أبو الغيط: الجانب العربي رفض سيناريو التهجير غير الواقعي.. و يدعو لوقف حرب التطهير العرقي فورًا

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أنه لم يعد خافياً على أحد في العالم أن إسرائيل تمارس حرب إبادة على سكان غزة، فإما الموت قتلاً أو جوعاً، أو ترك الأرض لتصبح نهباً للاستيطان والاحتلال، هذه الحرب الوحشية على المدنيين تتواصل يومياً بالقصف والقتل وهدم المنازل.
وأكد أنه بالحصار والتجويع ومنع إدخال المساعدات بعد هدنة استمرت ما يقرب من شهرين شهدت تبادلاً للأسرى وعودة للرهائن، وتخفيفاً للوضع الإنساني المستحيل في غزة، عادت إسرائيل لتستأنف حرب الإبادة في 18 مارس الماضي ويقترب عدد الشهداء الفلسطينيين الذين قضوا على يد الاحتلال منذ هذا التاريخ من الألفين، فضلاً عن إغلاق القطاع بالكامل أمام المساعدات والمواد الغذائية والصحية.
وأكد أنه لم يعد هناك شك في أن التطهير العرقي هو هدف الحرب، وللأسف ساعد طرح سيناريو التهجير في إعطاء دفعة غير مسبوقة لخطط اليمين الإسرائيلي الأشد تطرفاً وقسوة، خطط لإعادة احتلال أجزاء من القطاع وفرض حصار كلي عليه، وفرض واقع من القتل اليومي على الفلسطينيين، ودفع العالم كله لتقبل هذا الوضع باعتباره أمراً طبيعياً.
وأكد إن صمت العالم على هذا الوضع المتجرد من الإنسانية هو صمت مخزٍ ومشين وأشار في هذا المقام إلى مواقف البابا الراحل "فرنسيس" الذي فارق عالمنا قبل ثلاثة أيام، والذي كان صوتاً فريداً للإنسانية والضمير في زمن اختار فيه الكثيرون أن يعطوا ظهورهم لهذه القيم، وظلَّ حتى اللحظة الأخيرة، وقبل وفاته بساعات، منحازاً للحق والإنسانية مطالباً بوقف إطلاق النار وتقديم المساعدة لشعب غزة الذي "يتضور جوعاً ويتوق شوقاً إلى مستقبل يسوده السلام"، كما قال بنص كلماته في عظته الأخيرة.
وأكد أبو الغيط أن الجانب العربي عبر عن موقفه الواضح الداعي لوقف حرب التطهير العرقي فوراً، ورفض سيناريو التهجير غير الواقعي وغير القانوني، وقدم طرحاً بديلاً في قمة القاهرة في مارس الماضي، طرحاً واقعياً، وعملياً، وقابلاً للتطبيق، للتعافي المبكر وإعادة الإعمار وإدارة القطاع على نحو يتجنب اندلاع مواجهات في المستقبل، ويمهد الطريق لتجسيد حل الدولتين الذي لا نرى بديلاً عنه كسبيل للاستقرار والسلام في المنطقة.
وأكد أن السودان يواجه أزمة إنسانية هي الأكثر حدة على وجه الأرض اليوم، وليس الوضع في اليمن بأفضل حالاً، والأسباب في الحالين سياسية، ولكن الثمن الذي تدفعه الشعوب فادح وبما يفوق الوصف.
أما التحديات التي تواجهها ليبيا وسوريا والصومال، فهي متعددة الأبعاد، شديدة الوطأة على الشعوب وكيانات الدول.