بوابة الدولة
الأحد 8 يونيو 2025 12:16 مـ 11 ذو الحجة 1446 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

دكتورة د.دينا الصهبى تكتب: الاسلام منظومة حضارية وإنسانية

دكتورة د.دينا الصهبى
دكتورة د.دينا الصهبى

يسارع بل ويهرع كثيرون في العالم الإسلامي إلى أداء الفروض الدينية، مثل الصلاة خمس مرات يومياً، وصوم شهر رمضان، والسفر لأداء العمرة أو الحج،، ولكن يبدو أن من يفعلون ذلك يتصورون أن أداء مثل هذه العبادات هو أكبر ضامن لهم لدخول الجنة.!*

والحقيقة الغريبة هي أن القرآن لم يعط ضماناً على الإطلاق بدخول الجنة.!! وأن القرآن الكريم أعطى أولوية أيضاً لأمور أخرى غفل عنها الكثيرون.!
وليس هناك وضوح في هذا الأمر أكثر من الآية القرآنية الكريمة التالية، والتي تتحدث عن "عقبة" أو حائل يقف بين الإنسان وبين دخول الجنة، وتصف الآية الرائعة كيفية اجتياز هذا المانع أو اجتياحه، (أو كما وصفت الآية الكريمة "اقتحامه" ) فقال عز وجل في سورة البلد: {{"فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ... وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ... فَكُّ رَقَبَةٍ... أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ... يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ... أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ... ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ... أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ"}}.

(سورة البلد 11 ـ 18)".

ويا له من وصف ونسج أدبي رائع، (فأول عقبة) تعيق الإنسان عن دخول جنات الفردوس الأعلى يكون "اقتحامها" من خلال فك رقبة ((أي تحرير إنسان من العبودية أو الرق)).

والأمر بفك الرقاب في القرآن كان واضحاً كالشمس أيضاً، في قوله تعالى: {{"إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"}}

(التوبة ـ 60)"..وهي الآية التي تحدد مصارف الزكاة.

قد يتساءل البعض: وكيف لنا اليوم بأن نفك الرقاب وليس هناك عبيد ؟! وهنا يأتي التأويل بأن الإنسان في زماننا الحالي قد يكون عبداً للفقر والجوع، أوالظلم والهوان، وأن إنقاذ البشر وانتشالهم من ذل العوز والاحتياج والقهر، هو أفضل فك لرقابهم من ذل العبودية لمثل هذه الأمور..!

والآن ماهي العقبة الثانية ؟! ،،

وهذا كما ذكرت الآية الكريمة بإطعام في يوم ذي هول شديد ((ذي مسغبة))، يتيماً " قريباً" ذا مقربة،، والقرب قد يكون في قرابة الدم، أو قرب المكان، أو في مفهوم الإنسانية عامة، وقد يكون بـ"إطعام مسكين في قمة ضعفه وقلة حيلته، حتى أنه عجز عن إزالة التراب عن جلده، فاكتسى بصورة البؤس والهوان كما وصفه القرآن بأنه أي المسكين: {{"ذا متربة"}} !!.

وكما نلحظ هنا أن الله جل جلاله ذكر في القرآن تعبيرات "يتيماً"، و"مسكيناً" ومن قبلهما "رقبة"، من دون استخدام أي أدوات تعريف مثل استخدام "ال" قبل الكلمة، حتى يعمم المعنى على الجميع، أياً كان دينهم أو عقيدتهم؛ فلم يقل عز وجل: يطعمون اليتيم المسلم، أو المسكين المسلم بل قال بصيغة النكرة: {{ "أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ... يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ... أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ" }} كي يسري المعنى على أي يتيم، أو أي مسكين!! وليس هذا الأمر بمستغرب في القرآن، وذكر أيضاً: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا". (سورة الإنسان).

ثم يصف لنا القرآن بعد ذلك كيفية اقتحام العقبة الأخيرة، لدخول جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب، فكان ذلك بالتحلي بالصبر، وبأن يكون الإنسان في قلبه رحمة "وتواصوا بالمرحمة" !.

فالرحمة لا تجعل إنساناً يعتدي على آخرين، والرحمة لا تجعله يظلم زوجته، ولا الزوجه تظلم زوجها، والرحمة لا تسمح له أن يأكل حق غيره في الميراث، والرحمة لا تعطيه مجالاً أن يتعصب ضد جاره لأنه مختلف عنه في العقيدة، بل إن الرحمة تدعو إلى العدل والإنسانية، ومد اليد بلا تردد لكل من يحتاجها،والرحمة كنز مكنون، وينبوع يفيض بالغيث لكل من لجأ إليه !

فيا ترى من منا قد اقتحم العقبة؟!
كاتبة المقال الدكتورة دينا الصهبى اخصائى إعلام-مكتب وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى04 يونيو 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.5889 49.6889
يورو 56.4421 56.5658
جنيه إسترلينى 67.0343 67.1893
فرنك سويسرى 60.2172 60.3460
100 ين يابانى 34.3699 34.4464
ريال سعودى 13.2202 13.2479
دينار كويتى 161.7592 162.1541
درهم اماراتى 13.5006 13.5293
اليوان الصينى 6.8979 6.9123

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5326 جنيه 5303 جنيه $106.45
سعر ذهب 22 4882 جنيه 4861 جنيه $97.57
سعر ذهب 21 4660 جنيه 4640 جنيه $93.14
سعر ذهب 18 3994 جنيه 3977 جنيه $79.83
سعر ذهب 14 3107 جنيه 3093 جنيه $62.09
سعر ذهب 12 2663 جنيه 2651 جنيه $53.22
سعر الأونصة 165648 جنيه 164937 جنيه $3310.82
الجنيه الذهب 37280 جنيه 37120 جنيه $745.12
الأونصة بالدولار 3310.82 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى