مصر تتسلم رئاسة المجموعة الإفريقية في فيينا لعام 2025…صور
تسلم السفير محمد نصر، سفير جمهورية مصر العربية لدى النمسا والمندوب الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا، رئاسة المجموعة الإفريقية، في لحظة تحمل دلالات سياسية تتجاوز حدود الإجراء البروتوكولي إلى عمق المسؤولية التاريخية.
جاء ذلك خلال اجتماع موسع عُقد بمقر الأمم المتحدة في فيينا، بمشاركة رؤساء وممثلي البعثات الدبلوماسية الإفريقية المعتمدة لدى النمسا؛ حيث بدا المشهد أقرب إلى إعادة ترتيب للصوت الإفريقي داخل أحد أهم مراكز العمل متعدد الأطراف في العالم. فالمجموعة الإفريقية هنا ليست مجرد إطار تنسيقي، بل ضميرٌ جماعي لقارة تسعى لأن تُصغي للعالم من موقع الندية، وأن تُسمِع العالم رؤيتها بلغة متزنة وواضحة.
وفي كلمته، عبر السفير محمد نصر عن اعتزازه بالثقة التي أولتها له الدول الإفريقية، مؤكداً أن تولي مصر رئاسة المجموعة هو التزام قبل أن يكون منصباً، ومسؤولية أخلاقية قبل أن يكون دوراً سياسياً. وشدد على حرصه على تعزيز التشاور والتنسيق بين الدول الأعضاء، والدفع بالأولويات الإفريقية داخل منظومة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا، وصولاً إلى بلورة موقف إفريقي موحد يعكس تنوع القارة دون أن يفقد بوصلته المشتركة.
وأشار السفير إلى أن هذه الرئاسة تأتي في مرحلة دقيقة من التاريخ الدولي، تتكاثر فيها الأزمات وتتعاظم فيها التحديات العابرة للحدود؛ مما يفرض على الدول الإفريقية أن تتقدم بخطى جماعية، خاصة في الملفات المرتبطة بالتنمية المستدامة، ونزع السلاح، والاستخدامات السلمية للطاقة النووية، ومكافحة الجريمة المنظمة بكافة أشكالها، وهي قضايا لا تمس حاضر القارة فحسب، بل ترسم ملامح مستقبل أجيالها القادمة.
وفي إشارة تحمل معنى الاستمرارية لا القطيعة، أشاد السفير محمد نصر بالجهود التي بذلتها الرئاسة السابقة للمجموعة، معتبراً أن العمل الدبلوماسي الحقيقي هو تراكم خبرات لا سباق مواقع. وأكد عزمه البناء على ما تحقق من إنجازات، وتطوير آليات العمل الإفريقي المشترك؛ بما يعزز وحدة الصف، ويمنح القارة قدرة أكبر على الفعل والتأثير داخل المحافل متعددة الأطراف.
وتضطلع المجموعة الإفريقية في فيينا بدور محوري في تنسيق مواقف الدول الإفريقية داخل منظمات الأمم المتحدة والهيئات الدولية الأخرى، لا سيما في القضايا ذات الصلة بالأمن والتنمية والعلوم النووية ومكافحة الجريمة؛ مما يجعل رئاستها اختباراً لمدى قدرة القارة على تحويل التعدد إلى قوة، والاختلاف إلى ثراء، والصوت الجماعي إلى حضور مؤثر.
بهذا الدور الجديد، تضع مصر ثقلها الدبلوماسي في خدمة إفريقيا، مؤكدة أن وحدة الصوت ليست ترفاً سياسياً، بل شرطاً وجودياً في نظام دولي لا يعترف إلا بالكيانات القادرة على التعبير عن نفسها بثقة، وحكمة، وعمق رؤية.
























