النائب أحمد قورة يكتب : الرئيس السيسى يضع خارطة طريق لبناء الانسان المصرى

في خطاب ملهم جاء خلال حفل تخرج الدورة التدريبية الثانية لوزارة الأوقاف بالأكاديمية العسكرية، رسم الرئيس عبد الفتاح السيسي ملامح رؤية متكاملة لبناء الإنسان المصري، ليس فقط من الجانب الديني، بل من كافة الجوانب المعرفية والسلوكية، مؤكدًا أن الإيمان بالله نعمة لا تعوّض، وأن الغفلة عنه تفوّت على الإنسان الكثير.
الرئيس تحدث بروح الأب والمعلم ، مؤكدًا أن هناك دورًا يجب أن يُستكمل بأيدي أبناء الوطن، داعيًا إلى التكاتف من أجل "بناء الإنسان كل الإنسان"، في دعوة واضحة لصياغة مشروع قومي يتجاوز الشعارات ويعتمد الفعل والنية الخالصة.
المسجد والمدرسة.. توأمان في خدمة المجتمع
في لفتة ذكية وتحليل اجتماعي عميق، أشار الرئيس السيسى ،إلى التناقض الظاهر بين كثرة المساجد وقلة المدارس، متسائلًا: "لماذا لا نستفيد من المساجد تعليمياً؟"، مُذكّرًا بما كان عليه الأمر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كانت المساجد مراكز شاملة للتعليم والدين والاجتماع. إنها دعوة لإعادة توظيف البنية الدينية لخدمة مشروع وطني نهضوي.
خطبة الجمعة وتحديات العصر
الرئيس لم يغفل دور الخطاب الديني، بل أضاء على أهميته بواقعية نادرة، قائلاً إن إعداد خطبة جيدة وسلسة لم يعد كافيًا، إن لم تكن قادرة على مواجهة تحديات العصر ومشاكل الجيران وأبناء الحي،هنا يظهر وعي القيادة بأهمية تحديث الخطاب الديني دون المساس بالثوابت، وهي معادلة دقيقة تتطلب فهمًا عميقًا وتدريبًا حقيقيًا للدعاة.
التطورواللغة والهوية
ولأن التحديات لا تتوقف عند الشأن الديني، تطرّق الرئيس إلى قضية اللغة والهوية، مشيرًا إلى أن اللغة العربية تواجه تراجعًا أمام لغات العصر والمعرفة، لكنه في الوقت ذاته أكد أن هذا لا يعني التفريط في لغة القرآن، إنها دعوة واضحة لتطوير تعليم اللغة العربية لتكون لغة حياة لا لغة حصة دراسية فقط.
رؤية متكاملة ومشروع وطني
ما تحدث به الرئيس السيسي ليس خطابًا مناسباتيًا، بل أقرب إلى "خطاب حالة أمة"، فيه رسائل للعلماء والدعاة، وللمعلمين والمثقفين، ولأولياء الأمور والآباء، رسالة فحواها أن البناء الحقيقي يبدأ من الإنسان، وأن الاستفادة من كل الموارد – ومنها المساجد – ضرورة وليست رفاهية.
ختام يحمل الإنسانية والوفاء
واختتم الرئيس حديثه برسالة إنسانية صادقة بتقديم العزاء في وفاة بابا الفاتيكان، مشيرًا إلى إسهاماته في خدمة الإنسانية، في لفتة تعكس التقدير لقيمة الحوار بين الأديان والرموز الروحية الكبرى.
في النهاية نؤكد إن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي كان بمثابة نداء وطني صادق لإعادة تعريف مفهوم بناء الإنسان، واستنهاض الهمم نحو مستقبل يرتكز على العلم والدين واللغة والوعي، وهو ما يجب أن يكون موضع تنفيذ على كافة المستويات.
كاتب المقال النائب أحمد قورة عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب وعضو الهيئة البرلمانية لحزب " حماة الوطن "