بوابة الدولة
الأحد 13 يوليو 2025 09:31 مـ 17 محرّم 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

د. محمد أبوبكر حميد يكتب: لا تقلق.. ولا تحزن.. ولا تخف..

 د. محمد أبوبكر حميد 
د. محمد أبوبكر حميد 

يمر الإنسان في حياته بأزمات يبحث لها عن مخرج، وبمواقف ومفاجآت تسبب له الحيرة فيحتاج إلى اتخاذ قرار، ويمر بحالات حزن وقلق وتوتر وخوف.
وأكثر ما يحزن عليه الإنسان فقد الأحبة، وأكثر ما يثير قلقه وتوتره صحته، وأكثر ما يخاف عليه أمنه ورزقه. ولا يوجد مخلوق لم تمر به هذه المواقف مهما علا شأنه، ومهما كان جبروته. وهذه طبيعة البشر والفطرة التي فطر الله الناس عليها.
والناس في هذه المواقف يلجأ لبعضهم بعضاً، يلجأون إلى الأقرب إلى نفوسهم من الأهل والأصدقاء يلتمسون عندهم العزاء والسلوى والاطمئنان والرأي والنصح، وكثيراً ما فعلت هذا في مواقف عدة في حياتي مثلي مثل كل البشر، فلا يطمئن قلبي ولا يستقر لي قرار إلا بالعودة إلى كتاب الله أتأمل في آياته البينات، فمن عاد إلى كتاب الله لم يرجع خائباً، وذلك وعد الله حين قال: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} وفي آية أخرى يقول {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا}، ولا أذكر أني عدتُ يوماً إلى كتاب الله في معضلة أو مسألة محيرة فلم أجد حلاً أو جواباً شافياً يغنيني عن اجتهادات البشر.
وقد عدتُ إلى تأمل آيات (التوكل) في القرآن الكريم فرأيتُ عجباً..
رأيت أن آيات التوكل على الله ارتبطت بالإيمان في جميعها ما عدا آية واحدة ارتبطت فيها بالإسلام، وهي قوله تعالى {إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ} (84) سورة يونس، أما عبارة {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}، فقد وردت في القرآن الكريم ثماني مرات في سور عدة مرتبطة بمعانٍ مختلفة، فقد ارتبطت بقدرة الله في قوله {وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (160) سورة آل عمران، وارتبطت بالتقوى في قوله تعالى: {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (11) سورة المائدة، وارتبطت بحكمة الله في قوله تعالى {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَإِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(49) سورة الأنفال، وارتبطت بأمان الله وقدرته على عباده في قوله تعالى {وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ})10 (سورة المجادلة، وفي هذه الآية الأخيرة صكُ أمانٍ من الله للمؤمنين يؤكد أنه لا يستطيع مخلوق أن يمس مخلوقاً آخر بضر أو خير إلا بإذن الله؛ فهل بعد هذا للمؤمن أن يقلق أو يتوتر أو يخاف؟!
وارتبط التوكل على الله في كتاب الله بالصبر في ثلاثة مواضع أولها في سياق تبشير المهاجرين الذين هاجروا بعدما صبروا على الظلم حيث بدأ رب العزة والجلال باستعراض قدرته على كل شيء ثم مبشراً المهاجرين في الله ثم رابطاً الصبر بالتوكل عليه على نحو ما نجد في الآيات الثلاث التالية {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (40) وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} (41) الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) 42( النحل 42،41،40). وثانيهما ارتباط الصبر بالتوكل في سياق الحديث عن الإيمان والعمل الصالح وأجر العاملين بدخول الجنة في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }(59 (العنكبوت 58- 59)، وثالثها في سياق رد الأنبياء على الكافرين من أممهم حيث توالى الحديث عن قدرة الله في الارتباط بالصبر وذكر التوكل على الله ثلاث مرات في آيتين متتاليتين في قوله تعالى: { وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11) وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ }(12 (إبراهيم (11-12).
ووردت كلمة (المتوكلون) مرادفة لكلمة (المؤمنون) في معناها مرات في القرآن الكريم، ووردت في عداد الناس الذين أعلن الله عزَّ وجلَّ عن محبته لهم في كتابه المُنزل، وارتبط تصريح رب العزة والجلال بمحبته للمتوكلين ب(العزم) وهو تدارس الأمر من جميع وجوهه ثم اتخاذ القرار والتوكل على الله وذلك في قوله سبحانه: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } (159 (آل عمران 159).
ومن هنا نفهم أن التوكل على الله لا يعني (الاتكالية) وترك الأمور على عواهنها دون الأخذ بالأسباب والحيطة والحذر وكذلك الاستخارة بمعنى الإخلاص والإلحاح في الدعاء ثم التوكل على الله في انتظار ما ينتهي إليه الأمر الذي بُذل وأخذ المؤمن له بالأسباب، وبذل الجهد بذلاً. لهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أطلق أحد الأعراب ناقته سائبة وقال: توكلت على الله. قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اعقلها وتوكل) بمعنى خذ بأسباب حفظها ثم اترك أمرها لله، وهذا من الكياسة والفطنة التي ترتبط بصفات المؤمن الحق في قول نبينا صلى الله عليه وسلم: (المؤمن كيس فطن).
وبعد فإذا وقر هذا في قلب المؤمن، ووضع في اعتباره أنه لن يضره أو ينفعه أحد إلا بمشيئة الله، توكل على الله وحده في كل أمره تصديقاً بقوله عزَّ وجلَّ {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } هود( 123). فلو عملنا بهذا إيماناً واحتساباً وارتفعنا بإسلامنا لدرجة (الإيمان) و(العمل) بمقتضياته لما خاف مؤمن على حياته أو رزقه أو أي أمر من أمور دنياه، ولما ظن أحد أن فلاناً من الناس بيده أن يعطي أو يمنع أو يضر أو ينفع إلا بمشيئة الله.
والمسلم الذي يردد عقب كل صلاة، خمس مرات في اليوم مخاطباً ربه قائلاً: (اللهم لا مانع لما أعطيتَ ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد) لا يمكن إلا أن يكون متوكلاً على ربه إذ هو مؤمن بما يقول ومستوعب لمعنى ما يقول، فلا يحزن على شيء فاته ولا يقلق بل يتصور الأمن والأمان والاطمئنان الذي لا يمكن أن يضمنه له أحد غير الله رب العزة والجلال، أَليس هو القائل {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} (الطلاق 3)...
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل أمر وطول العمر، فأمرُ المؤمن كُلُّه خير، إنْ أصابه خير شكر وإنْ اصابه شر صبر .

كاتب المقال د. محمد أبوبكر حميد - أكاديمي يمني

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى13 يوليو 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.4382 49.5088
يورو 57.7884 57.8808
جنيه إسترلينى 66.7367 66.8468
فرنك سويسرى 62.0538 62.1658
100 ين يابانى 33.5334 33.5881
ريال سعودى 13.1814 13.2009
دينار كويتى 161.9598 162.2442
درهم اماراتى 13.4592 13.4795
اليوان الصينى 6.8961 6.9068

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5320 جنيه 5297 جنيه $107.92
سعر ذهب 22 4877 جنيه 4856 جنيه $98.93
سعر ذهب 21 4655 جنيه 4635 جنيه $94.43
سعر ذهب 18 3990 جنيه 3973 جنيه $80.94
سعر ذهب 14 3103 جنيه 3090 جنيه $62.96
سعر ذهب 12 2660 جنيه 2649 جنيه $53.96
سعر الأونصة 165471 جنيه 164760 جنيه $3356.83
الجنيه الذهب 37240 جنيه 37080 جنيه $755.47
الأونصة بالدولار 3356.83 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى