بوابة الدولة
الإثنين 31 مارس 2025 04:57 مـ 1 شوال 1446 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب ” مريض الانيميا” فى قفص الاتهام الحكومى

الكاتب الصحفى صالح شلبى
الكاتب الصحفى صالح شلبى

لفت نظرى تعليق للكاتب الصحفى الكبير محمد طرابية رئيس تحرير جريدة صوت الملايين حول احصائية نقلها مركز معلومات مجلس الوزراء عن وجود 40% من المصريين مصابون بفقر الدم وإن الحكومة تحملهم المسئولية بأنهم اصبحوا عبئاً على الاقتصاد وأنهم بذلك وراء قلة الانتاج ، هذة التصريحات الحكومية ازعجتنى حيث تعد اعترافًا ضمنيًا من الحكومة الى ما وصل الية الشعب المصرى، لا تقلقوا، هذا ليس فقط مؤشراً على سوء التغذية، بل هو إشعار غير مباشر من الحكومة،لا تنتظروا طفرة إنتاجية قريباً،المواطن المصري، بفضل الأنيميا، أصبح مثقلًا بأكثر من حمله اليومي المعتاد نقص الحديد، وقلة اللحوم، وحتى نادرة الوجبات الغذائية الجيدة.

لنقف لحظة ونسأل، لماذا وصلنا إلى هذه المرحلة؟ أهو التقشف الغذائي؟ أم أن وجباتنا اليومية قررت أن تصبح "دايت" من تلقاء نفسها؟ ولكن، بعيداً عن السخرية، يجب أن نوجه التساؤل إلى أولئك الذين يصيغون استراتيجيات غذائنا الوطني، نحتاج إلى أن نفهم لماذا 40% من المصريين يعانون من الأنيميا، وكيف أصبحنا في عصر يكاد المواطن لا يعرف شكل البروتين الحيواني إلا من خلال عزومة هنا او هناك.

تصريحات الحكومة تعد مستفزة ،ولا تتوقف الصدمة عندما تشير الحكومة فى تصريحاتها بكل بساطة إن هذه الحالة التى إصيب بها الشعب المصرى تمثل عبئًا على الاقتصاد المصري"! آه، أخيرًا اكتشفنا السبب الحقيقي وراء تراجع الاقتصاد، إنه المواطن الأنيمياوي البائس الذي قررأن يصاب بفقر الدم عمداً ليعطل عجلة الإنتاج!

المواطن المصري هو المتهم الأول والأخيركيف لا؟ فهو بلا شك لا يحمل أي انتماء للوطن، ولا يبالي بمستقبل الأمة، بل يبدو وكأنه قرر أن يتحدّى الحكومة بطريقة خبيثة، الإصابة بفقر الدم المتعمد لإيقاف عجلة الإنتاج وتحميل الاقتصاد أعباءً فوق أعبائه!

المواطن الأنيمياوي، أو لنقل "المخرب"، لا يريد التعاون مع الحكومة، فهو يرفض تمامًا أن يتبع خطة غذائية صارمة تساعده على النهوض ببلده.

لماذا لم يفكر هذا المواطن الأناني في تناول اللحوم بانتظام؟ لماذا لم يشترِ الفواكه والخضروات المستوردة كما يجب؟ يبدو أن الشعب المصري قرر بشكل جماعي ألا يحب وطنه، وها هو الآن يعاقب الدولة، ليس فقط عبر سوء التغذية، بل عبر "خيانة غذائية" تستهدف تعطيل الاقتصاد!

ولا يقف المواطن عند هذا الحد، بل يتعمّد أكل ما تيسّر من الوجبات المتواضعة وكأن لديه رسالة واضحة،لن أدعمكم، لن آكل البروتين، وسأصاب بفقر الدم ليصبح جسدي عبئًا عليكم!" وكأن المواطن المصري يقول للحكومة أنا ضدكم سأكون ضعيفًا عمداً وسأبطئ عجلة الإنتاج، وسأتحمّل أن يُشار إلي كخائن لا يشارك في بناء وطنه!"

تخيلوا يا سادة، المواطن المصري الذي يعاني من الأنيميا يفعل ذلك بسبق الإصرار والترصد، هو لا يقدّر تمامًا الجهود الجبارة التي تُبذل لتوفير منتجات غذائية تتحدى الطبقات المتوسطة والدنيا في أسعارها، إنه حتى يرفض "المساعدة" ويتعمّد ألا يتناول الوجبات الفاخرة التي تعتقد الحكومة أنها متاحة للجميع.

أليس من الواضح الآن أن الشعب، أو على الأقل 40% منه، لا يحب الوطن بالقدر الكافي؟ كيف لنا أن نشرح أن المواطن العادي يتعمد "الضعف" ويصبح عبئًا على اقتصاده؟ بدلاً من أن يتخذ موقفًا وطنيًا مشرفًا، ويقوم بشراء الأطعمة الفاخرة لدعم الأسواق، يفضل البقاء في منزله، يتناول القليل، ويتذمر من الأسعار، متناسياً أن اقتصاد البلاد يعتمد عليه! إنه تحدٍ حقيقي يا سادة، ويبدو أن هذا المواطن لا يعجبه أي شيء!

المواطن المصري، الذي بالكاد يجد ما يأكله، أصبح فجأة المسؤول الأول عن معاناة الاقتصاد الوطني كما أكدت ذلك الحكومة فى تصريحاتها، وكأن الحكومة تُعاقب الشعب لأنه لم يتمكن من تدبير نظام غذائي يحتوي على اللحوم والفواكه والخضروات، التي باتت أسعارها أعلى من السماء.

إذًا الرسالة واضحة، يا أيها المواطن أنت وحدك المتهم في هذه الجريمة، لماذا لم تستثمر في تناول السبانخ يوميًا؟ لماذا لم تزرع حقلك الخاص في شرفتك لتحافظ على توازن الحديد في جسمك ؟! لا تلوموا الحكومة على الأسعار الخرافية أو على السياسات التي جعلت الطماطم تقفز فى يوم وليلة من ثلاث جنيهات الى 13 جنية والليمون من 100 جنية الى 150 جنية، فالمشكلة هنا تكمن في خياراتك الغذائية السيئة، بالتأكيد!

ونزيدكم من الشعر بيتًا، الأطفال الذين يعانون من الأنيميا أيضًا أصبحوا "أعباءً" على الاقتصاد لأنهم سيتأخرون في الإدراك، وكأن الطفل المصري اختار بإرادته ألا يحصل على وجبة متكاملة، أو أن والديه قررا التوفير في الفيتامينات لشراء الألعاب عوضًا عنها.

الحكومة هنا تُعطيك الشعور وكأنها تقول يا مواطن، نحن نعتذر، لكنك السبب في ضعفك!"، دون أن تنظر في المرآة إلى السياسات التي أدت إلى هذه الحالة المزرية، يبدو أنهم يريدون من المواطن أن يكون كائنًا خارقًا يتغذى على الأمل والتفاؤل بدلًا من البروتين والحديد، وكل هذا كي يخفف عنهم "العبء" الذي يمثله فقردمه على الاقتصاد.

علينا أن نسير فى الاتجاة الذى تريدة الحكومة علينا الا ،نلوم الأسعار المرتفعة أو نقص السياسات الغذائية الصحية، لنلقِ باللوم على المواطن، ذلك الكائن الضعيف الذي ما زال يصرّ على تناول الرغيف اليابس، وكأن العيش والحياة الكريمة رفاهية لا يستحقها!

لنقف لحظة ونسأل، لماذا وصلنا إلى هذه المرحلة؟ أهو التقشف الغذائي؟ أم أن وجباتنا اليومية قررت أن تصبح "دايت" من تلقاء نفسها؟ ولكن، بعيداً عن السخرية، يجب أن نوجه التساؤل إلى أولئك الذين يصيغون استراتيجيات غذائنا الوطني، نحتاج إلى أن نفهم لماذا 40% من المصريين يعانون من الأنيميا، وكيف أصبحنا في عصر يكاد المواطن لا يعرف شكل البروتين الحيواني إلا في الصور؟!

الأطفال، وهم المستقبل، دخلوا المعركة مع الأنيميا أيضًا، ولكن هنا يظهر الجانب الأغرب، كيف تتوقع الحكومة أن يُدرك هؤلاء الصغار الرياضيات أو العلوم، بينما عقولهم محدودة بسبب سوء التغذية؟ يبدو أن الحل الحكومي، كالعادة، هو ترك الأمور تسير على نحو "العيش والبقاء" حتى إشعار آخر، أي حتى يجد الشعب طريقة مبتكرة لزرع السبانخ في شرفات منازله!

الأمر لا يتوقف عند الإحصائيات فقط. فالحكومة، التي يُفترض أن تبحث عن الحلول، تتحول بين حين وآخر إلى مرآة تعكس المأساة وتكتفي بالصمت أو ببعض النصائح الغذائية، طيب، ما رأي الحكومة في أن تستبدل الحملات الإعلانية عن "الصحة" بحملات لتوفير طعام صحي؟ أو ربما برنامج لتعليم الأمهات طهي طبق "أومليت" مقوي بالحديد؟

في الواقع، الشعب المصري يعاني من أنيميا في التغذية كما يعاني من أنيميا في السياسات التي تهتم فعلاً برفاهيته،وما يضرب الأنيميا المواطن الجائع، يضربه أيضًا في قوته الإنتاجية.

في النهاية، يبدو أن الحل الوحيد هو أن يستثمر المواطنون في تناول الحبوب والعدس إلى أن تأتي المعجزة، إلى أن يتوافر نظام غذائي متوازن ليس فقط في المراكز التجارية الفاخرة، بل في كل بيت ،وحتى إشعار آخر، الشعب المصري سيظل يعيش في حربه الخاصة مع الأنيميا، بينما تظل الحكومة تُلقي لنا النصائح الصحية، وكأنها تقول: "صحتكم على راسنا... بس بدون لحم".

للاسف كما قال زميلى الصحفى الكبير محمد طرابية ، يبدو أن الحكومة تعيش في عالم آخر، عالم لا تعترف بأخطائها الكاريثية بل تحمل كل مشكلة الى المواطن الغلبان .

ربما نرى قريبًا برنامجًا وطنيًا تحت شعار 'عاقب مريض الأنيميا'! فبدلًا من توفير الرعاية الصحية أو حل مشاكل سوء التغذية، ستطلق الحكومة برامج توعية عبر القنوات الفضائية، ويخرج علينا " المذيع الملاكي " بكل حماسة ليقول: 'انتبه أيها المواطن، الأنيميا لم تعد مجرد مرض، إنها عاروخيانة للوطن !' ومن هنا لابد من العقوبات الرادعة على هولاء الخونة من المواطنين بوقف بطاقتهم التموينية! ثم إيقاف برامج الدعم " تكافل وكرامة " ، لأنك ببساطة لم تعد تستحق الرحمة الحكومية، ولأن الحكومة تُقدّر العدالة، ستسحب منك أيضًا بطاقة الخدمات المتكاملة، كأنها تُرسل رسالة واضحة،إذا كنت ضعيفًا أو مريضًا، فمصيرك أن تُعاقب بالحرمان

هل تظن ان الامر سيتوقف الى هنا ؟! صاحب الصوت الحنجوري، المذيع الملاكي، الذي تحس بأن صوته وحده قادر على تدمير أي طابور من عقول المواطنين، ليخرج علينا بعباراته المعتادة التي لا تخلو من حماسة مُصطنعة وتطبيل صارخ للحكومة. يجلس بكامل أناقته، ويبدأ في سرد أمجاد الحكومة وكأننا في موكب فتح عظيم، مُصِرًّا على إقناعنا بأن كل خطوة من خطوات الحكومة هي وحي إلهي، هذا المطبلاتي لا يعرف إلا فنّ الإشادة والتهليل، وكأن الحقيقة نفسها تحتاج لمن يدفعها من الخلف بحنجرة مُدويّة لتصل إلينا مشوهة!

تراه يتحدث وكأنه المدافع الأول عن مصالح الفقراء، وهو في الواقع لا يعرف عنهم شيئًا، فكيف لشخص يمارس تطبيلًا ليل نهار أن يشعر بجوعهم؟! والأكثر إثارة للضحك هو أنه دائمًا يبدأ حلقاته بعبارة نحن مع مصلحة المواطن'، ولكن نهاية كل حديث تجد المواطن خالي الوفاض، فالمصلحة الوحيدة التي تُخدم هنا هي مصلحة الحكومة، والمذيع مجرد صدى لصوت من يدفع له أكثر، وطبعا الحكومة في المقدمة.

وهكذا، يبقى هذا المذيع الحنجوري يمارس هوايته المفضلة في تسويق السياسات العقابية، يلف ويدور حول الحقيقة مثلما يدور حول الكرسي الذي يجلس عليه، يصرخ ويهلل كأننا في حرب مقدسة ضد 'الأنيميا'، وكأن رسالته الوحيدة في الحياة هي أن يذكّرنا بأننا لا نستحق العيش إلا إذا وافقت الحكومة، فيا له من بطل قومي حنجوري، لا يعرف سوى التطبيل في أوقات الأزمات، والتطبيل عندما لا يكون هناك شيء أصلاً، وكأن الصوت العالي سيُغطي على الواقع المرير الذي نعيشه!"

هل تظنوا أن الأمر سيتوقف هنا ؟ بالطبع لا، فالقنوات الفضائية ستنهال علينا ببرامج تحليلية يومية، يجلس فيها الخبراء الموالون ليقولوا إن 'الأنيميا مؤامرة ضد الأمن القومي!' وربما يذهبون إلى أبعد من ذلك، فيؤكدون أن مريض الأنيميا لا يستحق الحياة الكريمة، بل ويجب عليه أن يُعاقب لأن جسده غير قادر على التكيف مع خطة الحكومة للنهضة الاقتصادية، ربما سيخبروننا أيضًا أن الحل النهائي للقضاء على الأنيميا هو سحب الطعام من الفقراء كجزء من برنامج إعادة التأهيل الوطني!

ويا للعجب! بدلاً من أن تفكر الحكومة في تحسين الأوضاع الاقتصادية وتوفير غذاء صحي أو حملات للكشف المبكر عن الأمراض، تلجأ لأقسى الحلول وأكثرها عبثية! كأنها تقول لنا: 'من لم يمت بالأنيميا، مات بقلة الطعام!'. فالمريض هنا يصبح الجاني، والتقصير الصحي يتحول إلى ذريعة لعقاب المواطن، وكأن الفقر والجوع باتا من المحظورات في بلدنا، وأي مواطن يجرؤ على أن يصاب بالمرض سيجد نفسه في مواجهة العقاب الحكومي الفوري!"

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى27 مارس 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.5291 50.6291
يورو 54.4906 54.6035
جنيه إسترلينى 65.3544 65.4888
فرنك سويسرى 57.1532 57.2922
100 ين يابانى 33.4741 33.5448
ريال سعودى 13.4705 13.4979
دينار كويتى 163.7738 164.2044
درهم اماراتى 13.7554 13.7853
اليوان الصينى 6.9545 6.9694

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5040 جنيه 5017 جنيه $100.04
سعر ذهب 22 4620 جنيه 4599 جنيه $91.70
سعر ذهب 21 4410 جنيه 4390 جنيه $87.53
سعر ذهب 18 3780 جنيه 3763 جنيه $75.03
سعر ذهب 14 2940 جنيه 2927 جنيه $58.35
سعر ذهب 12 2520 جنيه 2509 جنيه $50.02
سعر الأونصة 156762 جنيه 156051 جنيه $3111.48
الجنيه الذهب 35280 جنيه 35120 جنيه $700.26
الأونصة بالدولار 3111.48 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى