زوجة الشهيد باسم فكري: ”رغم ارتباطه بعمله كان مهتمًا بتوزيع الأضحية على الفقراء”
يحتفل المصريون خلال هذه الأيام بعيد الأضحى المبارك، ويحتفل الشهداء بالجنة، ويترحم عليهم أسرهم داعين الله أن يحفظ أبناءهم.
قالت الدكتورة سارة رشاد زوجة الشهيد باسم فكري، إن زوجها كان دائما بعمله فمن واجبه تأمين المنشآت بكافة المناسبات، ولكنه كان حريصا على الاتصال بابنه (سليم) يوم العيد، وإخباره بأنه ترك له العيدية بغرفته، حتى يدخل عليه نوعا من الفرحة، ويحاول أن يعوض عدم وجوده معه، مشيرة إلى أن الشهيد كان يخصص مبالغ لمساعدة المحتاجين، وكان رغم وجوده بعمله في العيد إلا أنه كان يتابع عملية ذبح الأضحية، وتوزيعها على الأسر الفقيرة.
ولفتت إلى أنه كان هناك أعياد يقضونها مع والد الشهيد باسم فكري ووالدته وإخوته، وأخرى تكون هى والطفل سليم في انتظاره بالسكن.
عن يوم الوفاة ذكرت أنها كانت بعيادتها بمركز قنا، حيث تعمل طبيبة أمراض جلدية، وكانت تتواصل معه باستمرار حتى يوم الحادث، فحاولت الاتصال به كثيرا، ولم يرد على الهاتف ليوم كامل، وانتابها قلق شديد، حتى استقبلت اتصالا من أحد زملائه ليخبرها أنه استشهد في مهمة.
أوضحت أن المهمة لم تكن مأموريته، ولكنه طلب مرافقة زملائه، حيث تنكر في زي آخر وركب مع سائق توك توك، وتوجه إلى بلدة قفط بقنا بالقرب من قوص، لضبط عصابة لترويج المخدرات وتجارة الأسلحة وأوهم أحد التجار أنه مشتر، وبمجرد إخراج التاجر المخدرات قبض عليه متلبسا، ووضع الحديد بيده، وجاء زملاؤه وتمكنوا من ضبط اثنين آخرين.
كان "فكري" مازال بالتوك توك، وزملاؤه بسيارة ميكروباص، فعندما علم أفراد العصابة بما حدث، اعترض اثنان يستقلان دراجة نارية، ويحمل أحدهما سلاحا آليا طريق أفراد الشرطة وأمطروهم بوابل من الرصاص، مما أدى إلى استشهاد الرائد باسم فكري، وإصابة سائق التوك توك الذي كان برفقته، ومقتل العنصرين الآخرين وكان أحدهما مسجل خطر ومطلوب القبض عليه.
أشارت زوجة الشهيد أن" قوص- نفاده" بقنا، خرج فيها عناصر من الإخوان ﻹثارة العنف والفوضى، لكن زوجها كان يشغل منصب رئيس مباحث قوص في ذلك الوقت، ونجح بالتصدي لتلك العناصر، واستمر في مقاومتهم لعدة أيام، حتى تمكن من ضبط المشاغبين والمحرضين على المظاهرات.
أعربت عن سعادتها عندما أعلنت محافظة قنا بيانا إعلاميا، بموافقة وزارة النقل على إطلاق اسم الشهيد الرائد باسم فكري على محور قوص، تخليدًا لذكراه واعترافا بدوره البطولي الذي قام به لضبط الخارجين عن القانون.
يعتبر محور الشهيد باسم فكري في محافظة قنا، أحد أهم المشروعات القومية التي تمت في عهد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، لأنه يسهم بشكل كبير في رفع معدلات التنمية ضمن خطة الدولة بالاهتمام بالصعيد، وسيحقق نقلة نوعية لربط الطرق الصحراوية الإقليمية بالطرق الزراعية.
يتميز موقع المحور بأنه سيسهم في دعم المناطق الصناعية، وتسهيل عملية نقل البضائع من منطقة قفط ونقادة ومحافظة الأقصر، ويبلغ طوله حوالي 19 كيلومترًا، وعرض 21 مترًا على حارتين مرور لكل اتجاه، ويربط بين الطريقين الصحراوي الشرقي والصحراوي الغربي مرورا بطريق (مصر ـ أسوان) الزراعي الشرقي والغربي، من خلال 14 كوبري و12 نفقًا بتكلفة مالية حوالي 1.5 مليار جنيه.
الشهيد المقدم باسم فكري، كان ضابطًا سابقًا بمديرية أمن قنا، وشغل منصب رئيس مباحث قوص، وقت استشهاده، حيث تلقى طلقًا ناريًا في منطقة الصدر، خلال حملة أمنية في قرية البراهمة، قبل أن تتمكن قوات الأمن من تصفية عناصر إجرامية.
البطل الشهيد كان الابن الوحيد لأسرته على 3 فتيات، تزوج وأنجب طفله الأول سليم، والتحق للعمل في قطاع الأمن العام، وتدرج خلال سنوات عمله في عدة مواقع، بينها مباحث تنفيذ الأحكام ثم عمل بوحدتي مباحث قفط ونقادة، وفي أغسطس 2019 تولى منصب رئيس مباحث قوص، وكان له دور مهم في كشف غموض عدد من الجرائم الجنائية في أثناء عمله، والمشاركة في عمليات مداهمة والقبض على عدد من الخارجين عن القانون.
