الله بريق القرآن الكريم في قلوب الصغار والكبار، إنه الرجل الذي لا ينظر إلى السياسة الدنيوية، بل ينظر إلى عمق الدين وروحانيته، يجلس مع الناس بصفاء القلب والنية، ينصحهم بالهدى والحق، ويزرع فيهم حب القرآن والعمل الصالح، حتى يشعر الجميع وكأنهم في حضرة نور لا ينطفئ.
الدكتور أسامة الأزهري لم يأتِ ليملأ الجيوب أو يبحث عن المناصب، بل جاء ليعيد للوعي الإسلامي معناه الجميل، ذلك الوعي الذي يشعر الإنسان فيه بأنه ابن هذا الدين العظيم، وأن التمسك بالقرآن هو الطريق الأمثل للرجوع إلى الله، ومن خلال برنامج التلاوة الذي أشرف عليه، أصبح للمساجد طابع جديد، طابع من الرحمة والسكينة والالتزام، طابع يذكر الإنسان دومًا بأن الله حاضر في حياته، وأن القرآن هو الموجه الحقيقي لكل صغيرة وكبيرة.
ولا يسعنا إلا أن نذكر بكل تقدير وإعجاب الدكتور خالد الطيب، رئيس هيئة الأوقاف، الرجل الذي أعاد الثقة بين الهيئة وبين الناس، وأعاد للمؤسسات الدينية هيبتها ومكانتها، فأصبح المواطنون يشعرون بأن أموالهم وأوقافهم في أيدٍ أمينة، يديرها من يحمل الإيمان والصدق والشفافية شعارًا له، إنه الرجل الذي يعرف قيمة المال الحلال، ويعلم أن كل جنيه في أوقاف المسلمين هو أمانة، وأن التعامل مع هذه الأموال يحتاج إلى قلب نقي، وضمير حي، وعمل متقن، وهذا ما نجده في الدكتور خالد الطيب.
إن عظمة الرجلين، الدكتور أسامة الأزهري والدكتور خالد الطيب، تظهر في تفاصيل صغيرة قد يغفل عنها البعض، تفاصيل كالكلمة الطيبة، والنصيحة الصادقة، والابتسامة التي تبعث في القلب راحة وطمأنينة، والعمل الذي لا يلتفت فيه إلى المديح والثناء، بل فقط إلى رضا الله والحرص على خدمة الناس والدين.
برنامج التلاوة الذي أشرف عليه الدكتور الأزهري لم يكن مجرد برنامج عادي، بل كان رسالة للناس بأن الرجوع إلى القرآن هو الذي يعيد للهوية الدينية بريقها، وأن الأمة حينما تعيش في ظل كتاب الله وتعمل بتعاليمه، تصبح أقوى وأقدر على مواجهة التحديات، ويشعر الفرد بالطمأنينة والسكينة والعدل، فيصبح المجتمع كله على خطى هذا النور، نور القرآن، نور العلم، ونور العمل الصالح.
أما الدكتور خالد الطيب، فقد أثبت أن الإدارة الصالحة لا تأتي فقط بالقوانين واللوائح، بل بالصدق مع الناس، وبالإخلاص في العمل، وبالحرص على أن يشعر كل فرد بأن هيئته هي بيته، وأن الوقف هو رسالة وليس مجرد أموال، وأن الثقة لا تُكتسب إلا بالعمل الدؤوب والمخلص، وهذا ما تجده عنده في كل كلمة، وفي كل قرار، وفي كل خطوة يتخذها.
في النهاية، لا يسعنا إلا أن نرفع أسمى آيات الإطراء والشكر لهذين العمودين العظيمين، الدكتور أسامة الأزهري والدكتور خالد الطيب، على ما قدماه ويقدمانه من جهود جبارة في خدمة الدين والناس، وعلى ما أعادوه من روح وثقة وطمأنينة في نفوس الجميع، فجزاهما الله خير الجزاء، وجعل عملهما خالصًا لوجهه الكريم، وكتب لهما الأجر والثواب في الدنيا والآخرة، وجعلنا جميعًا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه سميع مجيب.
كاتب المقال المستشار محمد سليم عضو المحكمة العربية لفض المنازعات بين الدول العربية وعضو اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب السابق
























