طهران تُربك المشهد النووي مجددًا وترفض الانتقال من مسقط إلى روما والسبب!

وسط حالة من الغموض السياسي، عادت إيران لتضع مسقط مجددًا في قلب مسار التفاوض النووي مع واشنطن، متجاهلة إشارات واضحة نحو اختيار روما كموقع للجولة الثانية من المحادثات، الأمر الذي طرح تساؤلات حول دوافع هذا التغيير المفاجئ وتوقيته الحرج.
وبينما كانت روما تستعد لاحتضان اللقاء الجديد استنادًا لتصريحات دبلوماسية وتسريبات من مصادر أوروبية، خرجت طهران فجر الثلاثاء بموقف مغاير، مجددة تمسكها بعُمان، التي احتضنت الجولة الأولى قبل أيام، دون توضيح الأسباب، وسط ترجيحات بأن لعطلة الفصح في إيطاليا علاقة بالقرار الإيراني.
وفي حين لم تؤكد واشنطن مكان الاجتماع القادم، قال الرئيس دونالد ترامب إن إيران "تسعى لكسب الوقت" مشددًا على أن طموحاتها النووية لا يمكن التغاضي عنها، في وقت لا تزال فيه طهران تحتفظ بكميات من اليورانيوم المخصب تقترب من العتبة النووية، مما يثير قلقًا متزايدًا في الأوساط الغربية.
الملف النووي الإيراني دخل مرحلة حساسة، خاصة مع إعلان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي عن زيارة مرتقبة إلى طهران، في مسعى لتعزيز رقابة المفتشين وتهيئة الأجواء لمفاوضات أكثر شفافية، قد تمهد لبوادر اختراق.
ورغم استئناف قنوات الاتصال المباشر بين الجانبين خلال اللقاء السابق في مسقط، لا تزال الخلافات العميقة قائمة، خصوصًا في ملف تخصيب اليورانيوم ومستقبل العقوبات الأمريكية، حيث تطالب إيران بضمانات حقيقية قبل تقديم أي تنازلات، بينما تتمسك واشنطن بلغة الضغط لفرض شروطها.
في ظل هذا المشهد المتوتر، يبقى مصير الجولة القادمة معلقًا بين حسابات العواصم، وخيارات محدودة لا تحتمل التباطؤ، بينما يترقب العالم ما إذا كانت الدبلوماسية ستنجح في تجاوز معركة الجغرافيا نحو جوهر الاتفاق.